مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فوزي الديماسي
روائي و ناقد



عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف Empty
مُساهمةموضوع: رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف   رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف Empty14/2/2009, 12:58

رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف

فوزي الديماسي / تونس
جريدة الحقائق


تنطلق الرواية بجملة مفتاح ، مثّلت محور النص برمّته ، و فاتحة للسرد اللاّحق " حاولت مرارا أن أبدأ ، كنت أحمل قلمي .. أوراقي البيضاء ، منزوية في ركن الغرفة أمرر القلم على ورقتي بطريقة عشوائيّة ..مسرحة أفكاري بعيدا في ذلك الماضي البعيد .." هذه الجملة أعلنت عن تدفق نص استرجاعيّ ، زمنه الماضي البعيد على حد تعبير الراوي و مكانه مغلق ، فالإنغلاقيّة صفة رافقت النصّ في نقطتيه أي نقطة البداية " الغرفة " و نقطة النهاية حيث انتهى النصّ في قاعة المطار ، و بذلك عاش النصّ تقوقعا و أحداثا دائرية كشفت عن نفسيّة منطوية و منكسرة ،

صوّرها الراوي على امتداد السرد المسيّج بذات منهارة اكتنفها الانهيار من بداية السرد إلى نهايته و قد دلّ على ذلك الموقع الذي اتخذه لنفسه الراوي من زاوية الرؤية " الرؤية المصاحبة " فبين الغرفة نقطة البداية و المطار نقطة النهاية راوح صوت الراوي بين انكسار و آخر ، اختزلت الانكسارات مجتمعة كلمة " الغدر " و الحوار الداخلي في " جراح الروح و الجسد " مثّله الراوي بجمله القصيرة التي تلعب دور نافذة على مناطق السقوط التي عاشتها الشخصية و بقيّة المتحركين معها في فضاء السرد ، و قد صاغت هذا العالم لغة متواضعة في جملتها تغلب علبها لغة خالية من المقوّمات التي تجعل منها لغة أدبيّة ، و بذلك خرج علينا النص في زيّ لغويّ ممزّق ، مرقّع ، فاللغة التي هي علاوة على أنها أداة تواصل فهي أداة جماليّة في الأعمال الأدبيّة ، و قد كانت على امتداد النص غائبة غيابا بارزا شأنها في ذلك شأن منطقيّة الأحداث و ترابطها و كذلك علاقة الشخصيّات ببعضها حيث كانت العلاقات مبنيّة بطريقة هشّة و ساذجة "فجوزيان " زوجة " قدور" مثلا في أول لقاء لها بشخصية النص المحورية اقترحت عليها مرافقتها إلى فرنسا و إحداث جمعيّة تعنى بأبناء الحرام على حد تعبير الراوي .
نسج العلاقات في النص كان موكلا للصدفة و اللامنطقيّة ، و هشاشة البناء لم تطل بناء علاقات الشخصيات فحسب و إنما طالت التراكيب اللغويّة التي كانت تغلب عليها التراكيب العاميّة كقول الراوي " قبل أن تصل سنّ الرشد و الخطاب يقفون على باب بيتها طوابير " و لغة يقال " يقفون بالباب " و لغة يقال " تبلغ سنّ الرشد " و كذلك في قوله " فتحت الباب ، توقعت أن أجدها نائمة على سريرها ، لم تكن متواجدة " و التواجد لغة من الوجد و كان أحرى به أن يقول " موجودة " و قوله " يكفي تمثيلا ، لما هذه الدهشة المرتسمة على وجهكما " و الأسلم لغويّا في باب الرسم " لم " و ليست " لما " كما وردت في النص ، ففي صيغة سؤال ترسم " لما " / " لم " شأنها في ذلك شأن " عمّ يتساءلون" و قد كثرت الأخطاء اللغويّة و أخطاء الرسم و الأخطاء جمّة في باب حروف الجرّ كقول الراوي " لم نجتمع منذ زمن طويل على صينيّة شاي " و الأسلم لغويّا أن يقال " حول " ، كما أثقل كذلك النص بمقاطع سرديّة غير وظيفيّة مما أثقلت العمل و أصابته بالترهّل و الانتفاخ المجانيّ و لا تساهم بأيّ شكل من الأشكال في التقدم بسير الأحداث و إنما هي مواقف و رؤى أرادت الكاتبة أن تحشرها عنوة على ألسنة شخوصها لتوقفنا على هول ما تعانيه الأنثى / الجسد ( الرغبة) من قلالقل تتعرض لها منذ الصغر من قبل المارد / الذكر و نورد هنا من الأمثلة حكاية بشرى الشخصيّة الهامشيّة و المترددة على الحانة ، و ممّا زاد في تشظّي النص التقاطع الكامن بين القائل و المقول أي بين الملفوظ و الشخصيّة المتلفظة به كذلك المقطع السردي الذي تعتذر فيه الأمّ لإبنتها و هي في لحظة احتضار " سامحيني على كلّ ما فعلته لك في الطفولة ، أنا أميّة لا أفهم في أصول التربية " فكيف لهذه الأمية إدراك الفارق بين التربية السليمة و التربية الخاطئة و الحال أنها امرأة أميّة تتردد على منازل العرّافين و المنجّمين ، و كيف ذلك و هي امرأة تعيش القيم الجمعيّة حد النخاع ، القيم المنبثقة من مجتمع موغل في بطركيّته ، متمسّك بذكوريّته .
إنّ " جراح الروح و الجسد " عمل هشّ في جملته من وجهة نظر لغويّة و جماليّة ، و من زاوية تقنيّة يعد نصا جنينيّا لم تكتمل صورته بعد لما فيه من سقطات حفّت بالمبنى و التراكيب و هذا ما يفسّر كثرة الاستطرادات غير الوظيفيّة مثل حكاية البنت في الصغر ( أي الشخصيّة الرئيسيّة ) و ممّا مثّل حشوا أصاب العمل بالترهّل و الانفتاح كذلك التطوّر المفاجئ للأحداث مثل لقائها مع جوزيان آنف الذكر ، فقد كان لقاء باردا و لا تعكس أحداثه حقيقة العلاقة بينهما .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سكينة الدحروش
عضو
سكينة الدحروش


عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 15/12/2009
العمر : 34

رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف   رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف Empty2/1/2010, 12:08

بوركت على هذه القراءة ، ولو انك كنت قاسيا على الرواية شيئا ما
اتمنى ان ارى قراءات اخرى خاصة في السرد النسوي
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية " غوايات شيطانية " للروائي الفلسطيني محمود شاهين
» طنجة…. الوشم في الذاكرة إلى… مليكة مستظرف .. شبيهتي في الفقدان
» ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان
» مقتطفات من ديوان جراح الروح للشاعر أحمد زرمون تولاه الله برحمته
» مرايا الروح المهشمة : مقاربة سيميائية لقصة "الرحيل " لفيصل ا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: