تونس " جريدة الوسط اليوم الفلسطينية " فوزي الديماسي(خاص)
علاوة على المهرجانات الصيفيّة القارة على غرار مهرجان قرطاج و مهرجان الحمامات الدولي و مهرجان المنستير الدولي و مهرجان صفاقس الدولي و مهرجان الأغنية التونسية و أيام قرطاج السينمائية و المسرحية ستشهد تونس هذه السنة حراكا ثقافيّا متميّزا سيمتدّ على كامل السنة الثقافية 2009 و سينسحب على جميع المجالات الثقافية و الحضارية و الفنيّة
و ستشهد تونس إحياء أربع مائويات :
ستحتفل تونس و في شهر فيفري 2009تحديدا بمائوية الشاعر أبي القاسم ألشابي ( 1909 – 1934) صاحب ديوان " أغاني الحياة " و ستقام ندوة ضخمة للتعريف بشعر الرجل و سيدعى لهذه المحطة عدّة وجوه نقدية تونسية من بينها الأستاذ منجي الشملي و الأستاذ توفيق بكار و الحبيب الجنحاني و غيرهم ممن اهتمّ بشعر الشابي علما و أنّ الاحتفال سيمتدّ على كامل السنة و سيشمل جوانب فنيّة أخرى .
والمئوية الثانية هي لعلي الدوعاجي القاص والروائي التونسي الذي عاصر الشابي وعرفه وقد ولد بتونس العاصمة سنة 1909 وتوفي بمرض السل في مستشفى الرابطة بالعاصمة التونسية يوم 27 أيار 1949 عن أربعين سنة وكان ينتمي إلى جماعة تحت السور الأدبية وأصدر جريدة السرور بداية من 30 آب 1936 التي عرفت بمقالاتها ورسومها السياسية الساخرة. وكتب الشعر بالعامية التونسية وبعض النصوص المسرحية لكن أهم أعماله كانت في السرد القصصي ومنها " سهرت منه الليالي " و "جولة في حانات البحر المتوسط " .
والمئوية الثالثة هي مئوية الهادي الجويني أبرز أعلام الغناء والموسيقى في تونس ولد في العاصمة التونسية سنة 1909 وتوفي فيها سنة 1990 . أنتمي لجماعة تحت السور ولحن وغنى قصائد أبرز
شعرائها كعلي الدوعاجي ومحمد العريبي وعبد الرزاق كرباكة وغيرهم.
برع في العزف على آلة العود وتعلم الترقيم الموسيقي تحت إشراف عازف الفيولونسال الإيطالي بونورا.
ومن أعماله الشهيرة "شيري حبيتك " في ديو مع المطربة شافية رشدي و "لاموني اللي غاروا مني "و "تحت الياسمينة في الليل " وغيرها .
والمئوية الثقافية الرابعة التي تحتفل بها تونس سنة 2009 هي مئوية المسرح التونسي حيث شهدت تونس نهضة مسرحية ملحوظة أواخر سنة 1908.
و بهذه المناسبة ( مائوية المسرح التونسي ) تمّ تكليف الدكتور محمد المديوني مدير المعهد العالي للفن المسرحي للإعداد الاحتفالية بمناسبة مائوية المسرح التونسي وفي المقابل انطلقت العديد من الفرق المسرحية إلى جانب مراكز الفنون الدرامية وكذلك بعض الفرق الخاصة في إعداد المساهمات في هذه المائوية أولى هذه الأعمال المرشحة للظهور «حيلة وتشيطين» تأليف وإخراج زهير الرايس وإنتاج فرقة بلدية تونس للتمثيل ومن ابطالها نذكر كوثر الباردي وريم الزريبي وعزيزة بولبيار وهي مزيج بين الكوميديا والتراجيديا.
ومن جهة أخرى اختار هشام رستم وفي إخراج لمحمد كوكة إعادة حضور العلاّْمة ابن خلدون في المشهد المسرحي التونسي من خلال «عودة ابن خلدون» التي قدمت أيام 16 و17 و18 جانفي بالمسرح البلدي وقد جمعت ولعلها المرة الأولى بين المنصف السويسي وهشام رستم في إخراج لمحمد كوكة..
كما تمّ هذه السنة الاختيار على مدينة القيروان من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) يعود تاريخ هذه المدينة التي تعرف أيضا باسم عاصمة الأغالبة إلى عام 50 هجرية (670 ميلادية) عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع.
يشتمل البرنامج الأولي لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية المقرر افتتاحه مطلع العام
المقبل على مهرجانات وندوات دولية ومعارض ومسابقات وعروض مسرحية وسينمائية وأفلام وثائقية وأمسيات شعرية ودورات تدريبية في عدد من الفنون.
ومن المتوقع أيضا تنظيم مهرجان للإنشاد الصوفي ومهرجان للأزياء والفلكلور الإسلامي إضافة إلى معارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الإسلامية.
ومن المقرر أن تتضمن أنشطة التظاهرة إقامة دورات تدريبية برعاية الإيسيسكو لترميم المخطوطات وصيانتها وورشة عمل حول توثيق المعروضات المتحفية في دول المغرب العربي باستخدام الأنظمة الرقمية.
ومن الندوات المبرمج عقدها ندوة حول التربية في تعزيز قيم الحوار في الإسلام في المناهج التعليمية وملتقى دولي حول إسهامات علماء القيروان في التراث التربوي الإسلامي.
و كما خصّصت سنة 2009 لتكون سنة لاستشارة وطنيّة حول الكتاب .
سنة 2009هي سنة مليئة بالمحطات الثقافية المتميّزة و ستتوزّع على امتداد الوطن فمن تونس العاصمة في الشمال إلى مدينة القيروان في الوسط إلى مدينة توزر في الجنوب غنّها سنة ثقافية بامتياز
2009-01-28