مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مع القاص المغربي صخر لمهيف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المتقي
مشرف
عبدالله المتقي


عدد المساهمات : 83
تاريخ التسجيل : 20/03/2009

مع القاص المغربي صخر لمهيف Empty
مُساهمةموضوع: مع القاص المغربي صخر لمهيف   مع القاص المغربي صخر لمهيف Empty26/3/2009, 17:39

حوار مع القاص المغربي صخر المهيف مع القاص المغربي صخر لمهيف PrintButton مع القاص المغربي صخر لمهيف EmailButton
مع القاص المغربي صخر لمهيف Sakher-mohif
كاتب القصّة القصيرة جدّا يعنى مغامر من الطراز الأول


الشاعر والقصصى المغربى صخر المهيف ينتمى إلى جيل شابّ من المبدعين المغربيّين الذين يُحاولون القطع مع المألوف الإبداعى والبحث عن مناهل جديدة يمتحون منها مفرداتهم سواء فى الشعر أو فى القصّة القصيرة جدا أو فى الرواية...
وصخر المهيف هو أحد الذين يعتزّون ببداوتهم وبأصالتهم فى كلّ ما يكتبون وقد اجتهد طاقاته لتحويل الفضاء المادى بكلّ ما فيه إلى فضاء تخييليّ أو فضاء ينزو بالخيال من خلال تجربته فى إقامة ملتقى يوميٍّ أدبيّ بأحد المطاعم بمدينة أصيلة سمّاه "المطعم الثقافي" بزنقة الأقحوان.
وقد صدر لصخر المهيف العديد من الكتب والدراسات وله مشاركات مغربية وعربيّة بارزة.
العرب العالمية التقته بالصدفة فى مدينة أصيلة أثناء إلقائه على زبائن المطعم بعضًا من نصوصه فخصّها بهذا الحوار الخفيف:
ألا ترون أنّ ذكريات من منفى سحيق عنوان لا تتخلله نسمة أمل؟
- هذا فى الظاهر، ومع ذلك يجب أن لا نغفل بأن الحديث عن الأمل لابد أن يكون مقترنا بالألم، ذلك أن السعيد لا يعيش على أمل، لأنه سعيد ولا تواجهه تحديات ولهذا السبب فإن السعيد لا يكتب، والكتابة القصصية كالباب المشرعة أبوابه على الأمل لأن وراء أى كتابة تكمن قصدية ما، والقصدية فى حد ذاتها منطوية على الأمل الذى يولد من رحم الدمار والشتات..
وهنا أستحضر ما قاله عالم المستقبليات المهدى المنجرة فى حوار أجرى معه فى السنة الفارطة بإن المتفائل هو ذلك الرجل الذى يعيش وسط الدمار والخراب والخسارات ومع ذلك تراه ينظر إلى المستقبل بكل تفاؤل على الرغم من انتقاده الصارم للواقع الذى يعيش فيه ويسعى إلى الفعل فيه والمساهمة فى تغييره، إنه بكل بساطة ذلك الرجل الذى يعيش على الأمل.
البساطة من صميم ذاتي
دائما تتكرر عبارات: الليل، النجوم، الصحراء؟
- الليل، نعم، لقد كنت مغرما بالليل منذ نعومة أظافري، الليل كان ولا يزال يسحرنى بهدوئه، هذا السحر كان يشدنى ويغرينى ويخلب عقلى من أيام طفولتى ومراهقتي، لقد كنت مولعا بالقراءة والكتابة ليلا حتى قبل أن أشب عن الطوق، وكان يحلو لى التجوال ليلا فى الصيف بعد أن تنام المدينة فأسيح فى الطرقات الخالية من الناس صحبة صديق العمر.
أذكر أننى كنت أزور البادية خلال العطل الصيفية حيث كان يحلو لى النوم فى البيدر تحت ضوء القمر ونحن ـ أنا وابن عمى ـ نلتحف السماء ونفترش الأرض، فأتأمل النجوم التى تزين سقف العالم و حولنا أشجار الزيتون تتهادى أغصانها بالنسائم.
أما عن ارتباطى بالصحراء فيعود إلى بداية مسيرتى المهنية، هناك اكتشفت بأن ليل الصحراء أجمل من أى ليل آخر على الإطلاق، الصحراء تنمى حواس الإنسان وفراسته وتتيح له فرصة التأمل الذى يقود إلى المغامرة والمجهول اثناء الممارسة الإبداعية..
وليس سرا أن أغلب نصوص مجموعتى القصصية الأولى كتبت فى الصحراء ثم نقحت بعد ذلك، وأعتبر شخصيا أن الصحراء تشكل عمق المغرب الحضارى والتاريخي، حتى أن أربع أسر من الأسر التى حكمت المغرب بعد دخول العرب انطلقت من الجنوب: المرابطون والموحدون والسعديون والعلويون..
لاحظ معى أن أجمل ما كتب فى الرواية العربية له علاقة بالصحراء: عبد الرحمن منيف والطيب صالح وإبراهيم الكونى وآخرون.
هل بحت بكل الذكريات أم مازال فى جبتك القصصية ما يستحق الانتباه؟
- كلا، لم أبح بكل شيء، سأعود إلى الرواية بعد عشرين أو ثلاثين سنة إذا امتد بى العمر إلى ذلك الحين لأبوح أكثر، ثمة أمور كثيرة تستحق التأجيل.
ساردك عاشق للموسيقى بالمناسبة، كيف هى علاقتك بهذا الفن؟
- نعم، الموسيقى لغة عالمية يفهمها الجميع لقد كتبت كل قصصى على نغمات الموسيقى، خصوصا على نغمات الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام العالمية وأخص بالذكر تآليف الملحن الإيطالى الشهير: إينيو موريكون..
كما أنى عاشق للموسيقى التصويرية للمسلسلات السورية التى تتميز بإبداعية كبيرة تضاهى أحيانا ما هو موجود فى الغرب نفسه.
قصصك كما بنت فى السابعة من عمرها، تشاغبن تلعب، تقول كل شيء ببساطة، فمن أين لك بهذه البساطة؟
- أعشق البساطة فى الحياة وأعشق كل ماهو بسيط، البساطة من صميم ذاتى لأنى نشأت تنشئة مزدوجة، فأنا ابن المدينة كما ابن البادية، وقد عشت سنين صباى الأولى فى منطقة محاطة بالجبال، جبل "تازكا" الشامخ، الجبل الذى كنت أحس بالضآلة أمامه حيث كان منزلنا يقع قبالة غابة كثيفة ممتدة إلى ما وراء الأفق يفصلنا عنها نهر صغير بنيت عليه قنطرة مقوسة شيدت بالحجارة الكرانيتية، وناعورة ماء تستخدم لرى بساتين البرتقال..
كان كل شيء يشى بالبساطة بما فى ذلك طبائع الناس، أمام تلك العظمة تعلمت الشموخ وتربيت على فضيلة التواضع، وفى زياراتى المتكررة للبادية استمعت طويلا إلى الحكايات الشعبية وتعرفت إلى طبائع الفلاحين عن قرب، وبفضلهم عشت على يقين تام بان البساطة أم الجمال.
المكان.. والذات
أمامك مجموعة أسماء: ارتسامتك باقتضاب.
- تازة: مسقط رأسى وعاكسة لتنوع المغرب وعبقريته.
تاهلة: طفولتى ومراهقتي، جذوة الحنين التى لن تنطفئ، آمل أن يكون قبرى هناك.
أصيلة: ساحرة، أرجو أن يرفع الفيوداليون الجدد أيديهم عنها.
طاطا: منفى سحيق وفيها أجمل ليل فى العالم.
البحر: ملاءة تغطى الأرواح المتمردة على صقيع.
أنت شغوف بضمير الأنا، هل هو اندغام للسيرى والمتخيل أم هو صخر من يعلم؟
- لا يا صديقي، استعمالى لهذا الضمير كثيرا ما خلق لى مشاكل لأنه يخلق الإيهام لدى اللآخرين بأن السارد هو ذاته الكاتب، وقد حدث هذا مع قصتى المعنونة بـ: "الوردة الحمراء" لما نشرتها فى موقع دروب حين تصدى لى كثيرون باللوم على قيامى برمى الوردة مع أن الأمر لم يحدث على أرض الواقع..
نعم، هناك جانب من السيرى حاضر حتى فى القصص التى كتبتها بضمير الغائب حيث السارد عالم بكل شيء وحيث السارد قريب من الكاتب الضمنى وحيث تكون وجهات النظر متعددة..
ومع ذلك، أستطيع القول بأن السيرى كثيرا ما يندغم بالمتخيل وإلا لكنت ناسخا للواقع ولما كنت أختلف عن أى مصور فوتوغرافى إيمانا منى بأن ذات الكاتب تحضر دائما فى أى عمل من أعماله المتخيلة إذ تلفيها متسترة فى ثنايا نصوصية من حيث لا يدري...
فالحالة الإبداعية ليست حالة شعورية فقط تنتاب المبدع فى وقت من الأوقات أو خلال أوقات متفرقة، فاللاشعور يقتحم العملية الإبداعية و يوجهها فى الاتجاه الذى يفرض حضورا طاغيا للخبرات الشخصية المتراكمة عبر السنين الطوية وأيضا للتجربة الحياتية للمبدع بكل تلاوينها.
متى كانت البدايات مع الكلمة؟
- من سن مبكرة جدا، فى سن العاشرة لما تعرفت إلى عالم نجيب محفوظ وجبران خليل جبران وغسان كنفانى وعبده النادى وآخرين... وأدين فى ذلك إلى والدى الذى ترك لى حرية التصرف فى خزانة كتبه وبفضل ذلك حلمت بأن أصبح كاتبا مع مرور الأيام ...
وأثناء دراستى الإعدادية تسارعت وتيرة الكتابة عندى على الرغم من ثقل المواد الدراسية وضغطها وفى المرحلة الثانوية، صرت أكتب بشكل دائم تقريبا خصوصا وأن زملائى كانوا يلجأون إلى لكتابة رسائلهم الغرامية، ولا أخفيك سرا أنى انغمست كثيرا فى كتابة الخواطر السياسية والغرامية والمذكرات اليومية التى لازلت أحتفظ بها مخطوطة إلى الآن.
ماذا يعنى كونك كاتب قصة قصيرة؟
- يعنى ذلك أن أكون مغامرا من الطراز الأول.
روافد تشكيل العالم القصصي
ماهى الروافد التى ساهمت فى تشكيل عالمك القصصي؟
- القراءة طبعا، وأخص بالذكر الإبداعات العالمية المترجمة فى القصة القصيرة والشعر، ثم إنى عاشق للأدب الروسى الذى أنتج فى القرن التاسع عشر، كما أنى عاشق للتاريخ والنقد الأدبى والفلسفة وعشقى للتاريخ يدفعنى إلى الاهتمام بكل ما له صلة بتاريخ الحضارات القديمة وإنجازاتها التى تعتبر الحضارة الحديثة امتدادا لها.
أما الرافد الآخر فلن يكون إلا التجربة الحياتية بكل أبعادها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فقد عشت فى البوادى كما فى المدن، وفى الصحارى كما فى الجبال، وعشت بين الأمازيغ والعرب، وعايشت اليهود المغاربة بمدينة فاس، وانخرطت فى العمل الجمعوى كما فى العمل السياسي..
وقبل أن ألج سلك التعليم، تقلبت فى عدة مهن مددا قصيرة حيث اشتغلت عاملا فى محلبة وخضارا فى السوق وبناءا ومساعد محام وحمالا وبائع حرير، طبعا فعلت ذلك ليس بقصد مساعدة والدى الذى كان يوفر لنا كل شيء، ولكن لنزوعى الاستقلالى المبكر عن الأسرة.. لابد أن أشير إلى أنى قضيت خمس سنوات بحى شعبي، تلك السنوات مكنتنى من التعرف إلى شرائح اجتماعية مختلفة من المهمشين والمسحوقين منهم لصوص وما سحو أحذية، وبذلك كنت أجس نبض المجتمع وأرصد بعض تحولاته العميقة والسطحية، علما أنى جربت معنى أن أكون عاطلا عن العمل قبل التحاقى بسلك التعليم، فالعطالة كانت تعنى لى الموت البطيء..
هذا فضلا عن أن عملى معلما بالصحراء والبوادى ثماى سنوات قد مكننى من معرفة ذهنية الفلاحين وعاداتهم وسلوكاتهم وأنماط عيشهم والقوانين التى تحكم العلاقات الاجتماعية فى العالم القروى ولا بد من أن أشير إلى أن قصص الحب الجميلة تركت بصماتها فى عوالمى القصصية فقد خلدتها حفاظا عليها من الموت، لقد حنطتها.
كيف هى الساحة القصصية الآن برأيك؟
- الساحة القصصية بخير، فيها الرديء وفيها الحسن كأى زمن إبداعي، ثمة ملتقيات عديدة تنظم بمدن الهامش، ثمة حركة رائجة وحضور إعلامى لافت للقاصين المغاربة فى المواقع الإلكترونية والمجلات الورقية العربية، لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى ظواهر مرضية مستشرية ولا تخدم القصة المغربية والثقافة الوطنية، فالملاحق الكبرى لا تنشر من القصص إلا بمنطقى الزبونية والانتماء الحزبي، وأستثنى ملحق المنعطف الثقافي..
كما أن القائمين على الملتقيات القصصية المغربية - وهم فى غالبهم من جيل التسعينت ـ يعيدون إنتاج نفس السلوكات المرضية التى طالما اشتكى منها الجميع، لأنهم لا يستدعون لحضور هذه الملتقيات إلا تلك الأسماء التى لها حضور إعلامى أو تلك التى يرتبطون معها بعلاقات صداقة أوقرابة، بغض النظر عن طبيعة المنجز الإبداعى وماهيته ويستوى فى ذلك النقاد والمبدعون، فلا غرابة فى أن نجد 80 % من المشاركين فى ملتقى أ يشاركون أيضا فى ملتقى ب وملتقى ج سنة 2003 وستجدهم فى نفس الملتقيات لعام 2007 و2012، يعنى أن التشكيلة لا تتغير، فيقصى من حضور هذه الملتقيات مبدعون حقيقيون، خذ مثلا مبدعا متميزا من طينة زهير الخراز، فالرجل مغيب كليا عن الملتقيات.
ثمة ظاهرة أخرى تسيء للمشهد هى ظاهرة الحروب الصغيرة التى تدور بين المبدعين فى أحيان كثيرة، وغالبا ما تشتعل بسبب التهافت على المواقع بالإضافة إلى أن النقد لا يواكب المنجز القصصى مما يؤثر على عملية التلقي، والنقد القصصى السائد فى الملاحق الإبداعية يعتريه كثير من النفاق والكذب والمجاملة ولا يمت بصلة إلى الحقيقة الإبداعية مجسدة فى النصوص..
وعلى العموم، أرى أن القصة المغربية تعيش طفرة نوعية وكمية ويترجم ذلك عدد المجاميع القصصية التى يطبعها القاصون على نفقتهم ـ للأسف الشديد ـ كل سنة، وعدد القاصين المغاربة الذين يملأون صفحات الجرائد والمجلات الثقافية المشرقية والمهجرية..
والحقيقة أن الساحة القصصية تشهد هوة تتسع يوما بعد يوم بين المتلقى والكاتب، فما نكتبه، نتداوله بيننا نحن معشر الكتاب للاسباب المعروفة التى تذاكرنا بشأنها طويلا حتى مللنا من تكرارها... هذه هى الحقيقة المرة.
هل تكتب القصة أم هى التى تكتبك؟
- لم أنتبه إلى هذا من قبل، هناك قصص، خصوصا تلك المتضمنة فى أضمومتى الأولى "ذكريات من منفى سحيق" كانت مشاريعا روائية أجهضت وكتب معظمها بتداع حر، فجاءت انعكاسا صادقا لما كنت أعيشه من قلق.. مثل هذه القصص، عادة ما أكتبها فى جلسة واحدة وأقوم بتنقيحها بعد ذلك دون المس بمعمارها وقالبها.
أما قصص المجموعة الثانية، فقد انكتبت فى ذهنى أولا، بمعنى أن موضوعاتها تشكلت فى ذهنى أسابيع طويلة، وبعضها ظل يعتمل فى ذهنى سنتين كاملتين ويتعلق الأمر بقصة "العنزة لولوط قبل أن أجلس إلى المكتب لأكتبها..هذا النوع من القصص، غالبا ما يكون القالب المناسب لها غائبا عن تفكيري، إذ أصوغ الأفكارأولا، ثم أصبها فى قالب معين، فأكتب تلك النصوص فى جلسات قد تبلغ ثمانى جلسات حيث أنتقى لها الشخوص الملائمة التى ستنطق بأفكاري، وأختار الأسلوب والمعجم المناسبين لهذا القالب، وهذا ينطبق على قصص مثل الجاسوسة والحمار والبغل والكبش وعلى الجملة، فإن لكل قصة ظروفها وشروطها التى كتبت فيها حسب السياقات الحياتية.
حاوره بأصيلة: عبد الله المتقى وعبد الدّائم السلامى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مع القاص المغربي صخر لمهيف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القاص المغربي محمد مفتوح..بيننا في مدارات
» بعض خصائص الكتابة في " قليل من الملائكة " للشاعر القاص المغربي عبد الله المتقي
» القاص المغربي لحسن باكور يفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربي
» القاص المغربي سعيد رضواني يلهب الساحة القصصية المغربية، باصدار مجموعته الأولى:"مرايا" بتقديم شيخ القصاصين المغاربة الاستاذ أحمد بوزفور
» لعبة القبض على مبدع / القاص والشاعر الجميل عبد الله المتقي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات اعلامية :: مدار اللقاءات الأدبية-
انتقل الى: