طلت
شعرها بالحناء وغطت راسها بوشاح اسود ولبست جلبابها ثم قصدت حمام الحومة
عشية خميس وحرصت على الا تنسى حاجة من لوازم [تحمامت] الاستحمام من طست,
ومشط, وصابون ,وشامبو ,وشفرة حلاقة من نوع[///] الخ...
ولجت الحمام مسرعة لعلها تظفر بمكان قرب [تافضنا] او قرب صنبور [السخون]
لكن صراخ الاطفال وضجيج اصوات النسوان المنبعثة من داخل الحمام خيبت
رجاءها.لقد كان الحمام مملوءا عن اخره كما العادة بالمستحمات ,كبيرات
وصغيرات ,شابات وعجائز وكانهن بهن اتفقن على المجيئ الى الحمام في نفس
اليوم والساعة.
جالت بعينها ومسحت بهما جميع اركان الحمام لعلها تجد لها مكانا تجلس فيه
او حتى موضعا تضع فيه لوازمها ريتما تفرغ احدى المغتسلات او تحن عليها
احداهن وتدعوها الى مشاركتها المكان بيد لم يحدت من هذا ولا ذلك شيئا
واكثر من ذلك لم يعرنها بالا ولا انتباها.
نظرت المراة يمينا وشمالا ثم قالت باعلى صوتها :
[من تتخلى لي منكن عن مكانها ...اتخلى لها عن زوجي ...]؟!
سمعت النسوة كلام المراة بين متهكمات ومستنكرات .الا ان احدى الحاذقات قامت من مكانها وقالت لها:
[انا اتخلى لك عن مكاني ...تعالي واجلسي هنا ...]؟!
وفضلا عن ذلك عملت تلك المراة الحاذقة على خدمتها وقضاء حاجاتها حتى نهاية
الغسل .ولما همت المراة بالخروج من الحمام .اعترضت سبيلها وشدت بيدها
قائلة لها:
[الان اوفي بوعدك ...ورجلي على رجلك حتى باب دارك...]؟!
فردت عليها المراة مراوغة:
[ويحك يا امراة...اني كنت امزح ...]؟!
فقاطعتها تلك المراة وهي تقول لها بحزم وجدية :
[ان كنت انت تمزحين فانا لا ...واني جادة في ما اقول ...] ؟!
واقسمت ان لا تتركها حتى ترى الزوج وتبلغه بما جرى بينهما من حديث في
الحمام .خرجتا معا وفصدتا بيت الزوج وخلفهما جمع من الفضوليين والفضوليات
كلهم في شوق ولهفة لمعرفة ما تبقى من فصول مستجدات القصة ومنتهياتها.
ولما وصلتا الدار. وجدتا الزوج لدا الباب.استمع الزوج الى اقوال تلك
المراة بكل استغراب وحققه بعد ان عضدتها افادة بعض الشاهدات ممن كن في
الحمام حينئد. فصاح في وجه امراته قائلا:
[تكلمي يا عدوة الله ...تبيعينني بموضع في الحمام ...هذه هي منزلتي عندك... هيا اجيبي يا غادرة ...! يا ناكرة الاحسان...!]
واستطرد قائلا:
[جعلتيني اضحوكة في الحمام يا هبلة وعرضة للقيل والقال عند الجيران ...]
ثم امرها بالدخول واصدا باب داره بعنف وجلبة...
ووسط هذا اللغط .تفرق الجمع محبطين لم يشبعوا فضولهم كل الى حال سبيله ولسان حال احدهم يقول:
[اه..!لو كنت مكان الزوج لقمت بفعل كذا و كذا ...رجال اخر زمان ...]؟!
لكن الزوج سامح زوجته وحول [الصينية ] وكؤو س الشاي ضحكا معا ملئى شدقيهما
على الواقعة وعلى جموع الفضوليين وقد جرت العادة مثل هكذا احداث ووقائع
بينهما على مر السنين والاعوام .
هذا حال بعض الناس وكل وحاله واحوال الناس شتى...