الجسد.. و قفة تأمليةلست أدريكيف لي أن أنتج ردا كافيا عن ماهية الجسد؟ الأمر لا يخلو من صعوبات متمثلة أساسا من كون الإجابة على معنى الجسد في كينونتي تتعدد بتعدد الأطروحات المتكلمة عن الجسد.
هل لان الجسد ، أجساد ، رمزية و حقيقية ، فيزيقية ومتافيزقية ، تشريحية و فزيولوجية ، سماوية و وضعية؟ و بالتالي، تكمن الصعوبة في تحديد معنى واحد متكامل ، هكذا يخيل لي الأمر ، كلما طرحت مسألة الجسد.. فالجسد (( جسم الإنسان و لايقال لغيره من الأجسام المغتدية ، و لا يقال لغير الإنسان جسد من خلق الأرض))(1) ، اعتقد أنني سأتناوله من خلال ربطه بالمنتوج اللغوي الإبداعي ، باعتماده كمرجعية دلالية في الكتابة، الجسد المتصارع ، الجسد الباحث عن لذة تواجده المادي، الجسد الروح المجسمة ..
فلا تواصل يتم إلا عبر الجسد، اعتبارا أن لغة الجسد في مطياتها، مادية ملموسة، متعددة و مختلفة، متوحدة في الآن نفسه.
(( و ما الوجه إلا واحد غير أنه
إذا أنت عددت المرايا تعددا)) (2)
فأين يكمن الحاصل الإبداعي هنا؟
ما الغرض من طرح هذا التساؤل ؟ أي أين يكمن هذا الحاصل ؟ أين يتجلى لي ذلك؟ أنا لا استطيع الادعاء بامتلاكي المعرفة القادرة على الإجابة ، أو صياغة نص حر حول الجسد.
هكذا..يتراءى لي أن حضور تيمه الجسد في المنتوج الإبداعي ، يتجسد في بعده العاطفي و السلوكي والجمالي و الايروسي و الانطولوجي.. فهذه التيمة تتلبس بالنص الإبداعي ، تحوم حول ذات مؤلفه ..
النص/الجسد/الطفولة/طفولة المؤلف
النص/ الجسد/الذكريات/ذكريات المؤلف
فالجسد هنا - في النص الإبداعي- الوسيط بين ماضي المؤلف و حاضره، بين كينونته و مرجعيته التاريخية و هذا ما يحتويه على الخصوص جنس السيرة الذاتية الذي لا يعدو كونه تاريخ جسد المبدع.
فكل قراءاتي السابقة تتلبس تيمة الجسد فيها أما كمنطوق جنسي أو كتدليل ارتباطي عضوي / حضور صورة الأب كجسد قهري تبعي.
هنا أعود فأقول :
الجسد في النص الإبداعي يتشكل بتشكل المنقوش حصرا.. الألم و الحزن، علاقة الجسد بالأجساد الأخرى المتراكمة في النص، اعتبار الجسد قرين الروح و المعبر عنها من خلال الإشارة و الملامح / العين - الفم - /.
انه الجسد كما قلت يصعب عليَ الكلام عنه ..
(1) لسان العرب / ابن منظور
(2) ابن عربي
ملحوظة: النص كتب ردا عن سؤال طارئ طرح عليَ