حسبناها في اول عرض على التلفاز شهبا صناعية وليست سوى ثاقبات فوسفورية وحسبناه لعقود خلت عارضا ممطرنا وفي الحقيقة ليس سوى ريحا صرصر عاتية...
تارة تهب نسيما عليلا ينعش النفوس ويحرك بلطف اوراق الشجر وتارة اخرى تنفخ وتثير النقع وتهز الشجر هزا واحيانا تدوي ,تزمجر ,تعصف ,وتحدث دمارا كبيرا يهلك الحرث والضرع والنسل ...
انها الريح...!
ولا شئ يحبسها وما شاءت صنعت. لكنها بعد ان هبت وهبت دب التعب اليها واخذت تلطف وتلطف وهدهدت نفسها للراحة مع اقدام قيل عنها اقدام فيلة مباركة...
انها الريح...!
كل ماشاءت فعلت وحيثما سارت تبعت.لكن لا احد ولا شيئ يبلغ نهاية الريح...
تطير الاوراق المنثورة في الشوارع و الاكياس البلاستيكية مع الريح الى ابعد طيران ولا تبلغ نهايتها...
تمخر السفينة الشراعية عباب المحيطات مع الريح ولا تبلغ نهايتها...
تسافرالسحابة البيضاء مع الريح لكنها سرعان ما تثقل وتسقط مطرا قبل ان تبلغ نهايتها...
يطير الطائر مع الريح الى ابعد حدود ويتعب ولا يبلغ نهايتها...
ويابى البعض الا ان يتبع الريح حيثما سارت ولتفعل به ما شاءت محملة كانت ام مرسلة ...
فمن يقو على مجابهة الريح ...؟