مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ديوان * علاج المسافات * لقاسم حداد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فوزي الديماسي
روائي و ناقد



عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 13/02/2009

ديوان * علاج المسافات * لقاسم حداد Empty
مُساهمةموضوع: ديوان * علاج المسافات * لقاسم حداد   ديوان * علاج المسافات * لقاسم حداد Empty13/2/2009, 19:04

للأرض سطوتها، وللمسافات حكمتها فى بعثرة الأشياء، للشاعر المنتصب على جفن الحلم ينفخ فيه من رؤيته ورؤياه أديم دهشته، وصهوة نشأته، ولوح هجرته الشريدة بين مرافئ الأيام بحثا عن أرضه/وجهه الذى به يعرف وإليه فى كل حين يشد الخيال حيث الأرض حلم يتخبط فى أحشاء الآتى يهيء للوجه/الأرض سبل اللقاء ليزف للغد التائه الزنيم عروسه المغناج مندملة الجزر، فالحلم/القصيد نشيد عتيد لا يعاقر الشجن رغم المحن ويذكى ألسنة الحبور فى قدمى الشاعر كلما أناخت فى درب التيه كلماته المنهوكة، الملطخة بغبار المسافات وغيوم الإختناقات، فيينع الشاعر بعد ذبول ويعيد المحاولة كرة أخرى رغم الجراحات ويبعث فى النفس المحطمة رسل الإشراق على مذهب الأستاذ توفيق الحكيم القائل* ليس المهم أن نفلح ولكن المهم أن نكدح * فيدق بعد ذبول طبول السعى ويخيط للوجه أرضه:
يخيط فتوقا بين الماء واليابسة
/ويؤجج طبيعة العناق فى الأجساد
/جزره مخصوفة
/وتاريخه مهدور فى الأقاصي/
ولايزال فى التيه والاختناقات .
ورغم الجراح يضاجع الشاعر عليل الصباح علّ عروس أحلامه تشرق ذات دهشة من شرفة الوجود الرافل فى الحلوكة والشتات، فينفخ فيها الرتق بعد الفتق والوحدة بعد التشتت، ويبعث كلماته ذئابا فى جسد الخمول تنهش الفراغات، ويبعث فى تفاصيل الوجه/الأرض أيادى الحبور فى طين التنائى تلملم مزق التدانى وتعيده خلقا سويا، ذلك هو إثم الشعر وقدره فى بعث الأشياء رغم الجراح و الأشواك والفتكة المتربصة بقوافل التاريخ القادمة على مهل موجهة خصبها شطر الأرض/الوجه، والأرض/ الحلم على وعورة الدروب وحلوكة الآفاق تفتح حلميها على مصراعيهما وتبثّ فى القافلة المنذورة للغياب بذور الفعل لتخفف من وطأة الرحلة ووعثاء السفر وتزفّ للشاعر الجالس على ضفة الحزن تاريخا وأرضا وتخيط له وجها مشرق الكدح، فينبجس بذلك الشاعر فلك النجاة و سبيلا مزهرة.
يجمع القرائن فى ملح السواحل وأنواء الماء
/تطارده الشهوة وتتهجى كتابه الأخير
/يؤجل الليل والنهار
/ويدرك الوقت حجارة أحلامه .
ويبقى الشاعر على إجهاده صرحا اعتنق الكدح دينا وآثر الغرق فى ساحة الوغى حتى آخر قطرة حلم على صدر وجهه سقيم المبانى، سليم المعاني، فالكدح المشحون بالغد القريب صهوته وبذور نجاته يوم يفيض التنور، تنور الخزى والغياب، وتتنكر الساق للساق وتعانق جماجم الشتات الفراق وتسقط الوجوه السافرة فى بؤبؤ الفجر ثخينة الجراح فتهلك إلا وجه الشاعر/أرضه التى نذر لها صوته متكأ وأشعة خيله عمدا وكلماته أسوارا دون جحافل الرسوم والحسوم.
فلا الوقت يثنيه، ولا غدر الأهل يشجبه، ولا التأويل قتيلا يرديه، ولا الدرب يعييه، ولا فحيح الوقت من سفر التاريخ يلغيه، ولا الهم يدميه، ولا الطوفان يفنيه، فغد الأمل يزكيه ويكشف فى كف الغيب عن وجه الصبح مشرقا، فتمحى المساحيق من على وجه الصحو، ويعرى محك المحنة سوأتهم فيخصفون عليهم من ورق الندم، فيهز إليه الشاعر عند أقاصى الحلم بجذع الحلول ليأكل من ثمر الاتحاد/اتحاد الوجه المنشود بالأرض الموعودة بعدما يلد صوته الشمس السرمدية على جثث الغدر والخيانة، ولو كان فى ذلك حتفه
فانتظر/
عند منعطف فاضح/
تفقد الأصدقاء ودهشتهم
/مثلما يفقد الذئب عزلته المشرعة .
فللأرض/الوجه عشقها المعتق فى الدنان المختومة بأفاعى الفتق، والشموس المتمنعة إلا على الفرسان الذين ركبوا الحلم صرحا ينازلون الموت على حافة الموت يوم يتنكر الصحب للخلان الرافلين فى ماء خلب وسراب سافر الإذعان
حيوانات تبالغ فى شهوة الفلك
/وهو يحض الكواكب/واصفا المجرة:
/مسافة من مرض الجسد/
ونشاط الروح .
لذلك آمن الشاعر مذ كان نطفة فى رحم الحلم بالفعل، وكفر بالقعود فعانق الصعاب ونادم المنية مثلا بمثل متأبطا الفتك منتظرا كأن الكدح تحته متصلا متواصلا يقشر الخيانة عن الإقدام المتنمر الباسل ليشد فى لجة الهول على فوهة أرخبيلات قاحلة اليابسة. والقصيد بين سكر الحلم والترجى يترنح ، يحدوه فى ذلك هيامه بوجهه/أرضه الهودج المترنح على أكف الخيانة، فلا الرهبة تثبط عزمه ولا الإخفاق يقلل من شأنه ولا ريح التجار تقتلعه من وجهه لأنه اعتنق لغة النخل والنسوة المنتصبات فى وجه المكر، فالمرأة كالأرض ولاّدة شروق والأرض/الأرخبيلات على إعيائها صوت عذاب تصبه الروح المعتقة القديمة قدم التاريخ/النور على الأشجار الجرداء حيث
ثمة التائبون عن النص
/يسدون نصحا لنا
/بالرؤى الغائبة
ورغم الرؤى الزائفة سيأتى يوم على النسوة المتفرقات أجسادا، المتفقات روحا، يفضحن فيه التجار الناسلين من عمق الجرح
ولا أحد يضاهى نساء يخرجن فى واضحة النهار
/يختبرن الموازين ومكاييل السوق
/يفضحن ذرائع الباعة .
ويكشفن ذئاب غدهم الملطخ بالعار ويومهم المرتل لسفر الشتات، ويعرين عن وجه التجار أنيابهم المتربصة بالشاعر والرتق والفجر الجنين
ساعة الأصدقاء انتهت
/فليكن
/لم يزل زيت قنديلك المنتخب
/يستفز الغضب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان * علاج المسافات * لقاسم حداد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حول ديوان المغربي بن يونس ماجن
» وجدان شاعــــــر قراءة في ديوان:
» لهذه الأسباب تراجع تصنيف المغرب على سلم مؤشر التنمية_لحسن حداد _
» من ديوان الكرسي
» قراءة عاشقة في ديوان الكرسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: