مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد داني
مشرف



عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
الموقع : daniibdae.blogspot.com

قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء) Empty
مُساهمةموضوع: قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء)   قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء) Empty26/9/2010, 15:11

1. رحيل وبقاء (محمد منير)






ماض ..
أحث الحرف
كي يرسمني قصيدا
يفتض بكارة صمتي
يجعل مني ومضا يدثر سوادي
ماض..
ونبض الخطو
يقرئني سلام تعب
يترقبني على حافة القلب
كي يزفني لليل عريس سواد .. طاقية إخفاء .. خيال ظل تراقصه صبايا الحي ،
تغازله الفراشات ، تبثه الأقمار أقصوصة هرب منها القفل /السرد/النبض المسمى أنا..
لا وقت يكفي البحر لاختزال الومض في بضع موجات .. لا وقت له كي يطوي الليل
ويتوسد صخر العمر .. وأناي هاربة مني ، ماضية بي في عمقه . بلا هواء؟؟؟
صدري حلم خطوه .. ويعلن للبحر :
أن الليل وجه البحر الشارد
الحالم بنجمات
تخيط الومض في عينيه
وتعيد لي ..
أناي



ماض ..
لا شيء يشدني للأرض
سوى وجه أبي
و صراخ أمي
ألاّ أقفل الباب خلفي
و أتوه

تبدأ قصيدة (رحيل وبقاء) باللحظة التي تقرر فيها الذات الشاعرة المضي.. وحث الحرف ... وهي بداية تعتمد على الإخبار المعتمد على الصفة المشبهة، وهي اسم الفاعل(ماض)...
وتفاجئنا هذه الذات الشاعرة بالسبب، والعلة التي جعلتها تمضي في حثها للحرف، واستمراريتها في غوايته وإغرائه...إنها تقوم بعملية الغواية من أجل هدف واحد...
ماض...
أحث الحرف
بعد هذا المقطع الافتتاحي، نجد الذات الشاعرة تنزع نزوعا لتبين العلة.. وهي محاولة لتبرير موقفها الذي سيأتي من بعد هذا الإخبار.. وعندما ننتبه إلى هذا التبرير نجد فيه توالي مجموعة من الأفعال المضارعة:
الإخبار(ماض أحث الحرف) السبب(كي) والتبرير

النتيجة

يرسمني يفتض يجعل مني يدثر
نلاحظ أن في هذا المقطع الإخباري الذي تتعدى به الذات الشاعرة عتبة الدهشة والإدهاش،يتضمن أربعة أفعال مضارعة ، تبريرية... فهي مستمرة في إغرائها، وغوايتها للحرف من أجل أن يرسمها قصيدة، ويفتض بكارة صمته، ويجعل منه ومضا يغطي به سواده..
وهي أفعال تدل على الحركة والدينامية، والتحول من حالة إلى حالة أخرى.... إنها حالة من المخاض تعيشها الذات الشاعرة، وهي تستحضر القصيد...
ماض..
أحث الحرف
كي يرسمني قصيدا
يفتض بكارة صمتي
يجعل مني ومضا يدثر سوادي
فنجد الذات الشاعرة في إخبارها، أو على الأصح عن طريق السرد الإخباري، تنتقل من الكلي المتمثل في المضي ، والحث والإغراء، إلى الجزئي.. حيث تتجزأ اللوحة الشعرية إلى أفعال أربعة، ينتج عنها أربع لوحات مستقلة... لكنها مترابطة فيما بينها، لتعطينا الحالة العامة للذات الشاعرة. وهذه اللوحات الجزئية، هي: الرسم، والافتضاض، والتحول والصيرورة، والتدثر، والادثار...
غن الذات الشاعرة لها طقوسها في قول الشعر وكتابته.. الشعر لا يأتيها هكذا...بل يخضع عندها إلى تحولات، وتغيرات نفسية وفيزيولوجية.. وهذا يبين أن الذات الشاعرة تولي للشعر كل اهتمامها.. وكل نفسها وروحها..وأن القصيدة أو الشعر عندها يخضع لحالات...أولها : استحضار شعور و رغبة الكتابة...وهذا الشعور هو نوع من القلق الإبداعي...يتم فيه استحضار الحروف، والذي يتم فيه تمثل الموضوع وشكل القصيدة...ثم الرسم قصيدة... وهو التحول المهم والهام جدا...إذ تتدفق الذات الشاعرة قصيدة من خلالها تفتضح سر الصمت.. وتتكشف حالات التغير التي كانت عليها الذات الشاعرة... فنقف على مكنونها..
فالحرف عندما يتعرض للإغواء، والإغراء، يقوم ساعتها برسم القصيدة.. ثم بافتضاض الصمت الذي كان يخيم على المكان... ثم يحول الذات الشاعرة إلى ومض وبريق...يغطي كل السواد الذي تغشى الذات الشاعرة...
ماذا نفهم من خلال هذه الحركات الصاخبة؟..والمغيرة؟...
إنها حالة تغير ، تنتقل فيها الذات الشاعرة من حالة سكون إلى حالة صخب.. ومن حالة عقم إلى حالة خصوبة... ومن حالة قلق إلى حالة سكون.. ومن حالة سواد إلى حالة بياض... ومن حالة إظلام إلى حالة إضاءة...
إنها تنقل من حالة نفسية إلى حالة نفسية مغايرة.. وبالتالي يصبح الشعر عند الذات الشاعرة أداة للتنفيس.. والتذويب، واستجلاء كل شعور بالضيق.. وما شابهه... ولا يتوقف التغيير عند هذا الحد.. بل يستمر المضي ليصل الشاعر بالذات إلى منتهاها... ويصل بها إلى كمالها... فهل هو نوع من البحث عن صفاء النفس الكلي؟...هل هو نوع من البحث عن الكمال، وإزالة كل نقص؟..
هنا يظهر معطى جديد.. وهو أن في هذا المضي، يظهر عامل ثان، وهو مرافقة النبض لهذا المضي... ليتم التركيز على الأفعال والتحولات التي ستنتج عن هذا النبض...
ومرة أخرى نجد هذه الأفعال المضارعة(الحاضر والاستقبال)(يقرئني- يترقبني)، ترتبط بالخطوات ونبضها.. وتقوم بعمليتين أساسيتين، لاستكمال اللوحة التجزيئية التي جاءت في المقطع الإخباري الأول، هاتين العمليتين هما: قراءة السلام، والترقب...
فنجد الذات الشاعرة، تلجأ إلى إكمال الممكن الذي يأخذ شكل أفعال مضارعة متوالية.. لتكون منها الذات الشاعرة صورة نفسية واضحة المعالم... فنجد أن قراءة السلام، وترقب الذات الشاعرة على حافة القلب، لسبب واحد.. وهو الوصول إلى الكمال النفسي.. والوصول إلى حالة من الرضى عن الذات.. والوصول إلى مرحلة من الهدوء والسكون،والصفاء النفسي...
لذا مقام الحال يتطلب تبيينا ، وتوضيحا للفعل، وذلك باستجلاء أسبابه، ومسبباته. فتأتي (كي) مفتاح كل دلالات القصيدة...
كي - يزفني لليل عريس سواد
- يزفني طاقة إخفاء
- يزفني خيال ظل

- تراقصه صبايا الحي - تغازله الفراشات تبثه - الأقمار أقصوصة هرب
كل هذه التحولات تفسر شيئا واحدا.. البحث عن الحياة.. والوصول إلى المنتهى... فهذا الخطو يزف الذات الشاعرة إلى ليل عريسا اقترن بالسواد.. وذاتا خفية، وخيال ظل لا ملامح جسدية لها.. هذا يدل على الحالة القاتمة، والنفسية التي عليها هذه الذات قبل القصيدة.. وأثناء مخاضها... وبالتالي يصبح الشعر، ولادة القصيدة تغير حالة ، أو تنقلا من حالة إلى أخرى.. فنجد أن السرد، والشعر يتساوى مع الذات.. ويصبحان والذات شيئا واحدا...
ماض...
ونبض الخطو...
يقرئني سلام تعب
يترقبني على حافة القلب
كي يزفني لليل عريس سواد.. طاقية إخفاء.. خيال ظل تراقصه صبايا الحي.. تغازله الفراشات.. تبثه الأقمار أقصوصة هرب منها القفل/ السرد/ النبض المسمى أنا...
ونتبين في استعراض القصيدة، حالة الفراغ التي عليها الذات الشاعرة، والقلق العارم الذي ينتابها وهي في حالة استحضار للحرف، لترسم عوالمها...
إنها تدخل المجهول الذي تهرب فيه النفس للحظات.. هنا تصرخ الذات الشاعرة، لتبين أن الأمر عندها شيء عاد... وبالتالي تستعمل النفي لإثبات الوجود.. فتتكرر جملة (لا وقت) مرتين.. ليصبح هذا التكرار تأكيدا.. وهو أن ما دامت النفس هاربة من الذات الشاعرة ، فإن البحر لا يكفيه الوقت لاختزال الومض في قليل من الموجات، ولا وقت يكفيه لطي الليل ، وتوسد صخر العمر...
هنا نجد الذات الشاعرة وظفت بعض التضاد(الومض والموج والليل، والصخر)، والتي يقابلها البحر وعمقه..
إنها استعارات لشيء واحد.. وهو القلق الذي يعتري النفس، ويطوح بها بعيدا في صمتها، وغربتها، وتلبسها، وقلقها.. وشعورها بالضيق..
والذات الشاعرة تقوم بكل هذه الحرات ، والتنقيلات، والتحولات ، للخروج من هذه الحالة إلى حالة صفاء، وسكون، وارتياح...
وكما نعلم عمق البحر يتصف بالمجهول... والسرية، والغيبية.. ولذا أنا الذات الشاعرة تشبه هذا العمق البحري، من حيث شساعته، وفراغه السحيق... فهذا التوظيف الرمزي للطبيعة الحية للتعبير عن دواخل الذات، ونفسيتها.. جعل القصيدة تتميز بمسحة من القلق ، والحزن، والسوداوية...
لا وقت يكفي البحر لاختزال الومض في بعض موجات .. لا وقت كي يطوي الليل ويتوسد صخر العمر..وأناي هاربة مني.. ماضية بي في عمقه.. بلا هواء؟؟....
صدري حلم خطوه.. ويعلن للبحر:
أن الليل وجه البحر الشارد.
الحالم بنجمات...
تخيط الومض في عينيه..
وتعيد لي..
أناي
ويأتي المقطع الثالث:
ماض...
لا شيء يشدني للأرض
سوى وجه أبي
وصراخ أمي
ألا أقفل الباب خلفي
وأتوه
ليكون قفلة لهذه القصيدة... يلخص فيه حالته،وخلاصته الحياتية.. ونستشف منها مدى القلق ، والضيق الذي تحسه الذات الشاعرة في هذا الوجود...
وما يلفت انتباهنا في القصيدة هو اعتمادها على الصورة المجازية، ووضوح عنصر الحركة فيها.. حتى بدت الموجودات فيها قد استعارت ملامح الحياة، ومظاهر الحركة والنماء...
فالحرف يأخذ ملامح الحياة(يرسم- يفتض- يجعل ويصير)، والخطو كذلك (يقرئ- يترقب- يزف).. والبحر تركبه دينامية إنسانية (يعلن)، وتركبه انفعالات، وحالات ...
وهو معطى جاء نتيجة الفيض الإنساني الذي يغمر الذات الشاعرة.. وتصبغ بها فعلها الشعري، والطبيعة المحيطة بها.. وذلك كله للارتقاء بفنيته وشاعريته، إلى مستوى من الإبهار والدهشة ، والجمالية..
وعندما نلاحظ الأفعال الموظفة في القصيدة، نجد ورود الفعل الدال على الفعل الحقيقي، والمتميز عن افعل الدال على محض الرغبة في تحققه ، أو ما عد منها من الأماني والرجاء.. وهذا له دلالته النفسية في واقع الشخصية، تجد امتدادها...
فنجد الشاعر يعتمد الأفعال الممكنة التحقق، التي يكتفي عادة فيها بصيغة الفعل العادي(أحث- يرسمني- يجعل- يزفني- تبثه- هرب- يطوي- يعلن- تخيط- تعيد- يشدني- أقفل- أتوه)...
وإذا ما بعد الفعل عن التحقق الفعلي أو الإمكان في التحقق ودخل منطقة الأمنيات، والأفعال المتخيلة المرتجاة، كان لجوء الشاعر إلى تضعيف الفعل أحوج، وذلك إمعانا في طلب الرغبة في التحقق وتوكيدا لها...
الفعل المزيد طبيعة الفعل
يفتض بكارتي متخيل مأمول
يدثر سوادي متخيل مأمول
يترقبني على حافة القلب متخيل مأمول
وإذا كانت القصيدة في جزئها الأول قد شهد بروز عنصر التضاد اللغوي في شكل بنائها، إذ يتعلق بالرحيل، ويتمثل في الكلمة(ماض).. فإن الجزء الثاني ، يشهد زوال هذا التضاد، إذ يتعلق بالبقاء ن ويتمثل في (لا شيء.... سوى...).. وهو تبدل اقتضته طبيعة بناء القصيدة.
كما نجد القصيدة تعتمد على التقابل والتناسب الصوتي، الذي يخلق نوعا من الإيقاع الصوتي:
- يرسمني- يقرئني- يترقبني- يزفني.
- تراقصه- تغازله.
- هاربة- ماضية.
- عمقه- خطوه.
كما أن ثمة عناصر في القصيدة تلقي الضوء على واقع الشخصية، كاشفة عن بعض جوانب أزمتها ، وقلقها، واضطرابها، ومفصحة عن الدلالات الفكرية للبناء الفني بأسره.
والكلمات التالية في طيات القصيدة ، تبين لنا ذلكSad بكارة صمتي- سوادي- سلام تعب- عريس سواد- هرب منها- بلا هواء- الشارد- تعيد لي- لا شيء يشدني)...
فهذه الألفاظ الموظفة ، رمز وإشارة للحالة النفسية التي كانت عليها الذات الشاعرة أثناء ولادة القصيدة، وما كانت تعرفه من قلق، وصخب نفسي، واضطراب...
هكذا تفتح هذه القصيدة (رحيل وبقاء) عوالمنا على تعددات قرائية كثيرة...وتجعلها تقف على أساليبها...وفنياتها...
قد استطاع محمد منير أن يخلق بناء فنيا متوهجا،له خطابه الخاص والذي لا يخلو من إبداعية وجمالية...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد منير
مؤسس
محمد منير


عدد المساهمات : 1898
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
العمر : 59

قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء) Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء)   قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء) Empty27/9/2010, 22:08




أخي الغالي محمد داني
شكرا لابحارك الجميل في عوالم نصنا المتواضع
لقد كسوته بلباس الجمال استاذي العزيز
أتمنى أن أكون عند حسن ظنك دائما
مع كل المحبة والتقدير
تحيتي

..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة أسلوبية لقصدية محمد منير(رحيل وبقاء)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رحيل الشاعر المغربي محمد زرويل
» قراءة في التجربة القصصية لأحمد بوزفور .. محمد رمصيص
» قراءة في قصيدة جراة / سمر محمد
» اشراقات جمالية وفنية في قصص محمد منير
» كل عيد و أنت محمد منير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: