عاشقة الشكلاطة
ما ألذّها...ما أبهاها...ما أطيبها...
هذه السمراء أو الشقراء التي تلاحقنا في حفلاتنا...في أعيادنا ومناسباتنا العديدة.
تغريك بإلتهامها ..وكم تعشقها أكثر عندما تكون في علبة فاخرة.
هذه الشكلاطة..يقام لها معارض في بعض البلدان الأوربيّة كعاصمة فرنسا
..باريس.. بلد النور والنار...تعرض فيها أنواع الشكلاطة في معرض سنوي
وتكتب عنه الصحف والمجلات العديد من المقالات.
وفي سنة 2002 تزامن الإحتفال مع الذكرى الخمسمئة لإكتشاف الشكلاطة..
وتقول الروايات التارخيّة ان اوّل من إكتشفها هو .. كريستوف كولمبس ..
في غواناجا حيث قدّم له الأزتيك سكان المكسيك القدامى شراب الشكلاطة
أثناء حفل الترحيب به.
لكن كولمبس لم يعجبه كثيرا طعم الشكلاطة المرّ..ووجد نكهته قويّة
فنسى او تناسى حبوب الكاكو التي قدّمها له الازتيك هديّة..
وعاد الى بلاده من دونها.
وكان على العالم ان ينتظر 25 سنة اخرى قبل ان يتعرّف على الكاكو
و الذي لم يكن معروفا خارج امريكا الجنوبيّة والوسطى.
أما الشخص الذي أطلق الشكلاطة من عقالها فكان زميل كولمبس ..
هرنان كورتيز الذي حمل حبوب الكاكو من المكسيك الى اروبا..
ويا ليته لم يفعل...يا ليته حذا حذو صديقه وترك الكاكو في ارضه..
يا ليت الكاكو الذي جلبه من المكسيك سقط في البحر قبل وصوله..
أو يا ليت البحارة طحنوه وشربوه..بل ويا ليت فئران السفينة إلتهمته
وخلّصت العالم منه.
لو كانت حبوب الكاكاو تعرّضت لواحد من هذه الحوادث لما كنا
أسرى سحرها الذي لا تزال تمارسه علينا منذ خمسة قرون..
ولما كنّا نتعذّب كلما نظرنا الى قالب جاتوه بالشكلاطة..
ونتعذّب في مقاومة الرغبة الجامحة في إلتهامه كاملا..
ونتعذّب ونحن نتّبع حمية تلو الاخرى لنتخلّص من الكيلوغرامات
الزائدة التي تراكمت على أجسادنا لكثرة ما أكلنا من الشكلاطة.
ورغم كلّ الذي يمكن ان تحدثه الشكلاطة من مضار لنا إلا أني
العاشقة المتيّمة بها.
أحبّها حدّ الإدمان والغريب في الامر أني لا أتأثر بأكلها فأنا احافظ
دائما على نفس الوزن.
ربما لأني أعشقها بصدق..ولم أتخلّى عن حبّها لحظة واحدة..
لذلك تجدني حريصة على إلتهام الانواع الرفيعة المحشوّة
باللوز والجوز والفسدق الى غيرها من المكسّرات.
يأخذني حب الشكلاطة الى عالم من الخيال الجميل..
وأبتعد مسافات ومسافات إكراما لها.. حتّى أبلغ مدينة شيّدت
فوق الريح..منازلها من الشكلاطة..وأرصفتها وأشجارها
من الشكلاطة.. وأمتطي عربة من الشكلاطة السمراء..
تجرّها خيول من الشكلاطة البيضاء .. فأتنقل بها من شارع
الى اخر.. ولعلّي أتوقف لألتهم شجرة أو قطعة من نافذة...
وكثيرا ما ألتهم حديقة أو عمارة بأكملها..وأشعر وأنا أفعل
ذلك كأني إليس في بلاد العجائب.
هكذا يأخذني سحر الشكلاطة.. وأحلم...أحلم..أحلم.. ان توجد
فعلا هذه المدينة السمراء..لأزورها أيام العطل وألتهم منها
ما يحلو لي...
ولكن يبقى الخيال بعيد المنى.
فهل رأيت ما فعلت بنا يا كورتيز?