ذكـــــــرى
وأستغرب للقلب اذ تهاوى من أعلى سنوات التمرس ليخر صريعا في وحل الذكرى, كعصفور يرنو الى الانعتاق من ضجر اليومي, وعناد الزمن الأرعن, على رصيف الملل كان يتجرع كأس الانشطار الأخير و من رحم الذكرى, أطل مثقلا أو قل مضمخا بعطر الخزامى و زهر الليمون تسلل الى المسام مستفزا كل الغرائز والخلايا كيف للأيام أن ترى ما أرى؟؟
لم يكن حبا بل شبه لهم !!
لم يكن حبا, وان كنا قاب قوسين أو أدنى من امتلاك الحقيقة واليقين.
لم يكن حبا, وما كان ليكون لولا أنا وأدنا الكلمة في كبدالسماء.
بداية البدايات, كلام كالخربشة على صفحة من ماء..
أمخاض هذا أم صداع في الرأس وثورة في الدماء؟؟
غثاء وزبد نز ملء الفم والأعضاء, تفسخا سقطت أوراق التوت وأمست الحقيقة وحيدة عارية....
لا عزاء...لا عزاءلمن خانتهم السليقة, ونضبت في عروقهم الدماء,
لا عزاء لي منقادة اليك ككرة نطت من رصيف الى الرصيف الآخر,
أحبك على علاتك وأعشق تراتيل دقات القلب, -كالساعة المدلاة بشريط من سعف نخيل مراكش على حائط في قبة الدار-
أبدا تلهث ركضا وراء الأيام, وتنبض بشغف للزمن.
لن تستثنيني كواكب البوح الآن من الدوران,
شرايين من النور تمتد جسورا بيننا...
مراكش الرمز و أنت الدلالة, و أنا وان كنت سأموت غدا, فلن أفل قبل أن تقفز فراشات الروح بين حواري وحلقات "جامع الفناء" ماسحة الفضاء بألوان الطيف وظلال "باللعمان" ماذا يمكن أن أقول قبل أن تنطفئ الشموع وتخبو الأضواء..ورجلاي تحملني قسرا الى "باب أيلان"..متلصصة كنت قد دخلت المدينة الحمراء و لم تعبأ بقدومي الملائكة ولا حتى الشياطين...
آه,كيف تعبق الذكرى من وراء ستار في قبة السبتي فأجدني للحظة طفلة رابضة عند مدخل السيد الجليل أنظرك تقبلين خبزة من شعير أسود توزعينها على الصغار متمتمة "يا سيدي بالعباس" خذ خبزك و ردني لبلادي..