هموم قريتي تؤرقني في صمت قاتل ..ولعبة الحياة شائكة..! والإنسان غالبا ما يتقلب مزاجه بسرعة لأتفه الأسباب ... !
هناك في البحر تسقط الأمطار. وتهبط قطرات الماء كخيوط منسج كبير..تتلاعب بها الرياح..تنقطع..تتواصل..تتداخل. وتنكسرعلى صفحة البحر الأزرق. فتتولد فقاقيع ماء تسبح زمنا وتتوسع في شكل دائري ..ثم تنفجر..وتتلاشى.. فتموت نهائيا لتولد من جديد في مكان آخر ... !
الناس في قريتي ما هم إلا فقاقيع يغوصون في زبد الدنيا.. يكابدون يأكلون.. وينامون ليلا.. يعملون تحت الشمس أزمانا. تتغيرألوان جلودهم . يتجعد شعرهم بفعل أشعة الشمس الحارة .. فتنسجم الأجساد مع قيظ الصيف..يقاومون بدون جدوى ..وفي النهاية يتكومون على أنفسهم..فتتلاشى أعصابهم.. وينكمشون في زوايا البيوت حتى تباغتهم الموت .. هم لا يعرفون من الدنيا غير الجزء الذي وُلدوا فيه..؟
على طول الفصول ، يركض الجوع داخل بيوتهم.والسعال الحاد ينخر حناجرهم.. والأمراض القديمة تحيا وتتجول بين الحصائرالبالية بكل حرية.. فتنفجر قلوبهم حقدا وانتقاما..كل ذلك يمرفي صمت قاتل. عقول معطوبة في جسوم مخرومة تنتظرالسكتة
النهائية..!