بارتباك شديد,تعثرت وهي تعد الخطوات نحوالمكتب الصغيرحيث تعمل منذ سنوات,تخيلت هذا اللقاء مرات عديدة,لكنها لا تستطيع الان بالذات السيطرة على كوات الجحيم المنبعثة من مسامها,أغمضت عينيها كأنها تمحوكل الصورالقديمة.نظرت في العينين الجميلتين مبتسمة,وهي تمد يدها لمصافحة اليد الناعمة.فيما ارتفع صوت أحدهم:
ـ زميلتنا الجديدة حسناء,زوجة الأستاذ علي.
تكررت الكلمات السامة في داخلها,كصرخات غريق يندفع نحوالقاع.ذكرها جوالمكان بيوم عملها الاول,وحرارة يد الاستاذ علي.التقت عيونهما,فشعرت لاول مرة بالارتياح, تنهدت بعمق,و نسائم عطرغريمتها تغازل حواسها برشاقة مستفزة,تشبه لمسات علي وطعم قبلاته ولهيب أنفاسه .مزق ألم كبيرأحشاءها,عندما تصورت حبيبها في أحضان المرأة الجالسة قبالتها,كل ليلة.دون تفكير,قامت وغادرت القاعة, التقت بالاستاذ علي في الممر,طلب أن يحدثها على انفراد في زاويتهما القديمة,بعد دقائق.
ـ أرجوك لا تخبري حسناء بماكان بيننا.أنا أحبها بصدق,ولاأريد أن أخسرها.فليبق سرنا دفينا إلى الابد.
خانتها الكلمات,تمتمت عدة أصوات بلا معنى, قبل أن يسحبها علي بشكل مفاجئ إلى الركن المنزوي,اعتقدت أنه سيقبلها,لكنه أشارإليها بالسكوت.سمعا خطوات وأصوات,فأصاخا السمع .
ـ اشتقت إليك كثيرا أخيرا,سنكون معا مجددا.
اختلط عليها الامر,اعتقدت أن الزميلة الجديدة تحدث الزوج المختبئ, لكن سرعان ما رد صوت رجولي مألوف:
ـ حبيبتي يجب أن نكون حذرين.سأذهب الآن, أحبك.
خرج الرجل أولا ,ثم تبعته العشيقة بعد لحظات.ظل الشبحان المتلاصقان في الظلام جامدين,تصببت يد علي بالعرق,وكست وجهه صفرة مرعبة عندما تبادلا النظرات.
ـ لابد أن هناك خطأ ما,آسفة.
خرجت وإحساس بالرضا والألم يغمرها,تصورت حبيبها يعود إليها بعد أن يتخلى عن زوجته الخائنة,ليرتمي في حبها الكبير.مرت ساعات, وهي تدفن رأسها في ملفات سميكة,دون أن تجرأ على النظرإلى حسناء,فجأة, خرجت من أحلامها اللذيذة على صرخات كثيرة .خرج الجميع إلى الممر,كان الناس يركضون في كل الاتجاهات,سأل أحدهم:
ـ ماذا يجري؟
ـ الأستاذ علي.....
جرت دون تردد إلى مكتبه, دفعت الاجساد الكثيرة ,عندما وقفت على العتبة,كان علي يتدلى من أعلى, فيما سددت إليها عيناه الجاحظتان نظرة اتهام.