إخترت...
إخترت...
واخترت أنا من بعدك
أن ألفظ أخر أنفاس العمر
أن أبكي..وأبكي...وأبكي
حتى أقتنع بموت القدر
أن أنبت بصدري جرحا
بإتساع فراغ القبر
إخترت...
واخترت أنا من بعدك
أن أقف كتابة الشعر
فالشعر بعدك اختفى و اندثر
الكلمات...
الحروف...
ذهبت مع حبات المطر
قلمي لا يتحمل مرارة السطر
لا يتحمل خربشتك على الدفتر
إخترت...
واخترت أنا من بعدك
أن أعلن الحداد ألف شهر
أن أعلن البكاء
على صاحبة الظفر الأشقر
بألف دمعة صبر
إني أعلن للعالم ضياعي
بين موج البحر والبحر
إخترت...
واخترت أنا من بعدك
أن أغمد بيدي ألف خنجر
أغر غرها بصدري
بالجانب الأيسر
ليسفك حزني بدمي الحمر
بيدي أحمل جرحي الأكبر
بيدي أحمل حرقة الجمر
بين قلب وقلب تكسر
إخترت...
واخترت أنا من بعدك
أن أنهي مصاحبة القمر
أن أعدم السمع
وأوقف عيناي عن النظر
وأشرب ألف كأس خمر
حتى قلبي يسكر
إخترت...
وكان اختيارك
موتا لقلب ما تحجر
ما عسى أن أقول ؟
ليثني ما عشت بعده
لأرى مراسم الدفن
وجثمانه بين أكف البشر
يا من وضعتها مكان القلب
و نزعت القلب
تكلمي...
أصرخي...
عاتبني...
فصمتك سيدتي
نهاية حب لي تنكر
وقلب تنكر
وصدق تنكر
إخترت...
واخترت أنا من بعدك
فأنا مؤمن بعبث القدر
ولا ذنب لي
سوى أنني أحببتك
بعمق البصر.
ياسين العواد