تقرير حول أنشطة الملتقى الدولي الخامس للأدب الإسلامي
دورة أحمد الشرقاوي إقبال
شهيدة لخواجة
نظمت رابطة الأدب الإسلامي العالمية ممثلة في مكتبها الإقليمي في المغرب ، الملتقى الدولي الخامس للأدب الإسلامي دورة أحمد الشرقاوي إقبال أيام 13- 14- 15 شوال 1428 هجرية الموافق 25 – 26 – 27 أكتوبر 2007 بكلية اللغة العربية بمراكش تحت شعار " نحو منهج إسلامي للرواية "
وقد قدم هذا الملتقى أكثر من خمسة وثلاثون بحثا على ثماني جلسات في محاور اختلفت وتنوعت باستثناء الجلسة الثامنة والتي خصصت لتكريم الباحث والأديب العلامة الأستاذ المرحوم أحمد الشرقاوي إقبال المزداد سنة 1927 والمتوفى سنة 2002 وقد ألف هدا العلامة والدي كان أستاذا بمدرسة تكوين المعلمين بمراكش أكثر من ثلاثين كتابا نصفه مطبوع والنصف الآخر مهيأ للطبع كان أشهرها: " شاعر الحمراء في الغربال" و " فنون الأفنان لابن الجوزي" و " مكتبة الجلال السيوطي" و" معجم المعاجم العربية" وغيرها كثير كما شارك في تحقيق جزء كبير من أمهات الكتب كمشاركته في تحقيق المحاضرات لليوسي وتحقيقه للجزء الرابع والثامن من البيان والتحصيل لابن رشد وعدة كتب أخرى.
الملتقى تضمن جلسات ثمانية أثرتها بحوث وعروض قيمة قدمها دكاترة وأساتذة وفدوا من أقطار مختلفة داخل المغرب وخارجه سنتناولها بالتفصيل:
الجلسة الافتتاحية كانت جلسة ترحيب وتقدير من اللجنة المنظمة وشكر موجه إلى الهيئة المستقبلة والى الدكاترة المشاركين افتتحت بآيات قرآنية تلتها كلمة السيد رئيس جامعة القرويين الدكتور مولاي إدريس العلوي العبدلاوي ثم كلمة السيد عميد كلية اللغة العربية الدكتور حسن جلاب ليتفضل السيد رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية الدكتور عبد القدوس أبو صالح بكلمته التي شكر فيها حسن استقبال مراكش واللجنة المنظمة لهدا الملتقى كما أوضح مجمل اهتمامات الرابطة، تلاه في الكلمة السيد عميد كلية أصول الدين بتطوان الدكتور إدريس خليفة لتختتم هده الجلسة الافتتاحية بقراءات شعرية احتفت في مجملها بمراكش وكانت البداية قصيدة شعر للدكتور حسن الأمراني بعنوان " الحمراء" ألقاها بالنيابة عنه الدكتور الشاعر محمد علي الربّاوي، ثم أتحف الحضور الدكتور وليد قصّاب بتحيته الرائعة لمراكش وللملتقى عنونها ب "تحية من المشرق إلى المغرب"
وقد بدأ الملتقى جلسته الأولى بعروض وبحوث انصبت في مجملها بالدراسة والنقد لقضايا الرواية الإسلامية، فكانت كالتالي:
* موقف الأدب الإسلامي من الجنس في الرواية المعاصرة للدكتور عبد القدوس أبو صالح: وقد تناول البحث لمحة عن موقف الإسلام من الجنس في مقابل موقف الآداب العالمية كما أظهر موقف الأدب العربي منه ثم انتقل إلى بعض الروايات التي تمثل معالم مضيئة في الموقف من الجنس في الرواية الإسلامية.
* أبعاد الواقع في الرواية الإسلامية للدكتور إبراهيم سعفان: وفي هدا البحث بين الدكتور ضرورة وجود أدب إسلامي لأنه يقوم الحياة بما يملكه من مضمون راق يرتقي بالإنسان وبما يملكه من أدوات فنية مضمونا وشكلا وبأنه يحدث توازنا فكريا يحمي الإنسان من الانهيار.
* الرواية الإسلامية وأسئلة الالتزام للدكتور رشيد أركيبي: وفيه بين كيف أن فكرة الالتزام هي قاعدة فلسفية هامة استند إليها بعض كتاب الرواية من أجل تقديم قراءة نقدية للواقع، والتبشير عبر الأفق بقيم بديلة كفيلة بتغييره نحو الأفضل.
* الشخصية في الرواية الإسلامية للدكتور وليد قصاب: وقد بين هدا البحث سمات الشخصية في الرواية الإسلامية وأسلوب تناولها وما ميزها عن شخصيات الرواية التي لا تنطلق من تصور إسلامي، كما بين البحث كيفية التفريق بين الشخصية الإسلامية في الرواية وبين الشخصية في الرواية الإسلامية وملامحها وكيف تصاغ صياغة خاصة تحفظ لها هويتها وتفرّدها وتجعلها في دائرة القبول فنيا وفكريا.
* الصراع في الرواية الإسلامية للدكتور أحمد السعد ني: وفي هذا البحث أوضح الدكتور كيف أن الصراع تقنية فنية في أجناس الأدب المختلفة تعبيرا عن أن الصراع أمر ضروري وكيف انه في قرننا الحادي والعشرين نرى صراع الحضارات وان الحضارة الإسلامية مستهدفة من حراب الحضارة الغربية المعاصرة وبالتالي يترتب على ذلك التزام الأدب الإسلامي بالتعبير عن هذا الصراع دون إلزام أو مباشرة ودون تقريرية تفسد الفن.
- وقد استأنفت الجلسة الثانية نفس محور الجلسة الأولى ببحوث كانت كما يلي:
* تقنيات الشكل في الرواية الإسلامية للدكتور محمد صالح الشنطي: عمد فيه الدكتور إلى بيان مفهوم التقنيات بوصفها الوسائل الفنية المتبعة في تشكيل العمل الروائي وكيف أن الشكل يعنى بالبناء الكلي بوصفه يمثل نموذجا متكاملا له قوانينه الخاصة، أما الرواية الإسلامية فعني بها العمل الروائي الذي اكتملت سماته الجمالية بوصفه جنسا أدبيا متعارفا عليه ويحمل رؤية إسلامية الطابع.
* مبدأ الرفض في الرواية الإسلامية قدمه الدكتور محمد ثناء الله الندوي: وفيه عرض الدكتور المشهد الروائي الحداثي وما بعد الحداثة وخصوصا المفعم في أبعاده البنيوية والتعبيرية والوظيفية والجمالية بديالكتيك وخطة تجريب تنويعي تركزان جوهريا حول عدم الارتياح إلى كل أنواع الثابت والموروث الفكري والعقدي والإبداعي.
* الرواية المغربية المعاصرة رؤية إسلامية للدكتور خالد الدادسي: وكان هدا البحث امتداد للمشروع النقدي الذي دشنه الدكتور لنيل دكتوراه الدولة في الآداب وكان العرض نقدا إسلاميا للرواية المغربية المعاصرة المكتوبة بالعربية الفصيحة أو المترجمة إليها وتضمن البحث قراءة لبعض قضايا الرواية المغربية المعاصرة من منظار شرعي إسلامي وكدا باعتباره رؤية دينية في الثالوث: الدين – اللغة – الجنس من خلال مختارات في الرواية المغربية المعاصرة...
وقد أعقبت الجلستان مناقشات صبت في مختلف الرؤى ونقط التلاقح بين العروض.
- أما الجلسة الثالثة والتي تناولت في محورها قضية " الرواية والمنهج" فقد شملت خمسة بحوث عرضت كالتالي:
* الرواية الإسلامية والمناهج الغربية " الكائن والممكن" للدكتور عبد العالي بوطيب: وتقوم هذه الدراسة على فرضية مفادها وجود اختلافات جوهرية بين الرواية العربية ذات المرجعية الإسلامية والمناهج النقدية الغربية المعتمدة ودراستها مما يؤدي حتما إلى وجود اختلافات تستلزم بالضرورة من الناقد الحصيف اتخاذ مجموعة من التدابير الإجرائية لتفاديها وبالتالي خلق الانسجام المطلوب بين المنهج والنص.
* الرواية العربية وسلطة المنهج للدكتور إسماعيل علوي اسماعيلي: وكان هدف البحث إبراز علاقة المناهج الأدبية بالرواية واحتلالها سلطة استطاعت من خلالها توجيه كثير من الروايات إلى عوالم مختلفة كما بين البحث مدى أهمية المنهج من حيث هو سلطة في تقويم الرواية وبان المناهج الغربية جاءت بمنطلقات وقيم غربية بعيدة كل البعد عن واقع الرواية العربية وأسسها الجمالية.
* المنهج لرواية في طور التكوين للدكتور مسلك ميمون: وفي هدا العرض وضح الخلط القائم بين المنهج والمذهب وكيفية التعامل مع المنهج في نطاق الإبداع الإسلامي وبخاصة فيما يتعلق بالرواية. كما وضح البحث أن المنهج أيا كان لا يمكن أن يكون للفراغ أو لنتاج ضحل، وانتهى العرض بدعوة لتشجيع الإبداع الروائي الإسلامي لتحقيق تراكم نوعي يمكن من استخلاص منهج بناء في التحليل والنقد.
واختتمت هذه الجلسة بمناقشات تهم مختلف البحوث المقدمة.
- وفي اليوم الثاني للملتقى الدولي الخامس للأدب الإسلامي افتتحت الجلسة الرابعة بعروض صبت في مجملها حول محور "من أعلام الرواية" فكانت كالتالي:
*عرض للدكتور عبد الله بن صالح العريني حول قيم الشكل الفني والمضمون الروائي في رواية "عمر يظهر في القدس" لنجيب الكيلاني حيث وضح الدكتور كيف أن هذه الرواية تميزت بقيم مضمونية تصور طبيعة الحل الإسلامي لقضايانا المعاصرة بطرح جريء وجدي يقدم أفضل الحلول الممكنة.
* عرض للدكتورة سعاد الناصر حول تجليات المرأة في تجربة أحمد التوفيق الروائية وأظهرت الدكتورة تباين صورة المرأة في السرد بصفة عامة، وان السائد صورتها النمطية المتجلية في الذات المسلوبة أو في التماهي مع الجنس، فحاول هذا الموضوع المقترح في الدراسة أن تكشف الدكتورة من خلاله عن صورة مغايرة للمرأة من خلال تجلياتها الإنسانية في تجربة روائية تميزت بجماليتها السردية ومستوياتها اللغوية والاستعارية المتعددة، خاصة في استثمارها لتقنيات حداثية تستند إلى أصول معرفية وجمالية إسلامية.
* عرض للدكتور بنعيسى أحمد بويوزان عن الفن والأخلاق في الرواية الإسلامية من خلال رواية "جارات أبي موسى" لأحمد التوفيق نموذجا. وهذا البحث انطلق من فكرة علاقة الفن بالأخلاق في الآداب العالمية عامة وفي الأدب العربي خاصة والأدب الإسلامي على وجه الخصوص وكيف أن الروائيين الإسلاميين سعوا جاهدين إلى إبراز الأخلاق النبيلة والقيم الإنسانية الرفيعة فيما يكتبونه.
* عرض للدكتور أحمد زنيبر عن الدلالي والجمالي في رواية " السيل" للأستاذ حمد التوفيق: والعرض كان مقاربة نقدية لمضمون ومضامين البنية الحكائية للرواية من خلال رصد لجدلية الخير والشر فيها، ونقض موضوعاتي لثنائية النعمة ولنقمة كما تقدمها الأحداث وتختزلها أفعال الشخصيات، كما يتم مساءلة الجانب الفني في الرواية لغة وحوارا وبناء ومرجعية وما شأنه إبراز البعد الجمالي في الكتابة عند الأستاذ أحمد التوفيق.
* عرض للأستاذ الحسين زروق عن المشاهد العاطفية الملتهبة في روايات نجيب الكيلاني دراسة في لحضور والتصور: وقد أوضح الأستاذ الناقد في عرضه كيف أن المشاهد العاطفية الملتهبة تكون ثابتا من ثوابت الكتابة الروائية لدى الدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله، حكمت توظيفها خلفيتان: قرآنية وواقعية و مقصدية إصلاحية، لذلك كانت محكومة بشرط " العبرة بالخاتمة" وقد محصت الدراسة تصور الدكتور الكيلاني للمسألة وعلاقة ذلك بحضور تلك المشاهد فلاحظ الأستاذ العارض مجموعة من لنماذج لا تستجيب لشرطه كقصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز ومشاهد روايات الكيلاني.
- واستؤنفت الجلسة الخامسة من الملتقى بتخصيص محورها " الرواية خارج العالم العربي" من خلال تقديم عروض كالتالي:
* عرض للدكتور حلمي محمد القاعود حول الرواية في العالم الإسلامي غير العربي من خلال رواية "السنوات الرهيبة" نموذجا: وقد استطاع البحث أن يضيء منطقة مهمة ومجهولة في آداب الشعوب الإسلامية، ومن خلال رواية (السنوات الرهيبة) اجنكيز ضاكجي، حيث يقدم الكاتب مأساة شعب القرم المسلم التي تتطابق مع مأساة شعب فلسطين المسلم في كثير من الوجوه. والكاتب له عشر روايات تتحدث عن محنة بلاده، وقد كتبها بموهبة ساطعة على حسب تقدير الدكتور يرى انها جعلت من أدبه يحتل مكانة مميزة ضمن الآداب العالمية.
*عرض كان للأستاذة حياة الخطابي والتي تناولت بالنقد والتحليل الرواية التسجيلية الأفغانية "معسكر الأرامل" نموذجا: وقد وقفت الباحثة في عرضها هذا على الخطاب التسجيلي للكاتبة الأفغانية مرال معروف، وقد رصدت فيه ملامح الواقعية التسجيلية في الرواية من خلال أربعة عناصر:
1- سؤال الجنس الأدبي: توصلت فيه الباحثة إلى أن الرواية تمثل مذكرات سجلتها المؤلفة خلال رحلتها إلى المعسكر عمدت فيها إلى رسم واقع معاناة شعبها.
2- عتبة العنوان وواقعية المكان: فعنوان الرواية يحيل على احد المعسكرات الموجودة على أراضي باكستان والتي تعج باللاجئين الأفغان الفارين من ويلات الحرب.
3- الواقعية التسجيلية في زمن السرد: يقع زمن الرواية في الفترة الممتدة بين السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين والرواية تزخر بالإشارات التاريخية التي تشير إلى الاضطرابات التي عاشتها ارض الأفغان حينها.
4- البعد التسجيلي في المتن الحكائي: حيث إن الرواية رصدت أحداثا هامة شهدتها البلاد وخصوصا بعد أن اخذ المد الشيوعي في دخول أراضيها فقامت مجموعات جهادية تتصدى لهذا العدوان الشيوعي.
*عرض كان للدكتور المداني عدادي عن مفهوم البطولة أو البطل من خلال أعمال الكيلاني: وهو عبارة عن بطاقة تعريف أو تقريب لمفهوم البطولة أو البطل من منظور إسلامي وذلك من خلال بعض أعمال المرحوم نجيب الكيلاني والتي من خلالها يتم رصد ورسم ملامح البطولة،وهي بطولة تنسجم ونظرة الإسلام للكون والإنسان والوجود، مع تحديد طبيعتها وبعض مواصفاتها قصد التبني ممارسة وتنظيرا.
* عرض للدكتور سعيد منتاق حول أبعاد الصراع الديني في رواية (شفرة دافنشي): استغرب في بداية تقديمه لكون هذه الرواية حققت نجاحا كبيرا في عام 2003 بسبب تناولها موضوعا دينيا ، وقد فوجئ الكاتب نفسه " دان بروان" الأمريكي إذ لم يتوقع وصول مبيعات الرواية إلى عشرين مليون نسخة وبهذا يستنتج أن الإحساس الديني عند الغربيين ما زال يسيطر وبقوة. إن موضوع الصراع الديني في هذه الرواية له أهميته الكبرى لان الصراع الذي تناوله دان براون – حسب الدكتور الناقد- وان كان صراعا مسيحيا محضا لا يروم طرح إشكالات في المعتقد المسيحي وحسب بل يتجاوز ذلك ليجد الحل في اتحاد المسيحية باليهودية وإقصاء الإسلام.
* عرض الدكتور محمد أبو بكر حميد حول المحلية والعالمية في الرواية "علي احمد باكثير" نموذجا: وفي هذا العرض عرف الدكتور بهذا الروائي وبتاريخه وانه قدّم أكثر من 80 عملا إسلاميا في مجالات المسرح والرواية والشعر وتحدث في زمن لم يتحدث فيه عن الأديب المسلم، كما بين أن الأدب الإسلامي لا يمكن إلا أن يكون أدبا عالميا وأوضح أن مفهوم الأصالة عند باكثير هي أن يكون الأديب مسلما في كل شيء كما بين مفهوم المحلية وأنها تتمثل في حدودية البيئة التاريخية مكانا وزمانا.
- تلت هذه العروض مناقشات ورؤى مختلفة حول مختلف النقاط التي تناولتها العروض.
وكان مسك ختام هذه الجلسة قراءات شعرية لكل من الشاعر الدكتور محمد علي الرباوي، والشاعرة الدكتورة سعاد الناصر، ليمزج لنا الأستاذ الشاعر حسن اعبيدو في قصيدته "تواشيح على صحيفة الوجع" بين متعة الإلقاء وفن المسرح، وقدم الشاعر مولاي الحسن الحسني قصيدة جميلة ليكون مسك الختام واختتمت قصيدة للشاعر المراكشي الأستاذ إسماعيل زويرق بقصيدة عارض بها معلقة كعب بن زهير.
- و في صبيحة اليوم الثالث للملتقى دارت العروض المطروحة حول محور " الرواية والتاريخ والإعلام" فكانت كالتالي:
* استحضار التاريخ في الرواية الإسلامية (الدكتور احمد الزلط): حيث تناول الدكتور فلسفة تفسير عناصر التاريخ(الشخصيات- الزمان- المكان) ثم تنويعات الخطاب الروائي التقليدي والتجديدي والتجريبي في استلهام التاريخ وتوظيفه في طرائق السرد المباشر والرامز بإلماح على نماذج روائية، ثم ختم البحث بعرض الظواهر الفنية المستوحاة من الاستحضار.
* التوظيف الإعلامي للرواية الإسلامية في الإعلام المرئي (الدكتور احمد حسن محمد احمد): وقد بين هذا العرض الارتباط الوثيق بين الإنتاج الأدبي والإنتاج الإعلامي باعتبار الأدب يمثل رافدا أساسيا لبرامج الإعلام خصوصا في مجال الدراما والتي تقوم على فن الرواية والقصة عندما تقدم من خلال السينما والتلفاز..لكن الرواية الإسلامية ما تزال تمثل نسبة متواضعة بين تلك الروايات المرئية رغم تمثيلها لقيم عالية ومقومات ايجابية خصوصا إن توفر لها الالتزام الإسلامي في الإعداد والعرض.
* الرواية والتاريخ والمعرفة ( الدكتور عبد السلام اقلمون): وقد ركز الدكتور المتدخل على ضرورة إعادة ترتيب الأسئلة المرتبطة بالوضع الأجناسي وعلاقته بالمعرفة الإنسانية، وذلك حتى يُتمكن من نهج انساق التكون الروائي في علاقته بالتاريخ كبعد معرفي محدد لأسئلة الراهن العربي. وفي رأي الدكتور هذا الأمر سيساهم في بناء منهج أدبي مشبع بالرؤيا الإسلامية في حدودها الإنسانية المتراحبة.
* بناء الرواية الإسلامية التاريخية (الدكتور سعد أبو الرضا): تجسدت الرؤية السردية في هذا البحث متمثلة في الحفاظ على الدين والوطن والتمسك بالحرية، ويكشف كثير من تقنيات الرواية الإسلامية التاريخية مثل الموقف من التاريخ وأهمية المكان والبطولة الملحمية وتعدد الأصوات وشعرية السرد واتزان علاقة الرجل بالمرأة وذلك في روايتي " غادة رشيد" لعلي الجارم و"الجو درية" لمحمد جبريل على اختلاف بينهما في درجة ذلك ومستواه.
* الرواية التاريخية عند جرجي زيدان بين الراوية والروائي (الدكتور عبد الرحيم المودن): في تجربة جرجي زيدان يتفاعل الأقنومان: أقنوم الروائي من جهة، واقنوم الراوية من جهة ثانية، و تتفاعل أساليب التراث والحداثة من خلال بناء سردي محدّد يتسم بخصائص نوعية في الرواية والكتابة القصصية.
* الآخر في الرواية الإسلامية (الدكتور حسين علي محمد): في هذه الدراسة يحاول الباحث أن يتناول صورة الآخر (غير العربي) في الأدب العربي المعاصر من خلال الرواية الإسلامية، فيجد أن الروائي لا يعزف على نغمة التعارض القائم بين الذات غير العربية المخالفة لنا في العقيدة أو الثقافة أو اللغة بل تقدم لنا الرواية الإسلامية رؤية إسلامية ليست مضادة لغير العربي بل هي متحاورة مع الآخر وفاهمة لشروط ثقافته وتحاول أن تأثر فيه وتحدث فيه التغيير.
أما الجلسة الثامنة فقد خصصت لتكريم الأديب والباحث الأستاذ احمد الشرقاوي إقبال من خلال خمس مداخلات فيها أربع بحوث قدمت حول شخصية وآثار المحتفى به، ومداخلة هي شهادة في حقه فكانت كالتالي:
1) لشرقاوي إقبال الأديب اللغوي للأستاذ احمد متفكر
2) مخطوطات السيوطي في خزائن العالم : للأستاذ الدكتور احمد شوقي بنين
3) قراءة في كتاب "معجم المعاجم" للأستاذ الدكتور عباس ارحيلة
4) احمد الشرقاوي إقبال ذاكرة المستقبل للأستاذ الدكتور محمد أيت الفران
5) أما الأستاذ الدكتور احمد شحلان فقد قدم مداخلته كشهادة في حق الأستاذ المرحوم احمد الشرقاوي إقبال.
وقد اختتمت هذه الجلسة التكريمية بقراءات شعرية رثائية في الأستاذ الشرقاوي إقبال ، كما أعلن الدكتور حسن جلاب عميد الكلية المحتضنة للملتقى وقد كان مسيرا للجلسة أن إحدى مدرجات الكلية الحديثة البناء سوف تحمل اسم هذا العلامة الأديب ليظل خالدا في أذهان طلبة العلم ورواد الكلية.
- انتهى الملتقى بجلسة ختامية حضرها جميع ممثلي الجهات المنظمة وقد سيرها الدكتور محمد علي الرباوي وأثنى خلالها السيد رئيس الرابطة العالمية للأدب الإسلامي الدكتور عبد القدوس أبو صالح على نجاح هذا الملتقى وشكر كل من ساهم من قريب ومن بعيد في إنجاحه ، وتمت قراءة التوصيات التي رفعها المشاركون من طرف الدكتور محمد خليل نائب رئيس المكتب الإقليمي في المغرب لرابطة الأدب الإسلامي العالمية مع الإشارة إلى أن الملتقى المقبل سيعقد في مدينة تطوان في سنة 2010وسيتناول موضوع "المسرح".