لقطات قصصية....؟
بالأمس قرأ في جريدة ما .. هناك حساب في البنك وحساب عند الله ، فخرج كأنه يمشي على أيدي الموت إلى مقبرة حـيّـه، جلس على حافة قـبر صاحبه ينبش صمته، يسأله: ماذا وجدت هناك داخل قبرك..؟ قضى ساعة من الزمن وهو يكرر السؤال عدة مرات .. لم يجـبه أحد.. احتار في أمره .. فعزم أن يسحب قدراً من المال ليتصدق به على فقراء حيه قبل أن يلحق به..وعاد باسماً إلى بيته كفلاح تنسم ريح مطر غـزيــر..
***
جلست أسأل نفسي ، مكسوراً على جدار متهرئ ، هل انتهى زمان الحمق ..؟ بعدما رأيت كل الخلائق البشرية تـتحامق.. فتحامقـت معهم يوماً في شارع مكـتظ بالمارة ، أوقـفـني شرطي وهو حازم في أمره..؟ أدخل يده اليمنى في جيبه ليخرج الأصفاد، فأخرجت لساني في وجهه.. تركته يتدلدل على شفتي السفلى ، فكتم ضحكـته بيده اليسرى ، فخرجت يده فارغة بدون أصفاد ..
***
في بلاد الغربة ،اشتـقت إلي بلدي .. ولما عزمت على السفر ، ضمخـت جسمي بعطر نادر ، شمه العسس من بعيد ، أوقـفوني .. قال أحدهم : رائحة المتـفجرات تـفوح من جسمك ، وتـنتـشر بين الدروب والأزقة .. فتشوا ملابـسي .. تنصتوا على قلبي ، قاسوا صبيب دمي، مسحوا لساني بليقة ليقيسوا مقدار اللعاب فيه .. شقوا قلبي .. وبقي عندهم مدة من الزمن..؟ قلت لهم ودموعي تـلمع في كلماتي : ماذا وجدتم ..؟ قالوا وجدنا قلبك يتـفجر بالمحبة والسلام ..هيا انصرف قبل أن نغير رأيـــــــــــنا ...؟
***
سألت عن الطريق ..؟ قالت: سر عن يمينك، نظرت وما وجدت طريقـاً. سألت آخــر.. قال: سر عن يسارك .. نظرت وما وجدت طريقـاً.. وأنت..؟ نظر إليّ في إشفاق.. فلم يجب .. واختفى بسرعة بين البشر.. فبقيت حائراً .. قلت في نفسي:لا زالت طريق بني آدم معوجة وملتوية.. فلن أصل أبداً .. لا اليوم ولا غداً ..
***
نقـل أمه على وجه السرعة ليلا إلى المستعجلات .. وقف أمام الشباك لأداء واجبات الصندوق .. قال له الموظف من داخله : انتهى دفتر الإيصال .. يمكـنك أن تذهب إلى الشباك الآخر في الطابق العـلوي ..
والتغطية الصحية.. ؟ أين وصلت ..؟ ولماذا يقـتطعون كل شهر قبل الأوان ..؟ نظر الموظف في ساعـته وقال: بقي زمن ساعـتين، وتدخل حيــز التـنفيذ..
كانت أمه ممددة على الأرض ، وبـرْدُ الأرض الإسمنتية يقرص ظهرها .. تفتح عينيها بيـن الفينة والأخرى ، وتشيـر بأصبعها .. كأنها تطلب مساعدة عاجلة...؟ أصحاب البدلات البيضاء يمرون ويمرون ولا يتوقفون ..
وصل إلى الشباك .. أخذ الوصل، ورجع مسرعاً، فوجد أمه قد أغمضت عينيها إلى الأبد..؟ وبسرعة نشروا عليها وزرة بيضاء كانت تـلبسها إحدى الممرضات ..