مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سامي البدري
مشرف
سامي البدري


عدد المساهمات : 199
تاريخ التسجيل : 11/11/2008
العمر : 64

اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء Empty
مُساهمةموضوع: اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء   اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء Empty2/2/2009, 16:27


اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء
(قراءة في قصيدة "زهر الجنائز" للشاعرة فاطمة بن فضيلة)
سامي البدري
على ناصية انتظار، تحتبس غيمة لابتهال يطوف برحم الذاكرة... تقامر بريح الخصوبة..، ووجع فقد يستبيح شهوة حلم، تؤجل رعشة قيامته، كف بلا ملامح واذن!
هل هي كف لعين القدر؟
المدينة انثى... وبين سنديانة الشجن ووجه المدينة غمامة من دخان التبغ، تتشوف لحريق يعيد رسم ذاكرة البحر او وجه المرايا القابعة في... حريق الفحولة أم حلم الانوثة؟
... حريق قيامة رهنته خطابات التأويل على سياج حكايا الكتب القديمة..، ولكي نصل الى قبض رحم الوجع، علينا ان ننبش ذاكرة نخلة العقر... وبين نخلة مريم الولود ونخلة شجن الشعر صحائف من برد توشم عناد الخط المستقيم ... (بعشرين الف انتظار) وألف من عربات الانتظار المفخخة بحلم الحق المستباح.
و هب انّنيسنديانه
و أنّي وهبتك عشرينالف انتظارا
و بحرا تمرّد ليلا علىالشاطئ المنزوي
و أنّك مازلت تركبمستوحشا صهوة الأغنيات
تلملمكالمدن/ الغانيات
و هب أنّ ليكالمرايا انفعالات أنثى
ارتداداتها.... تيهها و الحكايا
و أنّك غيّرت بالتّبغ وجه المدينه
لمن الخطاب هنا؟ ثمة إيماءة تراوغ وجهتها، لا لطيش حسابات مداد النداء، بل لهشاشة هوية المسافة بين آخر صوة على طريق العروج وحمق قرار العودة الى صخرة الانتظار على شاطيء بلا فنار..، وايضا بلا رصيف لحساب عدد الخطوات المتبقية في راحلة الزمن.
ربما يغير التبغ وجه مدينة، لكنه لن يسلخ الانثى من وجه مرآتها: ذاكرة الذكر – مصدر تفعيل خصوبتها - المصلوبة ابدا على ناصية حلمها.

اجد نفسي مجبرا هنا على ملاحقة السلسلة الافتراضية التي انتجها فعل التوليد (هب)، قبل ان اتوقف عند عنوان النص الذي أشعل فتيل هذه السلسلة وقادها الى غور مجاهيل بكارة تتطلع لفضاء انعتاق في رحم الولادة!
سلسلة الافتراضات، التي اختارت الشاعرة منحها قوة صوت اللغة عبر اداة التسكين، قادت فعل الشعر في القصيدة الى ذروة تأججه الجمالي، وتفجير فعل السؤال في جسدها بشكل تصاعدي وتشعبي ليطال بتشظيه كامل مساحة الطرح بدفق اختراقي وازاحي لا يفتر، حتى بعد توقف الشاعرة عن مواصلة رسم عتبات عروجه على الورق واطلاقها للفعل لفضاء التلقي الايحائي، عبر بنيته الاشارية والايحائية.
زهر الجنائز، العنوان، يضعنا في مواجهة حالة الجدب التي تعرض لها الشاعرة وتثير فاتورة الاسئلة حولها.. فزهر الجنائز دال جمالي مفخخ باشارات ورمز جدب الموت، واحالة الجمال فيه للتزيين وخداع الذات دون فتح كوة لامل مرتقب، لان الموت نهاية (جدبية) اخرى لانه ضد الولادة، بل ويحمل كل عوامل قتل الامل فيها تماما والى الابد، لانه نهاية الحياة. ومن هنا جاء اختيار الشاعرة له كدال اشاري يستوفي صورة المدلول.
بنية التوليد، بفعل الافتراض، التي اختارتها الشاعرة كميكانزم لفعل الشعر في النص، كانت كتضاد توليفي من اجل احداث الخرق في مكنونات اللغة، وخاصة ان الشاعرة اختارت التفعيلة كبرواز للوحة اشتغالها، وكانت اكبر عمليات تفجيرها منصبة على التركيز على الايقاع الداخلي، بعد تجميدها لجرس القافية بفعل التسكين.
وهب انني سنديانة...
.......................
... ووحدي انا نخلة لا تلد...
لنركز هنا على البنية الاشارية لفعل الزحف الحلمي المحصور بين فعل الافتراض، المرموز له بصلابة السنديانة، وجوابه المتمثل بفعل العطاء المرموز له بعقم النخلة، ببعديها المثيولوجي والواقعي.. يبدو الامر كانه عملية شحن لمرآة الذات لاعادة تشكيل وجه جديد لظلال القهر من اجل دحضها وتشريح وضعها الالتباسي واعادته الى نظام الفوضى الام خارج حدود القدري المحكم الوقوع. انثى القصيدة تطالب بحق مستلب يورث فقدانه غصة عصية على الابتلاع او الهظم، وايضا هي ترفض سلة تبريراته لانها مثقوبة القاع والتبريرات تترنح من اعياء تشبثها الواهي بحواف تلك السلة.، لان المسلوب حق لا يمكن التنازل عنه، لانه احد احجار قاعدة الانوثة التي لا يمكن التنازل عنها... ولتقل سلال التبريرات ما يحلو لها، لان واقع الحال يقول ان ثمة حجر ازيح عن موضعه وان ثمة قدم تركت تتأرجح في فراغ الحسرات ونقص معالم الهوية.

يعاشرني البحر
يضاجع أحلام قلبي اليتيمة
يشد انحناءة خصري
فارخي جدائل حزني على صدره وأنام

البحر جسد اله رابض خلف سكون المستحيل... في وجهه ذكورة غافية... منتظرة... تلملم في اصقاع الحلم مداد غفوة نافرة.
... (لـ) يضاجع أحلام قلبي اليتيمة (اذن)... ليحرث أرض جدبي... عله يستوقف في سماء طيشي
غيمة مترددة...
...(لارخي) جدائل حزني على صدره وأنام..
اثث باستحالتها فيضا يمور
وفك رحم مستريب.
انها تعامدية الوقوف على جبهة الاشياء، والدوران حول محور استيفاءات، ابدا تراوح على عتبة كهف الذات.. واللغة أداة فض بكارة الخاطر، في نهاية الامر!

و هب أنني كوكب لم تطأه القصائد بعد
و أنّي أنا البكر أحلمبالقادمين الغزاة
برمّانة عاشقه
بإغراءة لا تعيد الى القلب ذكرىالقدامى
و لا تستبيح مدائنهم
و لا تستعيد أساطير اطلالة كاذبه

الكتابة فعل ارتكاب وتعامد على جبهة الاشياء، كما أسلفنا..، وبهذا التعامد تقترف الكلمة فعل الشعر وتشظيه في ثنايا فعل اختراقها. ولشحن دانتيل النص بمثل هذا التشظي، تعامد الشاعرة بن فضيلة اختراقها على جبهة اللغة وتؤجج ايماءات الدانتيل وندءات إغرائه،عبر تلوين البنية الايحائية التي تشحن بها صور القصيدة.. فهي، ومن اجل شحن القصيدة بسلسلة متراصة من الاشارات الايحائية، تعمد الى التنويع الانهماي للبنية الصورية بتلاحق وتوزيع تصاعدي يعمق بنية المدلولات وقاعدة الدهش في جسد النص في كافة مراحل اقتحامه لمخيال المتلقي.. ولنتأمل هذا في انتقالاتها في الصور التالية..

و هب أنني كوكب لم تطأه القصائد بعد

فمثل هذه الصورة تباغت المتلقي بثورة دهش تعصف بمخياله لتشكيل ملامحها والاشتباك مع دانتيل اثارتها والتحليق مع ضوع سحره.. فأي كوكب هو الذي لم تطأه القصائد بعد، غير كوكب سحر الانوثة الذي يتفرد بخصائص سحره من انثى لاخرى، ويفرض على الشعر نحت الصور الخاصة بكل تفرد وبما يليق ببهائه ويحاول الطرق على مجاهيله والقبض على بعض خيوط ايماءات قمره؟

و أنّي أنا البكر أحلم بالقادمين الغزاة

برمانة عاشقة

وها هي تنتقل الى صورة أكثر شساعة، تحفر غورا اشاريا أدق بتشبيهها لحاجة الحالة (العقم) – لانها ترفض الاستسلام لاعتباطية حكمها – بكون الرحم الذي لم ينجب مازال عصيا على الفتح فقط، لا لعيب فيه، ولذا فانها تحلم بغزو قادر على فك شفرة عصيانه!
وهكذا توالي الشاعرة شريط صورها بتنويع صوري يعدد زوايا النظر من اجل الاحاطة بكافة وجوه ذلك العصيان – عصيان الرحم على الولادة – ومد دانتيل النص باكبر قدر من ومضات الالون من اجل توسيع قاعدة اغرائه.

علام انفعالك و السيل آت
فهذي البيادر تخطب غيمه
تغازلها فيكون اللّقاح..... وتحبل....
يأتي المخاض على غيرعادته باكرا و مريحا
علام انفعالكو الليل غرّ يبوح بأسراره للاناث
وهذي المدينة أنثى... و هذي القرى
وهذي البلاد الحزينة أمّ الصبايا ولودا
تعمّر غربتها بالنّساء............

في الوهدة المحصورة بين وجع الذات واستحقاق التأريخي، قد يقف الشعر متلفتا ليبحث عن مخرج ما... مخرج لنفسه، كعملية اجتراح، لا مخرج للالم.. فزهر الجنائز في النهاية للتلوين فقط.. وهذا ما تستعير من ادوات تعبيره الشاعرة لتلون بصوره زوايا السؤال في معالجتها لحالة جدب الرحم وعجزه عن الولادة.. تلوينات صوريه تتماوج بايحاءاتها من اجل تكثيف حضور الاشارة في كامل جسد النص، كمحرض على لحظة الاشتباك مع دانتيل النص والالتحام بلحظة عريه. وهذا ما فعلته الشاعرة في مقطعها هذا والذي سبقه، كنهاية لسلسلة التوليد الطرحي لاوجه ما عرضت له في النص، قبل الوصول الى جواب اسئلته.


ووحدي أنا نخلة لا تلد....
أحنّ لريح الخصوبه
أوهم أحشاء قلبي أنّي الولود
و أنّي الأنوثة.... لا يحتويني الجفاف
و لا يعتريني التّصحر
ثلاثون جدبا تلاشت.... ثلاثون قحطا
ثلاثون باقة ورد كزهر الجنائز
تزيّن وجه المدافن
وتورق فوق القبور
تقدّم للراحلينالتعازي
أهازيج بدو و أغنيةألّفتها الرياح
على وقع أقدام منشيّعوهم

هي لحظة مواجهة الذات بحقيقة نهاية حرب اجلها الامل... بل الاستحقاق الطبيعي لمنطق الاشياء، بوجهها التأريخي! فولادة الانثى استحقاق طبيعي وان تحول بينها وبين هذا الحق اراجيف خلقية فهذا ما لا يمكن قبوله والاستسلام لمنطقه الاعرج بسهوله، لانه ضد عناصر حبور الذات ومنطق اكتمالها، من وجهة الحاح ذاتية! ولهذا تعمد الشاعرة لتشبيه فعل اغتصاب هذا الاستحقاق بفعل غزو بدوي يطأ بهمجيته بهاء ألوان لحظة المساواة على خط الشروع لمنطق الطبيعة.

ثلاثون باقة ورد كزهر الجنائز............ (من عمر انوثتها)

..........(لم تزين الا) وجه المدافن التي قبرت امل الخروج في رحم لم يكن الا لفعل الولادة، التي لم تفهم ولن تقبل منطقا يحرمها منها، في كل الاحوال، لانه لن يزيد على وطء اقدام بدو همجية، لاتطء بوحشيتها الا منطق الاشياء وسيرورتها الطبيعية!
فاي منطق لانثى ان تقبله وهو يطؤها في ادق تفاصيل تمظهر انوثتها؟
وهل يعود بعد ذلك الوطء من بهاء لها – الانوثة – الا بهاء زهر الجنائز الذي يقطف ليزين بموته موتا اكبر بحالة تمظهره؟!

وهب انني سنديانة .... بصلابة وجودي الشخصي، الا اني انثى قبل ذلك بكثير من سنوات منطق يحرف الاشياء الى سياج انتظار على قارعة مستحيل معلق على رف امنية بغيب لا تطوله الا احلام مدموغة بلوثة الورق! فهل لورقة ان تعيد انثى لحضيرة القبول بامل ياكله تأجيل يتوالد على كر ايامه؟





زهر الجنائز

و هب انّنيسنديانه
و أنّي وهبتك عشرينالف انتظارا
و بحرا تمرّد ليلا علىالشاطئ المنزوي
و أنّك مازلت تركبمستوحشا صهوة الأغنيات
تلملمكالمدن/ الغانيات
و هب أنّ ليكالمرايا انفعالات أنثى
ارتداداتها.... تيهها و الحكايا
و أنّك غيّرت بالتّبغ وجه المدينه
و هب أنّ لي كالجبال ارتفاع الجبين
و كالأرض ريح الخصوبه
وأنّي قادمة من أنين الزلازل
و حمّىالبراكين
يعاشرني البحر....
يضاجع أحلام قلبي اليتيمة
يشدّ انحناءة خصري
فأرخي جدائل حزني على صدره و أنام
و هب أنني كوكب لم تطأه القصائدبعد
و أنّي أنا البكر أحلمبالقادمين الغزاة
برمّانة عاشقه
بإغراءة لا تعيد الى القلب ذكرىالقدامى
و لا تستبيح مدائنهم
و لا تستعيد أساطير اطلالة كاذبه
و هب أنّني قد منحتك سرّ الأميرالصغير
و قلت اكتشفني.... اخترعني
تشكّل على حافة القلب ربّا
و غيّر مسار الكواكب
هبني انتظرت قدومك ضمن الغزاة
و أني حلمت بمعجزة لم تكن لنبي
و أنّك جئت.....
وطئت بأقدامك البدويه
رفات القبور على سطح رمّانة عاشقه
علام انفعالك و السيل آت
فهذي البيادر تخطب غيمه
تغازلها فيكون اللّقاح..... وتحبل....
يأتي المخاض على غيرعادته باكرا و مريحا
علام انفعالكو الليل غرّ يبوح بأسراره للاناث
وهذي المدينة أنثى... و هذي القرى
وهذي البلاد الحزينة أمّ الصبايا ولودا
تعمّر غربتها بالنّساء............


ووحدي أنا نخلة لا تلد....
أحنّ لريح الخصوبه
أوهم أحشاء قلبي أنّي الولود
و أنّي الأنوثة.... لا يحتويني الجفاف
و لا يعتريني التّصحر
ثلاثون جدبا تلاشت.... ثلاثون قحطا
ثلاثون باقة ورد كزهر الجنائز
تزيّن وجه المدافن
وتورق فوق القبور
تقدّم للراحلينالتعازي
أهازيج بدو و أغنيةألّفتها الرياح
على وقع أقدام منشيّعوهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد منير
مؤسس
محمد منير


عدد المساهمات : 1898
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
العمر : 59

اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء   اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء Empty3/3/2009, 22:38


قراءة متمكنة لشاعرة متمكنة من أدواتها الشعرية

شكرا لك أخي سامي على هذه القراءة المتميزة بتميزك

مع مودتي

..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اكليل من وجع الذاكرة: إقتفاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الذاكرة التي ****
» رصاصة في الذاكرة
» شعرية التعدد اللغوي، وازدواجية اللغة في (وشم في الذاكرة)
» احتفاء برواية وشم في الذاكرة للروائية مريم بن بخثة
» طنجة…. الوشم في الذاكرة إلى… مليكة مستظرف .. شبيهتي في الفقدان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: