مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 البنية المفهومية لحرية المرأة في الثقافة العربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي البدري
مشرف
سامي البدري


عدد المساهمات : 199
تاريخ التسجيل : 11/11/2008
العمر : 63

البنية المفهومية لحرية المرأة في الثقافة العربية Empty
مُساهمةموضوع: البنية المفهومية لحرية المرأة في الثقافة العربية   البنية المفهومية لحرية المرأة في الثقافة العربية Empty23/11/2008, 19:55




البنية المفهومية لحرية المرأة في الثقافة العربية

سامي البدري

في عجالة لها على صفحات الحوار المتمدن ، عرضت الزميلة (باسنت موسى)
لموضوع يكاد يختصر صورة معاناة المرأة العربية ، ويحدد مصدر اسباب هذه المعاناة ، وهو ما
سأختصره في السؤال التالي : هل يقتصر وجود ودور المرأة - ككائن بشري - في الحياة على اداء
مهام وضعها الفسيولوجي ، بحكم تركيبتها الطبيعية كانثى تتوفر على وسائل وادوات اشباع غرائز الرجل وادامة النوع البشري بالولادات ،ام يتعداه الى دور مساوي ، انتاجي وعملي وابداعي ، لدور
الرجل ) ؟ وبصياغة اقرب لمفهوم الثقافة الاجتماعية العربية : ( هل للمرأة أن " تطمع " بدور يتعدى حدود دائرة المطبخ وغرفة النوم الى مفاعيل العملية الحياتية بكافة اوجهها وميادينها
الانتاجية والابداعية ) ؟
هذا التشخيص يعود باهم اسباب ومسببات معاناة المرأة الى خلفية اجتماعية صرف .. وهو ما
يتعلق ببنية الموروث والثقافة الاجتماعية العربية ، التي تقوم على بنية ومفاهيم الثقافة القبلية
للمجتمع العربي ، بجذورها البدوية الذكورية : الابوية البطريركية . وانسجاما مع هذا الموروث
التسلطي والاستحواذي ، جاء المفهوم الديني داعما ومكرسا لهذا التوجه القمعي ، وبسلطة النص المقدس هذه المرة ، ليسلب المرأة ما تبقى لها من تطلعات وجهد نضالي في سبيل استعادة حقوقها الانسانية والمدنية ، من خلال سطوة القيم الدينية والاخلاقية ، التي ترتبط بذهن وثقافة الرجل العربي ، بقيم الشرف والكرامة الرجولية .
وبالعودة الى مقال الزميلة (باسنت) ، وعنوانه ( تعاطف عائلتي معي ) نجدها تحدد وجها مهما من اوجه النظرة الدونية للمرأة في الثقافة والموروث الاجتماعيين للمجتمع العربي ، والتي تقوم ،
في احد وجوهها المهمة ، على مشاعر الشفقة والرثاء للمرأة التي من سن العنوسة : سن ما بعد
اول الشباب او سنوات انفجار الانوثة في جسد المرأة ، وفق مفهوم شهوة الرجل العربي ..، وهو
الفهم الذي يحصر دورة حياة المرأة وكامل وجودها في عملية اشباع شهوة الرجل الجنسية
وعملية انجاب الاطفال . تعود جذور هذه النظرة المتخلفة الى تراكم اجتماعي وثقافي بدائي ،
يقولب ويدمغ الثقافة الاجتماعية للمجتمع بالاصول البدوية للمجتمع العربي التي تقوم على
مفهوم هيمنة قوة الذكر البدنية وقدرته على القتال والغزو ، وهي كانت الوسيلة الاولى للحصول
على لقمة العيش في صحارى جزيرة العرب . ومن هنا نشأت وتكرست فكرة تبعية المرأة
للرجل ، ككائن ملحق وتابع ، ناقص الاهلية وبحاجة الى رعاية ووصاية الرجل . وقد امتد هذا
التكريس ليشمل ، بامتداداته القهرية ، قدرة تحكم المرأة بذاتها وتوجهاتها واختيارها لقناعاتها الفكرية والايديولوجية ، اضافة الى الدينية والعقائدية طبعا . وتعكس صورة البنية المفهومية
والقيمية للثقافة العربية ، حالة من اشد حالات الارتكاس والتخلف التي (أصلتها كنسق ثقافي)
قرون قهر الكبح والتهميش العقلي والنفسي للمرأة ، لتفرضها كواقع (ثقافي) وقيمي واخلاقي،
مدعم بسلطة الموروث والنصوص ، التي صيرت من اضطهاد ووصاية وتحكم الرجل ، قوانينا وتابوات اجتماعية متحكمة ومقدسة في واقع وحياة المرأة . وقد رتب هذا التحكم ، وبتقادم
عهود الانغلاق والامية ، مساحات مضافة من اعراف الضغط والتدجين ، يقف على رأسها التبعية
الاقتصادية للرجل ، بسبب قصر دور المرأة على عمل البيت والحجر عليها داخل جدرانه ،
وحرمانها من العمل المستقل او ممارسة الكثير من اوجه العمل والانشطة الاقتصادية التي
تحقق لها الاستقلال الاقتصادي عن هيمنة وتحكم الرجل في رسم اطر وآفاق حياتها الخاصة ..
واعتقد ان هذا هو احد اهم المقاصد التي اشار اليها فريدريك انجلس بقوله : (المرأة في المجتمع
الرأسمالي هي البروليتاري والرجل هو البورجوازي ) .
وقد ساهمت عقود التجهيل والتسطيح الثقافي للمرأة ، من قبل المؤسسة الاجتمادينية ، في تكريس (بروليتارية) المرأة وتبعيتها ، نفسيا وذهنينا ، لتتحول الى جزء من ثقافتها الشخصية
(ثقافتها الاجتماعية) ، حتى بعد تعلمها وحصولها على اعلى الشهادات العلمية والتخصصية
وتحررها ، اقتصاديا ، من التبعية للرجل .. كما انها هي المسؤولة عن قمع تطلعاتها لبناء
(السخصية النسوية ) المستقلة ، بنائيا ومفهوميا ، وتكريسها كنهج لبناء شخصيتها على قواعد ومسلمات الاستقلال وندية الرجل ومساواته ، وعدم التنازل عنها ، تحت اي ظرف او اعتبار كان؛
بما فيها ما يخص امتيازها على الرجل في قدرتها على الانجاب وادامة النوع البشري ،
الذي هو امتيازها الاهم والاكثر خصوصية وتضحية .
وكما تحملت المرأة العراقية ، في حقب ماضيها ، الوان الاضطهاد والقمع والتهميش ، جاءت
مرحلة الاحتلال الامريكي للعراق لتزيد معاناتها بالوان مستحدثة من القهر والاضطهاد
والتهميش ومصادرة الحقوق ، لتصل الى درجة القتل واعمال التصفية الجسدية - تحت دعاوى
الزنى وغسل العار والخروج على قواعد السلوك والحشمة - والتجاوز على المزيد من حقوقها
الانسانية الاساسية ، وليس المدنية والسياسية وحسب . كما شهدت هذه المرحلة صنوفا
اكثر رجعية في مصادرة حقوقها المدنية ، من خلال تدابير وتشريعات قانونية ، اتخذت من الدين
غطاء ، من اجل الامعان في طمس فرديتها واعادتها الى عهود الجواري والحريم .. وهذا ما دأبت احزاب الاسلام السياسي - التي سيدها المحتل على الساحة العراقية - على فرضه عليها بدعاوى
صيانة حرمتها ومنزلتها والمحافظة على عفتها ، وفق فهمهم لسلطة النص .. في حين ان هذه الدعوات المبطنة لم تكن سوى مشروع تدجيني ، ادق تنظيما واكثر شراسة وافتك اثرا من سابقاته .. وهذا ما عكسته الاعيب هذه الاحزاب الانتخابية ، التي حرصت على تطعيم قوائمها الانتخابية ببعض الاسماء النسائية ، لتدخلها الى قبة البرلمان تحت اطنان من خيام (الحشمة)
، ومثلها من اغطية الرأس ونقاب الوجه ، ومعظمهن من زوجات وقريبات اعضاء تلك الاحزاب
، من اجل تكريس اهدافها وثقافاتها الايديولوجية ، التي تعادي حرية المرأة وتطلعاتها المدنية
والثقافية والسياسية . ولعل انصع دليل على ما نقول هو تبرير (اكياس الفحم البرلمانية تلك)
لالغاء قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 ، ودفاعهن عن تطبيق المادة 41 من
دستور الاحتلال ، التي لم تهدف الى غير تعطيل حقوق ومكتسبات ذلك القانون المدني ،
لتعيد سلطة البت في حقوق المرأة الشخصية والاجتماعية والمدنية الى يد رجل الدين او من
من ينوب عنه على كرسي السياسة والقضاء ، في المحكمة الشرعية ، بديل محكمة الاحوال الشخصية . من جهة اخرى ، فقد ساهمت حرب احتلال العراق ومارافقها من اعمال القتل
العشوائي ، التي استهدفت تصفية الثروة البشرية العراقية ، في تنفيذ هذا المشروع الخبيث -
العودة بالمرأة الى عصور التخلف والعيش كتابع في كنف الرجل السيد - من اجل حصر تفكيرها
وكامل تطلعاتها في الحصول على زوج ، قبل ان يسحقها قطار العمر ويخلفها ، كرقم مهمل ،
يستحق الشفقة ونظرة التعاطف وكلمة المواساة ، في عربة العنوسة المهملة ، والتي يزيد
عدد (زبائنها في العراق اليوم) 45% من مجموع نساء العراق ، التي صارت النساء تشكل ما يزيد على 62% من عدد مواطنيه ، بعد خمس سنوات - فقط - من عمر الاحتلال الامريكي .
ووفق منطق قريب الزميلة باسنت موسى ، يتحتم على الفتيات العراقيات من مواليد منتصف
سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، ترك كل كل ما يتعلق بحريتهن وبناء شخصياتهن
المستقلة ، وتسخير كامل اوقاتهن من اجل الحصول على زوج ! فاي منطق اعرج وغبي هذا الذي
تفرضه عليك ، ثقافة العرب الاجتماعية المتخلفة ومواريثها الاخلاقية ، ايتها المرأة العربية ؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البنية المفهومية لحرية المرأة في الثقافة العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التقدم والثقافة في السياق العربي
» مثقفون وفنانون يطالبون وزير الثقافة
» الثقافة السريانية -تاريخ و أفاق -و أسماء لامعة
» اصدار جديد لمحمد فاهي عن وزارة الثقافة
» محترف الثقافة والإبداع بالمحمدية يستضيف زجالي عرصة لكلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات-
انتقل الى: