اتحاد الكتاب التونسي
غزّة في القلب
ها هي الهيئة الجديدة للاتّحاد تتسلّم مهامها و كأنّها تجلس على برميل
متفجّر ، خامس يوم من استلامها لمهامها ، كانت تنظم مسيرة تضامنيّة مع
غزّة : رمز العزّة ، كان ذلك اليوم الأول من شهر جانفي 2009 ، كنا نسير
اليد في اليد ، رافعين أقلامنا الى فوق ، صامتين كنّا نسير ، هو القلم وحده
يؤرّخ للمسيرة ، نعم : قلم عربيّ واحد ... فكر عربيّ واحد ، دم عربيّ
واحد ، هتفنا بصوت واحد نعم لغزة العزّة ، لا للصّمت و الخنوع ...
و ها نحن نجتمع لأولّ مرّة بهذا العدد المهول ، أقبلنا من كلّ حدب و صوب
من الشمال ، من الوسط ، من الجنوب ، كلنا جئنا نحمل أقلامنا من أجل غزّة
نحن جيل الإصرار
نعم و لسنا جيل الهزيمة
هذا ما افتتحت به المبدعة جميلة الماجري ، رئيسة الاتحاد كلمتها في مفتتح
هذه الأمسية التي وحدّت بين الفرقاء ، و جمعت كل التيّارات الفكرية و السياسية
تقريبا ، كلنا جئنا من أجل غزّة ، كلّنا جئنا من أجل العراق ، كلّنا جئنا من أجل
دمنا الواحد ...
افتتح القراءات الشاعر أحمد لعموري ، ذاك الذي عاش الانتصارات العربيّة
و الانكسارات أيضا ، و الذي أجهش بالبكاء مثل كلّ الذين يشعرون بالعجز أمام
ما يحدث ، هو من جيل الحلم الماضي و الانكسار الحاضر ...
حضر من الشقيقة العراق ، الشاعر خالد عقبي و زوجته.
و من فلسطين الأستاذ جمعة ناجي و الأستاذ عقل ، الذي أنشد من قول الشابي
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابدّ أن يستجيب القدر
تداول على القراءات عدد كبير من كلّ الأجيال ...
نحن لا نملك سوى الكلمة و الكلمة أحدّ من السيف و هي التي تزرع الوعي
في الشعوب ، المثقفون هم ملح الأمّة .
رسم وطنا ... رسم علما ... رفع يده ليحيّيه
هبّت ريح ... صارت صرصر ... طار العلم
...... و بقيت يده المرفوعة
هكذا تمرّ ليلة الثالث من جانفي لعام
2009
ساخنة ... ساخنة
و للعزّة سنظلّ نغنّي