يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
عودته كانت بحجم الفاجعة التي تضعنا
أمام حتمية الأسئلة،
هل من الممكن أن نقول وداعا درويش ؟
هل من الجائز أن نقول لدرويش وداعا ؟
لعل هذين السؤالين المتشابهين المتنافرين
يجعلاننا أمام حقيقة غياب الشاعر محمود درويش
يا اسمي: أين نحن الآن ؟
قل : ما الآن ، ما الغد ؟
ما الزمان وما المكان
وما القديم وما الجديد ؟
سنكون يوما ما نريد
لا الرحلة ابتدأتْ ، ولا الدرب انتهى
هل غياب درويش هو غياب الصوت عن الأرض؟
أم هو صعود الصوت إلى السماء ؟
لقد ظل صوت قصيدته نابضا
بين السماء و الأرض ساكنا كل القلوب
خضراء ، أرض قصيدتي خضراء عالية “
تطِلٌ عليٌ من بطحاء هاويتي “
غريب أنت في معناك . يكفي أن
تكون هناك ، وحدك ، كي تصير
قبيلة“
غنٌيْت كي أزِن المدي المهدور
في وجع الحمامةِ ،
لا لأشْرح ما يقول الله للإنسان ،
لسْت أنا النبيٌ لأدٌعي وحْيا
وأعْلِن أنٌ هاويتي صعود
لكن ما حاله عند وصوله إلى السماء ؟
هل مازال يخب القراءة و الكتابة ؟
و ما حال السمائيين لما يرتفع النشيد؟
أنا لست مني إن أتيت ولم أصِلْ
أنا لست منٌِي إن نطقْت ولم أقلْ
أنا منْ تقول له الحروف الغامضات :
اكتبْ تكنْ !
واقرأْ تجِدْ !
وإذا أردْت القوْل فافعلْ ، يتٌحِدْ
ضدٌاك في المعني “
وباطِنك الشفيف هو القصيد
لقد غاب الشاعر محمود درويش الذي هز أسماع العالم
غاب عن فلسطين التي أعلنته ضميرها وعن تونس التي أعلنته حبيبها ،
إن حقيقة غياب الشاعر الفلسطيني العربي العالمي محمود درويش عنا
تواجهها حقيقة أخرى ...
هزمتْك يا موت الفنون جميعها .
هزمتك يا موت الأغاني في بلاد
الرافدين . مِسلٌة المصريٌ ، مقبرة الفراعنةِ ،
النقوش علي حجارة معبدي هزمتْك
وانتصرتْ ، وأِفْلت من كمائنك
الخلود “
فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريد.