أركض ..
ووحدي ، تسبقني الأزقة .. الشوارع ..
الممرات الضيقة ..
ووجوه الباعة المفروشة
على أرصفة الحلم .
أركض ..
وهذي المدينة
-عروس ملطخة بالتراب .. الغبار-
غسلتني بماء بكارتها
حين اغتصب جلادوها
صمت ليلي
ذات افطار .
لم تحرقني أي مدينة
كما احرقتني مدينتي
ساعة أودعت قلبي شوارعها
ووشمت على جبيني
أني و الضياع
وجهان في دهاليز الانتظار .
(3)
كازا ، لسوق الحافرين
خطوي من مطلع الحي الموشوم بفتوحات طفولتي
إلى مربط الجزارين..
و حكايات أبا المراكشي
في حلقته المسائية ..
ها كل الليالي
تهاوت على رأسي
و كراسي مقاهي الساحة
تتراقص بالعابرين
و باعة السجائر
و الوجوه الملوحة بأياديها
كلما تقيأت الحافلات أجساد العائدين
من تعب الضواحي المنسية .
كلما قرأت عن مكان ما تكتب عنه أيها الشاعر الرسام
رأيته بعينيك فأحببته
للأماكن عندك سحرها و لك وحدك رونق و بهاء في التحدث
عنها ولوبشجن و حزن ، هزتني هذه القصيدة من الأعماق
فعلا ها انت تجيد لغة المكان و الزمان بريشة رسام وعين شاعر
بوركت و بورك ما تخطه أصابعك حيث حللت