اجرى الحوار الاستاذ موسى الشيخاني والشاعرة فايزة النعيمي:
الشاعرة فتحية الهاشمي تحوّلت إلى كتابة الرواية وأصدرت رواية جديدة تحت عنوان «حافية الرّوح»، في 261 صفحة من الحجم المتوسط.
وقد كتب الروائي الأردني جمال ناجي تقديماً للرواية، ومما جاء فيه: «فتحية الهاشمي في روايتها «حافية الروح» لم تاول تهجير السرد أو التنصل منه، مثلما يفعل الكثيرون من الكتاب الجدد في رواياتهم الأولى، إنما هي اجترحت حيلاً وتقنيات «حسية في معظمها» من أجل اشتقاق صيغة جديدة للتعامل مع هذه المسألة التي لا زالت موضع جدل في أوساط الروائيين والنقاد».
وللشاعرة الروائية ايضا رواية بعنوان "منة موّال" فقد ابدع قلمها وفكرها وقالت ((فمعجزة الكتابة تجعلنى أُخلق فى اليوم مرات ... وإن نسيت فلن أنسى خطواتى المتعثرة وأنا أرتقى درجات المسرح البلدى كى أتسلم جائزة لجنة تحكيم الكومار الذهبى لرواية سنة 2007 عن روايتى "منة موّال" مازلت أحس بنفس الرهبة كلما استحضرت اللحظة ذاتها)). وقد افردت ديوان ووكالة انباء شعراء الاردن – عرار ديوان العرب بهذا الحوار الخاص:
1* في البدء من هي فتحية الهاشمي ؟
ج : أنثى تضطجع على قارعة الفرح بكفّي تغفو مروج اللّوز و السّكّر : ربّما كنت سليلة غيمة أو وريثة المطر، أقبل من ألف ألف جرح تسبقني * مباهلة أجدادي* دائمة الحفر في ذاكرتي كي أستحضر تاريخي ، أحاول أن أزرع بذرة ضوء حيثما حللت : الكتابة وحدها في البدء و في النّهاية بطاقة تعريفي ...
2* القصيدة ماذا تمثّل لك ؟
ج : أحاول شرح
القصيدة كي أفهم الآن ...
كنت أحلمها ... كنت أحلمها
والتقينا أخيرا
أحاول شرح القصيدة كي أفهم الآن ماذا يحدث
محمود درويش
القصيدة هي محاولة الإمساك باللّحظة الهاربة من رغوة الوقت ، هي لحظة متفرّدة بذاتها، لحظة نهوض الشّاعر و القصيدة من غفوتهما و هي الميلاد العظيم الذي يقضّ صخب الصّمت و يكسّر كلّ الحواجز تلك اللّعوب / المراوغة التي تأتيني من حيث أدري و لا أدري ، تباغتني عندما لا أنتظرها و تهرب منّي حين أحاول الإمساك بها ، هي أشياؤنا الصّغيرة / تفاصيلنا / حياتنا / موتنا / عذاباتنا / صراعاتنا بكلّ تشعّباتها السّياسيّة و الإجتماعيّة : هي مجموعة حيوات في كلمة حين تكتسحني لا أكتبها الا وأنا متطهّرة من الحقيقة و لا أغشاها إلآ و أنا متجلّية كي لا تخذلني لغتها أو لا أخذلها أنا بالأحرى ...
3* الشاعرة و الكاتبة و الروائيّة التونسية فتحية الهاشمي اسم نسائيّ أثبت حضوره في السّاحة الأدبيّة العربيّة ... بدايتك مع الشّعر ؟؟لا أدري بداياتي فعلا و لا كيف كتبت و لا متى بدأت الكتابة ، ما أعلمه جيّدا أنني كنت أخربش أولى خربشاتي و أنا مازلت في الإبتدائي و كنت أطير فرحا كلّما رأيت نظرات الإعجاب في عيون المدرّسين و لكنني أعتبر نفسي دخلت عالم الكتابة * الرّسمي * أقول هذه الكلمة بين تقطيبتين متأخرة جدّا و كان مع مجموعتي الأولى * الأقحوان المصلوب على الشفاه* سنة 2002و ذلك لأسباب يطول شرحها ، و لكنّ الشّعر حبيبي الذي أعود إليه فرحة / حزينة / منفعلة و حتّى السّرد لا أكتبه إلآ بشعريّة ما ، لا غنى لي عنها ...
4* حدّثينا عن دواوينك الشعريّة و رواياتك ؟
و هل استفدت من هذه التجربة ؟ ج : منّة موّال هي روايتي الثانية و كتابي الثالث ، هي الجائزة الحائزة على جائزة لجنة التحكيم للكومار الذهبي لأحسن رواية سنة 2007 و هو العام نفسه الذي صدرت فيه :
" مِنَّه مَوّالْ " هي حفر في الذّاكرة ، استنطاق للرّاهن ، على الدّاخل الى فصولها التطهّر من الحقيقة قبل ولوج عتباتها ، على معايش أحداثها و لن أقول قارئها أن يتلبّس بشخوصها كي يفتضّ عالم " مِنّه" و يكتشف مغاوير الزّاوية و يساير "موّالْ" في بحثه عن " منّه" ، في توهانه، في خوفه، في تصدّيه لما يدور في مدينة ترتمي في حضن البحر ، ملقية برأسها لصدر الجبل كعاشقة أرهقتها ليلة حبّ عاصفة ... و لكنّ مدينة "موّال" فقدت الطّمأنينة و غرقت في الماء: ماء فوق / ماء تحت، زاوية تكتم أنفاسها و تغرقها في الخرافة و الدجل و شيخ يدّعي التقوى و يقبض على رقاب الأهالي، يسدّ عليهم منافذ الهواءو يلقي باللّوم كلّ اللّوم على الغولة ، العبّيثة أو "منّه" تلك الأنثى المعجونة من اللّبان و الصّعتر والقادمة من ألف عام كالخرافة تفضح سرّ الشّيخ و تعرّي غرفة الزّاوية المغلقة على آهات داخليها، مثل قرع البندير للبوهالي الصادح بالويل و الثبور لمدينة بنت قصورها فوق القبور .
عليك أن تعيش " منه موال" لا أن تقرأها ، عليك أن تكون "منّه" حينا ، موّال حينا آخر كي تعرف معنى نزول الزّاهد المتعبّد أو بالأحرى الباحث عن الحبّ الحقيقي الى معشوقه :
خذني كما الصّحو ، ظللت أنسجك في خيالي ، شهقة / شهقة ...
ــ و لكنني ما برحت المدينة يوما
ــ لم تعرف صومعتي ، رجلا يوما ، لا غازي لي إلآك
خذني كما الإعصار ... سأتوب عن عزلتي ... خذني و لا تبال بانكساري ...
مدت اليه يدها بعنقود عنب و كسرة خبز شعير محروق :
ـــ ألا ترى للخمرتين تلتقيان و أنا أعود من رعشتي الأولى إلى منفاك، لا فاتح لي سواك ، لا فاتح لي سواك ...
هذه "مِنّه" أمّا *
حافية الروح* الصادرة سنة 2005 فيقول عنها الأستاذ " جمال ناجي" الرّوائي و الرّئيس السابق لرابطة الكتاب الأردنيين في تقديمه لها :
و مع أنّ الشخصية الرّئيسيّة في هذه الرّواية " ريحان " تبدو متمرّدة و باحثة عن أفلاك غير مكتشفة تستوعب جموحها وانتصارها " المجنون" للحرية التي تعني في هذه الرواية بشكل ما ، إطلاق العنان لكلّ ما هو حسّي و روحي في حياتها، إلآ أنّ هذا التمرّد لم يبلغ تخوم التّنكّر للأحداث الجسام التي ألقت بظلالها على مسارات السّلوك الذهني و الوجداني لها * فلسطين ، العراق، ليبيا، مصر و قبل هذا و ذاك ، تونس التي شكلت الوعاء المحلّي للأحداث* بل إنّ ذلك المزيج الحسّي و الرّوحي مثل غطاء نموذجيّا للإشكاليّة الأساسيّة التي تحكمت في بنية هذه الشّخصيّة التي لا تريد الإعتراف بسلطة المجتمع ، أو بسلطان الماضي الذي يريد فرض سطوته على حاضرها الجديد الخارج على رتابة المألوف و بلادته .
و أمّا مجموعتي الشعرية " الأقحوان المصلوب على الشّفاه " فهي طفلي الأوّل ، لأنني أعتبر كتبي أطفالي ، فلذات كبدي ، هي مجموعتي الشعرية التي تحتوي على باكورة كتاباتي لقصيدة النثر التي كنت أمقتها لا لشيء إلآ لما أقرؤه من غثيان باسم قصيدة النثر ، و لكن و أنا أكتشف تخومها ، اكتشفت معنى الحرّية : فقصيدة النّثر حرّة و لا يكتبها إلآ الأحرار ، هي جموح ، صعبة المراس و على داخلها أن يتقن لعبتها جيّدا ، أو يسقط في فخّ " الخاطرة " ربّما أو الإيغال في الغموض حدّ الإغماض ...
5* هل للرّجل حظّه في كتاباتك ؟
و ماذا يمثّل الذكر للأنثى فتحية الهاشمي ؟ج : آآآآآآآآآآآآآآآه سؤال ذو حدّين : أوّلا حقوق التّأليف محفوظة للذّكور في كتاباتي على قول الشاعر " المنصف المزغنّي " الرّجل / نصفي المجنون أو نصفي العاقل ، لست أدري هو وجهي الآخر و لا يمكن أن يكتب الذكر و يقصي الأنثى و كذلك الأنثى ، لأنّه عندها ستكون الكتابة برائحة الفقد و لون الخديعة : السّؤال من جزءين و لكنّه وحدة لا تتجزّأ حظّ الذكر في كتاباتي أو ما يمثّله الذكر في كتاباتي : هو عمودها الفقري هو " الأب" أوّلا و "موّال" مثلا مستوحى من شخصيّة والدي و قد ذكرت هذا في بوحي الأول كما أنني أدين بكلّ ما أنا فيه لوالدي رحمه الله ، ذاك الرّجل المتفصّد أنفة و كبرياء بسمرته الباذخة ، أكتبه تقريبا في كلّ رجل من شخوصي ، الرّجل " الحبيب" أو * الفلفل الأكحل* الذي لا يغيب عن نصّ من نصوصي ، الأخ ، الصديق ، المسند لي في ضرّائي و سرّائي : الدنيا ذكر و أنثى تدور حولهما الحياة كلّها ، هما عصباها ولا تحلو إلآ بهما معا : يحلو لي في أحايين كثير أن أشاكس أبطالي و أعاندهم و لكنني لا أستغني عنهم أبدا .
6* ما رأيك في مفهوم الأدب النّسوي ؟هو عكّازة الأعمى تتّكئ عليه بعض الكاتبات كي تفلت من رقابة النّقّاد و يركن إليه بعض المتكالبين على المرأة المبدعة ، كي يحطّوا من قدرها الأدبي و كي يستنقصوا من قيمتها ، هذا لا يعني أنّ هذه التّسمية غير موجودة من عشرات السّنين و هناك دارسين لها لكنّني أقول الأدب إنساني بأتمّ معنى الكلمة و قد كتب " جبرا ابراهيم جبرا" على لسان الأنثى و لولا قراءة اسمه على الكتاب لما انتبه له أحد و أنا أقول هذا لا للهروب أو التفصّي و لكن همومنا و مشاغلنا و مشاكلنا أكبر من هذه التفرقة الأنثوية الذّكوريّة و لكن لديّ احتراز بسيط : لا أحبّذ بل أمقت الكاتبات اللّواتي يكتبن بذكوريّة مستهجنة ، و كأنّهنّ يهربن من جنسهنّ أعشق اللّمسة الأنثوية الحميميّة في الكتابة لدى المبدعة ، عليها أن تكتب بروحها و تنسى كلّ الحواجز و المطبّات التي يضعها لها صديقها أو زميلها الكاتب فقط لأنّها أنثى ، هذا ما يسوؤني فعلا و عندها تتعمّق الهوّة و تزداد التسمية حدّة : كتابة أنثويّة مقيّدة ، محاصرة ، محاكمة عليها ألآ تتعدّى حدود اللّياقة أو : تُرفع اللآءات أمامها حتّى من بنات جنسها .
7* ما رأيك في التحليل الأدبي الذي ينظر إلى النّصّ كونه قطعة جمالية دون التعرّض لما يحمله من رسالة أخلاقيّة أو دينيّة ؟ج : النّصّ بنية متكاملة الأطراف ، لغة ، فنّيّة عالية ، مضمون هذا ما تعنيه لي الكتابة و لا أستطيع أن أستبعد أحد هذه الأركان و لكن الخوف كل الخوف عند غير المتمرّسين أن تسقط كتاباتهم في الإسفاف و الرّكاكة إذا أخضعوها لسلطان الرقابة الأخلاقيّة أو الدينية ، يجب على الكاتب أن يراعي فنّية ما يتناوله فحتّى الجودة في الكتابة و التّسامي بها و بذوق القارئ أو المتلقّي رسالة في حدّ ذاتها و أنا في كلّ هذا أوكل الأمر أوّلا و أخير إلى مقدرة الكاتب الأدبيّة و اذا كان هذا الأخير متمكنا من أدواته ، متمرّسا فلا خوف عليه من السقوط ، و تبقى القضايا الوطنيّة و الراهن الذي نعيشه الآن بجميع تقلباته جوهر ما يمكن لصاحب كلمة صادقة أن يغيّره أو يسعى لتغييره ، فالكلمة أمضى من حدّ السّيف في أغلب الأوقات .
8* إلى أيّ مدى تشعر الشّاعرة و الرّوائيّة فتحية الهاشمي بالمقاربة و التوحد بين ما تكتبه و ما تشعر به حقّا ؟ج : الكتابة خلق و الكاتب خالق أو خلآق لعوالم أخرى : هو محاولة من الذّات الكاتبة لأعادة تكوين ما يدور حولها حسب طريقتها الخاصّة أو خروج بالمألوف إلى اللآمألوف ، أو المدينة الفاضلة كيفما يراها هو بعين قلمه و ليس بعين العادة : حدث في كثير من الأحيان أن وقفت مشدوهة أمام ما خطّته أناملي على الورق ، فبكيت و ضحكت و حزنت و تعجّبت و تساءلت متى و كيف و أين كتبت ذلك ؟
الكتابة هي لحظة الصّدق التي أعيشها بجسدي و روحي و كلّ عضلة فيّ : أنا لا أكتب بل أعيش فعلا ما أكتبه " طبعا ليس على عين الواقع" لأنه عندها سأكون في أسفل سافلين و لكن أتخيّل ما يمكنني فعله لو كنت مكان شخوصي و هكذا فما كدت أتخلّص من " ريحان" و منّه" اللّتين أرهقتاني جدّا حتّى تلبّست بي " مريم" بطلة روايتي القادمة ان شاء الله .
أنا لا أحبّ أن أكون كاتبة متفرّجة على كتاباتي ، أريد أن أعايشها...
9* ما رأيك بما يروّج له أحيانا أنّ المرأة لا يمكن أن تكتب إلآ عن الذّات ؟
ج : تولد القصيدة في لحظة متميّزة ، متفرّدة من رحاب الصّمت تطلع " مثل نبع خفيّ التّدفّق" يبدأ الهدير المكتوم" * سعدي يوسف *
كتابة الذّات ؟ أليس المجتمع أوّلا مجموعة ذوات ؟ كيف ينسلخ الكاتب عن ذاته ليكتب ؟ أم هل يكتب عن ذاته فقط ؟ هذه المقولة فيها ما فيها من تحقير واستنقاص للمبدعات و ما يكتبنه ، بينما ينطلق الكاتب كذلك من ذاته للكتابة ، فهو جزء من الحياة ككل و لا يمكنه أن يكتب عن هموم هذه الحياة بمعزل عن ذاته ولكن اذا وصل الحديث عن المرأة فكأنّها تنفس عن ذاتها و لا تكتب بل اذا تجاوزت تلك الخربشات اتهمت حتى بالفجور و الخروج عن القبيلة والتحدّي و قد تسقط الكثيرات منهنّ في هذا الفخّ بينما تتفرّد القليلات و تنعتن بالخروج عن السّائد أو تلتصق بهنّ * كلمة الكتابات الجريئة * و هنا أتساءل ، ألا يكفي الأنسان العربي ما يرزح تحته ؟ أليس الأولى بنا كتابا و كاتبات محاولة بناء غدنا و الخروج من هذا المنزلق الخطير ، نحن نصنع أمّة الغد / فيكفينا تفرقة و ليكن شعارنا الكلمة الصادقة / الحرّة أوّلا و أخيرا .
10* حدّثينا عن أعمالك المنشورة و دواوين شعرك و رواياتك و ما هي أعمالك الجديدة ؟ج : أعمالي الثلاثة المنشورة قد سبق و تحدّثت عنها بإطناب في سؤال سابق أمّا أعمالي الجديدة ان شاءالله فهي :
*مجموعة شعرية مترجمة للفرنسيّة بعنوان : القول قولي"
*مجموعة قصصية بعنوان : مياه الوعد
* نص مفتوح أو حكاية شعريّة
*رواية بعنوان : مريم
أتممها لو أراد الله لي ذلك .
11* ما هو النّقد بنظرك ؟ج : النقد و ما أدراك ماالنقد ... أولا النقد هو غير الإنتقاد ، و رغم الكم الهائل من الكتابات العربية فالنقد يشكو من نقص فادح ، لذلك نجد الغثّ و السّمين في السّاحات الثقافية العربية ، بل الغثّ أكثر بكثير من السّمين ، الكتابات كالفقاقيع ، و لا مقيّم لها، أو موجّه ، النقد ضروري لتحسين الكيف في الكتابات و لكن النقد الحقيقي و ليس نقد الإخوانيات و المجاملات و المحسوبيات أو نقد الصحفيين الماسكين للصفحات الثقافية في الصحف و الذين اذا رضوا عنك مدحوك و اذا غضبوا فالويل كل الويل لك منهم ...
12* ماذا عن الأدب النّسائي التونسي ؟ هل هو متقوقع في حيّز المحلية أم نتائجه تبشر بالخير و الإنطلاق ؟ج : الحمد لله ، الكاتبة التونسيّة و المبدعة بصفة عامّة تحذو حذو زميلها المبدع بخطى واثقة ، فهي لا تتوانى عن طرق نفس المواضيع التي يتناولها الكاتب ، بل ربّما تفوّقت عليه في بعض الحالات ، و هي تتمتّع بحيّز من الحرّية في الطرق و التناول بآليّات ربّما لم تتمتّع بها غيرها من الكاتبات العربيّات ، و الكاتبة التونسية تجاوزت الحدود الجغرافية بكتاباتها ، هي تكتب عن الهمّ الإنساني و القضايا الراهنة و لا تتوانى عن الوقوف جنبا لجنب مع الكاتب العربي فيما يشغله من قضايا .
و هناك أسماء بارزة في الرواية و الشعر و القصة .
13* :كيف ترين و تقيمين موقع عرار و تفاعله الأدبي و الثقافي في الوطن العربيّ ؟ج : المثقّف العربي يبحث عن آفاق و سبل تجمعه بأخيه في أقصى أقاصي الوطن العربي ، المثقف مدني بالطّبع كما قال ابن خلدون ، لا يمكنه أن يعيش متقوقعا في شرنقته بل يموت إذا ظل معزولا عن العالم الخارجي ، هو يتجدّد بتجدّد لقاءاته مع الآخر ، و طبعا ولأقتصار المهرجانات غالبا على أسماء معيّنة ، أصبحت كبطاقة التعريف لتلك المهرجانات و الملتقيات ، و التي في غالب الأحيان ، لا تمثّل فعلا المشهد الثقافي لوطنها بل تجد من هم أجود منها عشرات المرّات و لكن يبقون في الظّلّ لا لشيء إلا لإحتكار هؤلاء كلّ الضّوء بل ربّما لن يجد هذا المنتظر فرصته إلآ بعد وفاة ذاك المحتكر و هذه هي مأساة الثقافة العربيّة ، لذلك فإنّ ظهور مثل هذه المواقع الثقافية رغم مساوئها ساعد الكتاب على التّعارف و لكن و الحقّ يقال * عرّار* تعتبر سبّاقة في الكمّ و الكيف فهي تحتوي على ثلّة من المبدعين يؤمنون بالكلمة و يسهرون على الموقع و المتصفح له يلاحظ الأسماء المتميّزة الموجودة فيه و لكن لو قدر هذا الموقع على تفعيل ما يتميّز به على أرض الواقع سيكون فعلا قام بالسّبق في هذا المجال ، أوضّح ذلك ، يمكن للقائمين عليه أن يربطوا الصّلة بين الكتاب و المشرفين على المنابر الثقافية لما لهم من حظوة في المجال الثقافي و بذلك تتجسّم هذه العلاقات الإفتراضية فعلا ...
14* أبيات شعريّة للشّاعرة و قريبة من نفسها :ج :
فلا وطن للكبرياء
سوى همهمات الريح
على ضفائري
أنا الهاشميّة
من قصيدة " اللغة الجرح"
و
لعليّ صوت أمّي و الصّدى
لي وهم الرّيح تذروني و تستظلّ برمادي، فلم أزل على مشرقين ولم يزل لنا جرح بالطّائف و بكربلاء لن يكتمل...
من هنا مرّوا
مازلنا نغفو على صليل الكلام
ووعد
يبيح المشي على ما تخفّى من فرحنا
مازلنا نخبز الحلم بما يورق من أصابع جدّتي
نركب الغيم
نستسقي الغمام ...
فما نحن إلآ البدء/ الآخر/ الكلّ / أصل الكلام
من " خرافة أعود من غدي"
15* كلمة أخيرة ... للشّاعرة فتحية الهاشميأنا أكره النّهايات و لكن لابدّ لكلّ شيء من نهاية
أشكر هذا الذي اخترع لنا النّات فلولاه ما لتقينا بأحبّتنا هكذا ثمّ الشكر كلّ الشكر للأخوين الفاضلين :
الأستاذ موسى الشيخاني و الفاضلة الشاعرة فائزة النّعيمي على تشريفهما لي بهذا اللقاء و أتمنّى لو صادفتني ليلة القدر أن يجعل الله الوطن العربيّ بيتا واحدا و أن نجتمع كلّنا " كلّ المبدعين" بكلّ مشاربهم تحت سقفه و لو مرّة واحدة كي نؤثّث للحلم .
عن موقع عرار
...