لو قدر لك ان تعرفت على مارية والتقيت بها لحدثك عن اغرب ليلة قضتها مع زبون.
مارية
امراة حسناء في بداية عقدها الرابع <الزين في الثلاثين>,امتهنت
الدعارة بعد ان طلقها زوجها وطردها من البيت فوجدت نفسها فجاة في الشارع
بلا معيل .
لتجد نفسها منغمسة في عالم الدعارة والبغاء الى ابعد
حدود,وكان لها زبناء كثر من مختلف الاعمار والشرائح الاجتماعية ,وكان يقطن
بجوارها رجل متزوج واب لثلاث بنات .عرف بالصلاح لدى جميع سكان الحي ,وكان
يجيب داعي الله ولا يتخلف عن الجماعة في صلاة مفروضة ,يلبي ويجيب من دعاه
الى عرس او وليمة او عقيقة ولا يتوانى عن المشي خلف جنازة جار او قريب
وكان مما يحرص عليه كثيرا حف الشارب واعفاء اللحية.
وكانت مارية تبتاع
منه بعض المواد الغذائية في متجر له للبقالة في <راس الدرب>.كل اناس
الحي يقدرونه ويبجلونه الا مارية كانت تشك فيه وترتاب من نظراته لها .وكان
هو الاخر لا يخفي اعجابه بها واشتهائه لها, ومرة تلو المرة يراودها عن
نفسها بلا كلل ولا ملل .
بقي الامر كذلك لشهور عدة .طرق فيها الرجل
جميع السبل لاستغوائها وهي في تمنع تام. ومع ذلك لم يزده تمنعها الا
اصرارا وعزيمة .لقد جن بها الرجل وتملكت كل جارحة من جوارحه,وما يكاد
يراها حثى يهرع اليها محييا مؤانسا ملاطفا .
وفي الاخير.تخضع و تقبل
مارية دعوته,ويتم اللقاء في بيته بعد ان اعد خطة جهنمية واخلى البيت من
الزوجة والبنات بعد ان تركهن في بيت الجدة في زيارة عائلية لمدة ثلاثة
ايام .
هذا ما قالته مارية عن الرجل الذي افصح لها عن خطته قبل اللقاء
المرتقب.وفعلا يتم اللقاء بعد ان رتب الرجل كل شئ باتقان, واعد ما طاب ولذ
من الماكولات والمشروبات , وعطر البيت بالطيب والمسك والروائح الزكية .
تقول مارية عن تلك اللحظات الاولى [لحد الان كل شئ على ما يرام ,وان الرجل لم يمسسني ولم يتطاول علي ولم يصدر عنه فعل كذا او كذا...]
وبعد تناول العشاء وتبادل بعض الكلمات من هنا وهناك .تفاجئ مارية بالرجل يسالها عن بطاقة التعريف الوطنية. فترد عليه مارية مازحة :
هل انت بوليس ؟
فيقول لها الرجل :
[هات بطاقتك الوطنية اني اريد كتاب عقد النكاح...!]
وعلى
التو استحضر ورقة وقلم.سالها عن اسم ابيها واسم امها ودون المعلومات التي
في البطاقة الوطنية وامهرها بخمسمائة درهم منها مائتي درهم مؤخر صداق
ووقعا العقد معا ومارية مندهشة ومستغربة لمجريات الامور مع هذا الرجل!...
وهي في حيرة من امرها .تستطرد مارية قائلة:
[انني قضيت ليلة حمراء مع ذاك الرجل. لم يغمض لي جفن ولم ارتاح ساعة حثى اذان الفجر ...]
وبعد
اذان الفجر.قام الرجل واغتسل وصلى صلاة الفجر في وقتها .ولما طلعت الشمس
تناولا فطورهما معا كزوجين ثم اخذ الرجل الورقة <العقد> وطلقها
الطلاق الثلاث بعد ان قدم لها مؤخر المهر وزاد عليه مائة درهم اخرى,وطلب
منها الانصراف على وجه السرعة.
تعبر مارية عن تلك اللحظة التي فارقت فيها الرجل وتقول :
[بقدر ما كنت سعيدة بالستمائة درهم بقدر ما كنت مستغربة من تلك الليلة وبكل ما جرى فيها مع ذلك الرجل...!]
حكت مارية تلك الواقعة واستفاضت في السرد ,وكل من سمع الحكاية يستغفر الله ويتساءل.
كيف لاناس يتمسحون بالمسوح ويلبسون عباءة الدين ويحللون الحرام مثل هذا الرجل الذي بفعلته اباح لنفسه الزنى وشرعنه!...
الرئيسية