عدد المساهمات : 1898 تاريخ التسجيل : 23/01/2008 العمر : 59
موضوع: عيد الأضحى ودروس مستفادة .. منقول 14/12/2008, 05:25
الإخوة الكرام والأخوات الكريمات
فىالبداية أهنئكم بعيد الأضحى المبارك
أعاده الله عليكم جميعا بالخير واليمن والبركة وأعاده الله على أمتنا الإسلامية بنصر مؤزر على أعدائها أعاده الله علينا بعود حميدلمنهج الله ولكتابه نتدبره بروح مستسلمة لأوامر الله ورغبة صادقة فى صياغة حياتنا وفق المنهج الإلهى أعاده الله بعود لا رجعة فيه لإقتفاء أثر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نهتدى بهديه ونقتدى بسنته ونتخلق بخلقه العظيم اعاده الله بعود إلى ذالك الجيل النادر من هذه الكوكبة من الصحابة التى أضاءت حياتها الحياة الإنسانية وإرتقت بها لمنزلة لم تبلغها من قبل ولن تبلغها إلا إذاتكررهذا الجيل مرة أخرى أعاده الله وقد نصرنا الله بإتباع منهجه وتطبيق شرعه القويم لنستحق نصره ونستحق الخيرية التى ذكرها الله فى كتابه " كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) أعاده الله وقد إرتفعت رايات الإسلام خفاقة كما كانت وعاد للمسلمين مجدهم وعزهم وكرامتهم أعاده الله وقد تحررت فلسطين وتطهرت من دنس اليهود الغاصبين وعاد إلينا المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين أعاده الله وقد تحرر العراق من الإحتلال الأمريكى الغاشم وعاد الشعب العراقى لحمة واحدة شيعة وسنة أكرادا وعرب كما كان وكما عاش لسنوات سدا منيعا أمام كل محاولة لزرع بذور الفتنة بين أبنائه أعاده الله وقد إستيقظ العالم الإسلامى من سباته وتنبه لمحاولات الكيد له والمكر به وإتحد ووقف صفا واحدا يصد كل كيد ومكر ويعيد مجده وحضارته التى أضاءت الدنيا وينقذ هذا العالم المسكين الذىتمرغ فى أوحال جاهلية جديدة ولكنها جاهلية بالريموت كنترول والصواريخ الموجهة عبر الأقمار الصناعية أحبائى عذرا لهذه المقدمة الطويلة والآن أحدثكم فيما أردت الحديث عنه عيد الأضحى دروس مستفادة يمر علينا عيد الأضحى كل عام فهل سأل أحدنا لم شرع الله لنا هذا العيد وما هى الدروس والعبر من قصة الفداء التى كرم الله نبيه إبراهيم ونبيه إسماعيل عليهما السلام وجعل ذكراها عيدا لهذه الأمة العظيمة؟! ومما نتعلمه من قصة الفداء ما يلى: 1-وجوب الإستسلام لأمر الله فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وكان الإستسلام من كلا من نبى الله إبراهيم ونبى الله إسماعيل عليهما السلام والإستسلام لأمر الله هو جوهر هذا الدين وحقيقته سواء كان هذا الأمر أمرا بفعل أو أمرا بترك وهو لا يتأتى إلا إذا إستقرت العقيدة فى القلوب وخضعت نتيجة لهذا الإستقرار والإستسلام كا الجوارح 2-رحمة الله بعباده فعندما علم الله بصدق نبيه إبراهيم وطاعة نبيه إسماعيل جاءت رحمة الله متمثلة فى ذالك الكبش العظيم الذى هبط به جبريل عليه السلام ليفتدى الله به نبيه إسماعيل يا له من رب رحيم ودود وهنا لفتة "إننا يجب أن نستحى من الله لأننا نعلم أنه أقرب إلينا من حبل الوريد ويعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور فالله كان يعلم بحب إبراهيم لولده وشفقته به ولكنه طاعة لله وإستسلاما لأمره قام ليذبحه فما كان من الله إلا الرحمة والتكريم والفداء
3-قدرة الله التى لا تحدها حدود فالله له القدرة المطلقة وأمره بين الكاف والنون " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) ( سورة النحل أنزل هذا الذبح العظيم بقدرته ورب قادر على كل شيئ أحق بالعبادة والطاعة من تلك الآلهة التى لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا 4-رؤى الأنبياء حق "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) رأى سيدنا إبراهيم الرؤيا فصدق أمرالله إليه وأخبر إبنه بما رآه والإبن يعلم بفطرته السليمة أن هذا أمر من الله لأبيه فما كان منه إلا الطاعة والإستسلام 5-تعظيم أمر الله: لم يتردد سيدنا إبراهيم ولم يفكر فى إبنه وفلذة كبده الذى رزقه الله به على كبر وبعد أن إشتاقت نفسه للولدوقام على الفور ينفذ أمر الله لأن أمر اللهأعظم من الولد بل أعظم من نفس الإنسان وروحه وهكذا يجب أن يكون أمر الله عظيما فى أنفسنا وعندما نسمع صوت الآذان الله أكبر يجب أن نتذكر قصة سيدنا إبراهيم ونعلم أن أمر الله أكبر من أى أمر آخر 6-وجوب طا عة الإبن لأبيه مالم يأمره بمعصية: فما أن أبلغ إبراهيم إبنه بأمر الله له حتى قال له " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) أطاع نبى الله إسماعيل أمر أبيه طاعة لله وطاعة لأبيه لأنه يعلم أن طاعة الأب فى غير معصية هى طاعة لله 7-تكريم الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:فشرع لها هذا العيد دون سائر الأمم 8- الرحمة بالفقراء:فقد كان من هدى رسولنا الكريم تقسيم الأضحية إلى ثلاث يتصدق على الفقراء بالثلث ويهدى الثلث ويأكل الثلث الباقى بل كان بأبى هو وأمى يتصدق من الثلث الباقى وفىه هذا تكافل إجتماعى بين أبناء الأمة وحل لمشكلة الفقر وفى هذا حث على تكافل المسلمين مع بعضهم ليزيد التآلف والحب بينهم ويكونو كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر 9-عظمة دين الإسلام:هذا الدين عظيم لأنه جاء من رب خبير عليم" أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) (سورة الملك) شرع الله هذا العيد توحيدا لصفوف الأمة وجمعا لشملها ولكلمتها فالمسلمون فى شتى بقاع الأرض يؤدون نفس الشعائر والمناسك وحجاج بيت الله يجتمعون فى مكان واحد ويلبون تلبية واحدة "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الخمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " ومن عظمة هذا الدين أنه جاء بمنهج شامل متكامل يحل كل مشاكل البشر ويحقق لهم السعادة فى الدنيا والآخرة لو أنهم طبقوه فى حياتهم 10-تكريم الله لحجاج بيته وعماره:فالأضحية تأتى بعد أن يكون الحاج قد أدى معظم مناسك الحج ولم يتبقى له إلا رمى باقى الجمرات "الجمرة الوسطى والجمرة الصغرى" وطواف الإفاضة والوداع ويمكنه أن يؤديهم معا فكأن الله بهذه الأضحية يكافئه على تعبه والمشقةالتى تحملها اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك اللهم يسر للحجاج حجهم وأصلح للمسلمين كل أمرهم وإنصرهم على أعدائك وأعدائهم أخبتى هذه بعض الدروس التى فتح الله على بها وألهمنى إياها عتدما تأملت موضوع إحتفالنا بعيد الأضحى فإن كان من خطأ فمنى ومن الشيطان وما كان من صواب فمن فضل الله وكرمه على وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه العبد الفقير إلى الله راجى عفو الرحمن جميل حسن الشريف