قراءة
علبة الاقامة في القصة
كتب: عزالدين الماعزي
عن
مجموعة البحث في القصة القصيرة صدرت مؤخرا للقاص المتميز حسن البقالي المجموعة
الجديدة ( الاقامة في العلبة )تتضمن 14 نصا قصصيا تتأرجح فيه دقات الموسيقى
التي لاتكاد تختفي حتى تظهر على شكل نثرات
موسيقية متتالية وكأننا نشرب نبيذ القص، رفقة السارد نتساءل : ما قيمة السحر والجنون والموسيقى والعزف اللانهائي دون
امراة ؟
نكاية
في القص وما يأتي منه ، نفهم سر الضحكة المجلجلة التي تصدر عن السجين رقم 1958 حين
قراءة ما جاء في الصفحة الاخيرة من الجريدة لان القصة سرقات- هي سرقة من تعدد أوجه
او هي سرقة سرقات متعددة يقوم بها البعض .القصة في حد ذاتها ممارسة اخلاقية والتناص يحضر فيها ويشكل البيت المكابدة هما
اخر .
بهار
الحكي حاضر بكثافة وبطريقة اشتغال مهندسة (آية ،رانيا ،قصة حب ...) وبما انه يريد
ان يكون قاتلا ،حكاء للقص بلغة الابداع يحلم بكتابة قصة متمنعة ، مبتغاة ، يحلم
بأرغن يتأوه تحت أنامل امرأة جميلة هي القصص في منتصف فندق قصصي بغرف لا متناهية
وزبائن لا متناهيين .
انه
يرصد الواقع بعين تضبط كل شيئ (هناك استاذ يصحح فرضا ،مجموعة من الشبان يثرثرون
، بائع السجائر بالتقسيط على مقعده
المعتاد ، ..ص 37 ) يتيه بلغته الشعرية
الجميلة يطرز تواشي كلماته (مشدودا الى
المدرسة بالق رباط موشي بالسنابل ، منذ ان رأى الفتاة التي تلاحقها
الفراشات..الانتظام القاسي لوقع الكعب على الاسفلت..تيك ..
اتساءل
كما يتساءل السارد :هل الجنة بحق اجمل الف الف مرة من القرية ؟
لغة
السرد الساحر لا تخلو من دارجة ممهورة بحنة الحكمة وبها تتألف وسقوف الحوار
ومجازاته التي لا حدود للحكي فيها .الم يكتب : انا نص في حاجة الى تحليل .ص79
بحنكته
وخبرته في الحياة توصل القاص الى ان
العالم يحتاج الى من يشده من كاحله وينفخه جيدا حتى يطرح ما في جيوبه من رداءات
ومن اكتشاف هذه الفراغات المملة وتذويب جليد
الرتابة في قصة حب انتعاشة للجمال
في ابهى حلله وهو يسرد تفاصيل علاقة حب في غمار العلالقات الافتراضية حيث السبب
الضجر والفضول ..ترى ماذا سيحدث حين سيكتشف ان التي احبها عبر الانترنيت هي نفسها
زوجته،، ولكي نفيق من الحلم الذي رسمه لغو قصيدة تعلق فراشة بغابة الضوء وانه قدم للنلاميذ مهبط الفتنة قراءة جديدة للتاريخ .
الاقامة
في العلبة نصوص من فصوص اختارها المبدع المتألق حسن البقالي بعناية مايسترو الذي
يحدد سلاليم الموسيقى يعرف كيف يشرب قصصه واحدا تلو الاخرى ويمتعنا بعسل الشهد
وعلى مهل تؤكل القصص ام الكتف ؟ وان لا احد يموت رعبا في الطابق الثالث قبل
الاقامة في العلبة . لانها لذيذة كمذاق الكاتو وتشبهه باحدى فتيات بيكاسو في
مرحلته الزرقاء وبأنها هسهسة اوراق الشجرة بفعل ريح غريبة ..هي وكل الاشياء الجميلة
التي تترك اثرا جميلا و اريج وعطر فواح
بتيم اشتغاله: حضور المرأة والامكنة
والكتب والاسماء والالوان والمرجعية الثقافة
الواسعة..
ان
علبة القصة توحي لنا بالاقامة كالسينما
حيث يقول : حين تشتعل الشاشة تبتدئ حياتي .
وحين
اقرأ نصوص اخي وصديقي حسن البقالي احس انها جزء مني او كأني انا الذي كتبتها ذات يوم .لكي اقيم في علبة
الباندورا حيث الادراج والبرشمان والطفولة والتيه والشعر ..والرجل الذي يشبهك..
--------
الاقامة في العلبة مجموعة قصصية للقاص حسن البقالي