من شاعر بعيد ... زمنيا إلى عدنان أبو أندلس مع التحية لطالما كان البعد وصفا للمسافات كامتياز حصري لكني قد لا أستغرب ذاتي إذ أستعير البعد زمنيا فلطالما استعرت أمورا لأقحمها عنوة في أمور أخرى. ولربما لا يمكن عرفا أن يقوم شاعر أو شويعر صغير مغمور مثلي أن ينقد ناقده لكني ملتمسا لمحبتك راجيا أن أكون أكثر من طبيب لأسنانك المتهالكة .. سأفعل ! فلطالما كان نزار كنز الأدب العربي الثمين وكان التعرض له أدبا بصورة عامة وشعرا بصورة خاصة محاطا بالكثير من الاعتراضات والتشدد ذاك التشدد الذي أحاول أن ابتعد عنه كلما غنى أحد الطالعين من نوافذ الفراغ – وما أكثرهم – رائعة لعبد الحليم . أنا لم أبدأ بعد فما قصدت أن أصف معزوفتك التي لم تخترق حدود تشددي .. لكني أردت أن أبين موقفي من النزاريات التي شغلت الدنيا عن الدنيا وجعلت للشعر العربي ألوانا وعطورا أخرى ... أنني لا أنكر أن كثير امن شعراء العراق يمسهم نزار في الصميم لكن أود استعارة نزار من عليائه ليكون لي شاهدا في معركتي الهادئة لإعادة ولو لجزء من كيان القافية الى الشعر .. وعودة الى معزوفة الدمشقي التي أرى بانها قد خرقت حدود مدينتنا الفقيرة لتثير من جديد غيبوبة لذيذة لطالما أطاحت بقلوب الشباب ،لتعود بنا الى ذات الكلمات التي ابكت وأضحكت كثيرا من النفوس . اذ لايزال صاحبنا بروحه الشفافة مرفرفا على أعتاب قصائدنا . لكني أعود لقضيتي .... لماذا ؟ اذا كان نزار نفسه قد أطلق انتاجه الحلو في أسواق الشعر الحر مختوما بختم القافية لكن بعلامته الأدبية هو . برأيي ان حلاوة شعره قد أعمت الناس عن كل الحلويات ! ولعله صار متنبيا آخر... باقيا مثالا أبديا... يصلب على صليب التكرار والإعادة لكل من جاء بعده ! إن سحر القافية هو الذي يجعل الشعر علبة أسرار مفتوحة . ليس في شعرنا فحسب بل لعله في كل لغات وأشعار وآداب العالم .لقد حطم بدر قيد الأوزان لكنه ظل إلى حد لا ينكر جالسا في ظل القافية محتسبا وما إن جاء صاحبنا بثورته العارمة مدخلا ما لم يدخل من قبل في شعر الضاد حتى عرفنا سحر القافية على أصوله فلماذا لا يكون الشعر حرا حرا مكتملا لكل مقومات الحرية لكنه متمسكا بعذوبة القافية ... رائحة الأجداد التي لا تذوي ، نافين بأن تكون أشعارنا تؤامة لترجمة بعيدة كما فعل عملاقنا الجواهري حينما ترجم عن الفرنسية قصيدة (لا تذعه ) بتصرف مطلق أطلق فيه رونقا خالدا وهو ..... الجواهري طبعا انني لا أدعو لعودة الى صحاري المهلهل بن أبي ربيعة ،، لكنني في الوقت ذاته لا نريد أن ندخل في غابات اسكندنافية ونخوض في مستنقعات أمازونية أما عن نفسي ،،فأنا أخشى على نفسي من أن أظل راهبا نزاريا حتى الحرف الأخير . أبارك معزوفتنا الدمشقية مباركة الوالد الذي يخشى على ابنته من حتمية الحب ! ولعلي أفرح بالبعد الزمني أكثر مما أخشاه معك إذ إنني أعلن مودتي على رؤوس الأشهاد لعلها ترجو القبول ضمن ألحانك المعزوفة والتي لم تعزف بعد ! الدكتور حيدر علي ألشمر
الرئيسية