انفلت الزمن منه بعدة دقائق ... فإذا بسيارة رمادية تقف بجانبه .. لامسها...فقال :
ـ إنها تشبه امرأة جميلة... وثمنها يأتي بخبز كثير... !
لم يتمالك نفسه . وبدأ يعنف صاحب السيارة بصوت مبحوح :
ـ أنت أيها الرقم البشري: سيارتك... !مذياعها يشتكي الهوى. ونغمها إبرة تلسع جسمي، وأنت لا تبالي.. هدير سيارتك مسامير تشك معدتي ... فهي لا تقوى على سماع صوتها ..أمعائي تتقاتل فيما بينها .. وسعار الانتقام يدب في الخلايا الميتة...الناس تأكل اللحم المطحون..تقتات بشرائح اللحم الطرية...تشرب الماء المعدني...تنتشي بعروق الكرم إلى حد الشبع..وتتلهى بأجساد فائضة عن البشر.. لو كان جسدي يؤكل لأكلته الذئاب البشرية قبل أن ينضج .. هل أنا مجنون..؟ هل أنا...؟ أريد أن أعرف من أنا..؟