خرجت......وحيدا!
إلى محمود درويش
من أي باب خرجت
وتركت الحصان وحيدا؟
أم هل تركك الحصان وأسرج لليل المترامي
حد الجنون غيابك؟
قد كان في نيتي أن أقيم على إثرك
شيئا من حزن
ومن قصيد,
لكن كم من الحزن يكفي
وكم من الدمع يكفي؟
منك الرحيل ومني ما لاتشتهي
سوى نظرة بائسة وأنة يخامرها التثاؤب,
أيها المار بين الكلمات المفجوعة
لملم أشياءك ودع عنك حزني المنقوع في الهراء
لن يسعفك مني هذا الأنين.
قد كان في نيتي ما كان
لكني آمنت بأنك ربما لن تومن بي
فحضنت شعري وخرجت.
ذاك المساء كان شاحبا
يخالجه بعض القلق وبعض من شك
وتساءلت:
من ترك من؟
هل تركت الشعر أم عندما غاب عنك الشعر
تأبطت الموت وخرجت من الباب
غير آسف على الحصان الذي
كل من العدو على مشارف الغثيان؟
من ترك من؟
أم أنك تركت الركح عاريا
للذين ذرفوا الدموع
ثم عندما خلوا إلى شياطينهم
قالوا الآن لم يعد
وها حصانه فارغ
فهل من مسرج؟
نكتب بعض الحروف ونأسف
لتذكرنا كراريس الأطفال
وتذكرنا أرباب الشعر!
وشربوا الأنخاب ثم رفعوا الصلاة
يستغفرون عنك إثم غيابك
وخرجوا!
وبقيت وحيدا.