حواء ...اني نسيت الأسماء كلها ..وقد نسيتني الأسماء.. في هذا المساء الكبير..
وأنت تبزغين من جانبي ايحاء..تحملين جسدي قانونا لتمضي فيه كل العيون ..
كنت دربا ..وشارعا واسعا ..
كانت ضلوعي تعد ارتجافها ..والغرفة لم تسعني كي أنتهي في خصلتيك..
فماذا لو أني أعشقني ثانيا؟..
أعيد لهذا الوجه مرآته التي كسرتها رغوة البحر...
ماذا لو صالحتني ثانيا..؟..
حتى أعشق التيه وأنصب للأحداق ..شمسا من تراتيل النبر..سيدتي..
دعي أناملك بين أحضان سيد المساء ..تلتقط حبات دمعي ..توزعني شظايا في تخوم النجوم ..
وهبة الأوتار في بحر عينيك ..ولغو الشعر ..في غسق الأمسيات..
هو الخيال ..والعزف ..والحب الأخرس ...وأنت أكبر من صفوة القصيد..
أنت أكبر من هذا اللغز..
ماذا لو تحديت زرياب...ورتبت أغنية للسماء..؟
ماذا..لو ارتقيت سلم البدر ..وهيأت مع النجوم مرثية للأرض..؟..
وماذا ..لو أنا..تحديت استنزاف الريح ..وارتحت قليلا..بين أصفاد يديك..؟؟؟
ورددت في بهوك الملائكي ..تراتيل العشق للموتى..
ماذا....وماذا...؟؟؟
وموتي صلاة أخرى ..تجيئ حينما تعشقين الرحيل..
حين يداهمك الارتياح ..كي تعانقي التراب ..
سنرقص...
وترقص فينا الأنخاب ..
والأمواج
في الحين...نبعثر القواميس ..لنبحث عن شمس الليلة الأخرى..وعين المساء في رائعات "الموصلي"
هي الموسيقى ..خيوط داليات الحلم ...والحمام..
تورق ..حين يورق الفجر..أو حين..يولد البدر..
هي النبرات الغرقى..في شروق وجنتيك ..ودبدبات روحك..الملقاة هناك..
في بياض السحابات ...وندى الصباحات..أيقلم أشفارها السهاد؟؟..
هي اللمسات الملكوتية في يديك..وكل الأنام تذوب خجلا في عينيك
ووميض معصميك ..الذي يحتضن هذا الجسد قانونا..
البيضاء 1993