مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السفر مع سها جلال جودت الى حيث يبكي القمر__________فهد عنترالدوخـــي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فهد عنتر الدوخي




عدد المساهمات : 41
تاريخ التسجيل : 14/12/2010
العمر : 67
الموقع : المجمع العربي لاصدقاء اللغه العربيه

السفر مع سها جلال جودت الى حيث يبكي القمر__________فهد عنترالدوخـــي  Empty
مُساهمةموضوع: السفر مع سها جلال جودت الى حيث يبكي القمر__________فهد عنترالدوخـــي    السفر مع سها جلال جودت الى حيث يبكي القمر__________فهد عنترالدوخـــي  Empty8/4/2011, 00:50

السفر مع سها جلال جودت الى حيث يبكي القمر__________فهد عنتر الدوخي. تسنى لي التحليق في فضاءات رواية( السفر الى حيث يبكي القمر) للأديبه والكاتبه المميزه سها جلال جودت, بخفة طائر وفي أجواء رحبه ,ولم أتصور نفسي بعيدا عن فضولها وهي تتنقل على بساط منقوش من ذاكرة مجتمع تحفه تقاليد وقيم موروثه ميزته عن المجتمعات الأخرى, أذ أن كل مكون فيه تستعر في داخله مقومات العبث بالأشياء ومحاولة تحسينها وتقديمها بصوره موروث يعكس حركتها وحجم تأثيرها بين المكونات الأخرى, وكما يبدوا فأن المغامره وحدها هي التي تلبي جموح هذه المكنونات من خلال الروايه التي تلتصق بذاكرة المجتمع والتي تظهر أنعكاس ومتنفس عناصرها التي لاتقتصر على العنصر البشري وحده بل تلتحم معه أجزاء اللوحه التي تكملها ,وهي البيئه التي تحتضنه والزمن الذي ينظم سعيه والأحداث التي ترمز الى ذاكرته وتمنحه هذا العنفوان وهذا الرقي. وقد يتذوق القارئ طعم هذه الأيحاءات والدلالات عندما يغور في أعماق النص بجوه المفتوح المترامي وبلغته السليمه وبساطة الأفكار التي توظف فيه وواقعيتها دون تجاوز العنصر الرمزي الذي يلمع العمل ويعطيه شئ من السلطنه والبهرجه.
وتأكيدا لما ذهبت اليه تقول الروائيه سها جلال جودت؛( أنا أكتب الروايه من أجل الأخرين,لكنني لاأخرج عن رؤيتي للواقع المرير الذي يعيشه البطل).
أن من يرافق سها في رحلتها اوسفرها الى حيث يبكي القمر يجد أن الدلاله الرمزيه جاءت متوافقه مع العنوان الذي تم أختياره بمهنيه عاليه وأحتراف رمزي راق كمدخل اورؤيه لما ستؤول اليه أحداثها, الأمر الذي جعلها تتناوب في الشد والحل وهي تحرك ابطالها على خارطة العمل, الصبي الذي يتصفح افق الذكريات في طفولته عندما لم ينل نصيبا من الدراسه رغم الموهبه والذكاء المخزون في خلده أذ أن أجاباته على أسئلة المحقق جاءت جميله وممتعه وفيها كثيرا من التلقائيه والصدق مع النفس :
إذا تزوجت كم ولداً تفكر أن تنجب؟‏
- حوالي العشرين !‏
بدهشة ٍ واضحة النبرة سألني :‏
- لمَ؟‏
- كي أكون صاحب عشيرة !‏
- لمَ ؟‏
- ليدافعوا عني في صدّ المشاكل !!‏
- أتحب المشاكل ؟‏
-.......... .........‏
- إذا تمرد أحد أولادك عليك، ما تفعل ؟‏
- أطرده !!‏
- هل تحب أخوتك ؟‏
- فقط أختي فريدة !!‏
- لماذا؟‏
-.......... .....‏
- هل تخاف من العمل ؟‏
- لا !‏
- هل حلمت برئاسة مركز ما ؟‏
- نعم‏
أ- مثل ماذا ؟‏
- رئيس عصابة لسرقة الكروم، كما حلمت بشراء مسدس!!‏
ومن مقتنياتها الجميله التي وظفتها بشكل ممتع وأخاذ ولم تذهب بعيدا عن تناول أحداث ومجريات حياتنا اليوميه من خلال رسم أدوار تبكينا تاره وتفرحنا تارة اخرى, أذ تغمرنا بنفحات من البساطه والعفويه والديناميكيه وهي تتفاعل مع البيئه التي يتمحور داخلها الناس البسطاء بفعالياتهم وهم ينشدون العيش بيسر دون أن يبسط الشك أوزاره في نفوسهم ودون أن تنتفي علاقات التوحد والأمان بينهم, لذلك فأننا نجد في ترتيب تلك الموجودات صوره معبره وغنيه وغزيره بمفرداتها وجملها الممتعه, ونلحظ المناخ الذي يؤطر أصحابها مسحوب من آفاق حياة مجتمع متجانس ومتآلف تبرز فيه السجايا الأنسانيه بكل مسمياتها الغريزيه, الموروثه,المكتسبه, الذهنيه, التي تشكل معالم وجه المدينه الذي الفناه.
وتسند ذلك بقولها( أن الروايه عالم مفتوح على كل الأجناس الأدبيه, فهي اي الروايه تختزل الزمن وتتعدى المكان, وكلما أقترب الكاتب من القارئ كلما كان أكثر ابداعا)..

سها جلال جودت الكاتبه والروائيه والفنانه ذهبت بنا الى حيث يبكي القمر, في فصول منها أبكتنا فتناثرت المشاعر الجياشه على مآقينا وبتلك الريشه الماهره والتي الفناها وهي تحدد مصائر ابطالها نجد فصولا أخرى يبرز فيها الدافع الأنساني ومبعثه الحب الذي يزين روح الأنسان السوي ويمنحه القدره على التفاعل مع الآخرين
وجذبهم من خلال توجيه رساله امان وسلام وصدق.
- على مهلك يا عم، هات يدك !‏
خامرني إحساس غريب وأنا أمسك بيده بأني أعرفه منذ زمن بعيد، أحسست كأنه يعرفني منذ زمن بعيدٍ أيضاً! أبدى الرجل ارتياحاً من وجودي إلى جانبه، وقبل أن يترك أحدنا الآخر سألني:‏
- أتزور أحداً؟.‏
وكان عليّ أن أكذب :‏
- نعم كنت أزور قبر أخي الصغير!.‏
- لا حول ولا قوة إلا بالله.‏
ضرب الأرض بعصاه، وبصوتٍ جهوري راح يردد:‏
- لله يا محسنين... لله.... !‏

أن اللغه التي تكتب بها الأستاذه سها تقترب من لغة الأطفال العائدين من مدارسهم تغمرهم سعاده تلقائيه وهم يتبارون في اناشيدهم ودروسهم, وأحاديث أمهاتنا وأخواتنا وحبيباتنا وهن يفترشن عتبات المنازل الضيقه في حاراتنا الشعبيه, لغة الفقراء والمتعففين , الفلاح الذي يستنهض الهمم ليعمر الارض ويمنحها جهده وعرقه لتزهر الحياة بكده والعامل في ورشة عمله يصنع الحياةأنها لغه حيه,جميله, ممتعه, واقعيه,بسيطه,, فيها الحس الأنساني الذي يسموا فوق الميول والمعتقدات.
أن رسم الأحداث بهذه الكيفيه كان أستجابه طوعيه وواعيه لتفاعلات مجتمع بكل الوانه ليتلائم مع تطور الحياة وتبدلاتها, أذلم يكن أستعراضها لتلك المجاميع تقريريا أوأستهلايا بقدر ماكان موضوعيا وعقلانيا ومنطقيا وقد لايغيب عن ذهن المتلقي أن يؤمن بالفكره ويتفاعل معها بروحه المتطلعه ويعتبر نفسه صوره مصغره منها أو حتى جزء صغير غير أنه مؤثر وهنا نقرأ في فصل منها:
في البيت كان إخوتي ينامون على الأرض بلا غطاءٍ وبلا فراش ٍ وأختي فريدة متكورة مثل حمامة ورقاء حزينة! راعني المشهد، كادت دموعي تتساقط، كان قلبي ينبض بارتعاش ٍ باردٍ !!‏
أيقظت أختي بهدوءٍ :‏
- فريدة، فريدة انهضي، وحين فتحت عينيها فركتهما ونظرت في وجهي ثم نهضت من غير أن تقول شيئاً.‏
ساعدتها على مدّ الفراش ووضع "المخدات"، حملتهم واحداً واحداً إلى الفراش، ما أذكره عن الليلة تلك أني كنت شبه نائم، وفي الصباح تأملت الوجوه، كانت فريدة مثل ملاك طاهر فردّ خصلات الشعر على "المخدة" فاحتوتها، اقتربت منها همست برفق ٍ :‏
- فريدة... انهضي.‏
فتحت عينيها وبخفوتٍ واضح ٍ قالت :‏
- صباح الخير.‏
- صباح النور.‏
أورثني استيقاظهم متوعكين من الكآبة والحزن على ترك أمي البيت بعد شجارها مع أبي حين خرجت جدتي شعوراً بالكره نحوها هذه التي تتركنا ولا تجعلنا نشعر بمعنى الحنان والهدوء والأمان، واحدة مثلها لا تستحق أن تكون أماً!!‏
أ ن الشهادات التي وظفت في هذا العمل الكبير تستدعي الوقوف عند كل جمله اوعند كل مفرده لنعطيها حقها في التأمل والتحليل ولنضعها في ميزان الأعمال الخالده التي تضيف معينا جديده للروايه العربيه ,للمكتبه الثقافيه,للباحثين, للأكاديميين,لكتاب القصه, للشعراء, للناشطين في مجال الأعلام والصحافه, انها بحق روايه تلم بعناصر القصه الطويله وتجمع مكوناتها كافه وكما اسلفنا, لذلك أقول أن من أصعب الأمور على القاص أن يلم بهذا الكم الهائل من المواقف,والمشاعر والأنفعالات والتوترات, والحوارات,, الدلاله الظرفيه بما فيها الزمان والمكان, السيناريو, الجمله الشعريه, المعلومه التاريخيه,,,, الغايه المطلوبه, الدروس المستوحاة من الفكره,البحث عن مكامن الفضيله, وتوخي أشاعة الأنحلال والرذيله, اللغه الفصيحه الخاليه من العجمه, والتذكير والتأنيث, وصف الأشياء,, الأسماء, الخ
وهنا لابد من التماس العذرمن أحبتي الكرام والذين سيقرأون أهتمامي الكبيربرواية الكاتبه سها جلال جودت وبتلك الكلمات البسيطه المتواضعه التي دونتهااعتبرها من أضعف اأيمان أدعوكم الى تصفحها من خلال الشبكه العنكبوتيه, أذلم تقع بين يدي طبعتها الورقيه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السفر مع سها جلال جودت الى حيث يبكي القمر__________فهد عنترالدوخـــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مرحبا بسها جلال جودت
» على قبرك وردة / بقلم سها جلال جودت
» الأديبة القاصة و الشاعرة سها جلال جودت بننا في مدارات
» من أحلام السفر ,
» رباعيات جلال الدين الرومي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات-
انتقل الى: