مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سادن الوجع الجليل

اذهب الى الأسفل 
+2
مدارات
يحيى السماوي
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يحيى السماوي




عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

سادن الوجع الجليل Empty
مُساهمةموضوع: سادن الوجع الجليل   سادن الوجع الجليل Empty10/2/2008, 11:02

عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي . .
وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !

وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم
وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !

وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى
أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ

وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى
بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ (1)


وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةً
شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي

كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبــوحةٌ
أزهــــارُها ... ويبيسةٌ أعنابي

شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولـهِ
قيظٌ .. وظمــآنُ الغيومِ سحابي

طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ
ألقى به عصـــفاً وعودَ ثقابِ

حتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِ
ألفيتُني ميتـــاً بنبضِ ثيــابِ

يتقاتل الضِـــدّان بين أضالعي :
عَزْمُ اليقــــينِ وحيرةُ المرتابِ

صُبْحي بلا شمــسِ .. وأما أنجمي
فَبَريقُ بارودٍ وومــــضُ حرابِ

روحي تمصُّ لظى الهجــيرِ وَتَسْتَقي
شفتاي من دمـــعٍ ووهجِ سرابِ

أرفو بخيطِ الذكرياتِ حشـــاشةً
خَرَمَتْ ملاءَتَها نِصــــالُ غيابِ

الدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُهـــا
إنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحبــاب؟

عابوا على قلبي قنــــاعةَ نَبْضِهِ
أنَّ الردى في العشــقِ ليس بِعابِ

أنا سادنُ الوَجَـــعِ الجليلِ خَبَرْتُهُ
طفــلاً .. وها قـارَبْتُ يومَ ذهابي

صـــوفيَّةَ النـــيرانِ لا تترفَّقي
بيْ لو أتيتُكِ حامـــــلاً أحطابي

قـد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقي
ما أَبْقَتِ الأيـــــامُ من أعشابي

أنا طِفْلُكِ الشيـخُ ... ابتدأتُ كهولتي
من قبــلِ بـــدءِ طفولتي وشبابي

لَعِبَتْ بي الأيـــــامُ حتى أَدْمَنَتْ
وَجَعي .. وَخَـــرَّزَتِ العثارُ شِعابي

يحدو بقافلتي الضَـــــياعُ كأنني
للـحـزنِ راحٌ والهمـــومِ خوابي (2)

إنْ تفتحي بــابَ العتـــابِ فإنني
أَغْلَقْتُ في وجـــــهِ الملامةِ بابي

أهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعـْتُ بداهتي
وأَضــاعني في ليــــلهِ تِغْرابي

كلُّ الــذي أدريـــهِ أني بَذْرَةٌ
أَمّا هــواكِ فجـــدولي وتُرابي

نَزَقي عفيفٌ كالطـــفولةِ فاهدئي
أنا طفلكِ المفـــطومُ .. لا ترتابي

الشيبُ ؟ ذا زَبَــدُ السنين رمى به
موجُ الحيــــاةِ على فتىً متصابي

"ستٌ وخمسون" انتهين وليــس من
فرحٍ أُخيــــطُ به فتوقَ عذابي !

الدغل والزُقّــــومُ فوق موائدي
والقيـــــحُ والغِسلينُ في أكوابي (3)

أحبيبة الوجــــع الجليل مصيبتي
أن العــــراق اليومَ غاب ذئابِ

لو كـــــان يفتح للمشردِ بابه
لأتيتُهُ زحــفــــاً على أهدابي

وطويتُ خيمةَ غربتي لو أنهــــا
عَرَفَتْ أمانــاً في العراق روابـي

أوقفتُ ناعـوري على بستانِـــهِ
وعلى دجــــاهُ المستريب شهابي

عانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِهـــــا
روحي..وعطَّـــرني شميمُ خضابِ

كادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرهـــا
شفتي فـــــرارَ ظميئةٍ لشرابِ

سكرتْ يدي لمّــا مَرَرْتُ براحتي
ما بينَ موجِ جــــدائلٍ وقِبابِ

وحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردهــــا
وسهولِ ريحـــانٍ وَطَلِّ حُبابِ (4)

لُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنـــا
من عين مُلتصٍّ ومن مرتــــابِ (5)

فشربتُ أعـــذبَ ما تمنّى ظامئٌ :
شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّــابِ (6)

يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ من
تُفـــــاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابي

جَرَّحْتَ فستــاني فكيف بزنبقي ؟
فَأَعِــــدْ عليَّ عباءتي وحِجابي

حتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجى
فَرَكَ العيونَ ولاحَ خيـطُ شِهابِ

وتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنـا
عريانَ مُلْتَفّــاً بثــوبِ ضَبابِ

صَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَهــا
وبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّـابِ

خوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهـوى-
مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسـابِ

إنْ كنتِ جاحـدةً هوايَ فهاتِـني
قلبي وتِبْرَ عواطـفي وصــوابي

نَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معـــانقـاً
خالاًً يشعُّ سناهُ بين هضـــابِ

عَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالنـــدى
جمراً وكهفَ فجيعــةٍ برحـابِ

صحــابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْ
إنْ غَرَّبَتْ قدمـــاي يا أصحابي

جَفَّتْ ينابيعُ الوئــامِ وأّصْحَرَتْ
بدءَ الربيعِ حـدائق اللبــلابِ

أحبابَنـا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَها
مُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابــي

أحبابَنا عَزَّ اللقــــاءُ وآذَنَتْ
شمسي قُبيـلَ شروقِهـا بغيـابِ

أحبابَنا في الدجـــلتين تَعَطَّلَتْ
أعيــادُنا من بعــدكم أحبابي

ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنـــا
منذ احترفنـا الحقـدَ غيرُ مُجابِ

نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنـــا
واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربــابِ

عشنا بديجورٍ فلمــا أَشْمَسَتْ
كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي

ومُسَبِّحينَ تكــاد حين دخولهم
تشكو الإلهَ حجارةُ المحــرابِ

ومُخَنَّثين يرون دكَّ مــــآذنٍ
مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقـابِ

واللاعقين يد َ الدخيل ِ تضرّعا ً
لنعيم كرسي ٍ بدار ِ خراب ِ ...

جيف ٌ ـ وإنْ عافتْ عفونة لحمِها
أضراسُ ذئبان ٍ وناب ُ كلاب ِ...

وطنَ الفجيعة ِ والشقاء ألا كفى
صبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ

****

1 الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد
2 الخوابي : دنان الخمر وما شابه ذلك
3الغسلين : ما يسيل من أجسام أهل النار.
4الطل : اللذيذ من الروائح والنعم.
5الملتص : مسترق السمع
6الحباب : بضم الحاء : الحب والود . وبفتح الحاء: ما يعلو الماء أو الخمر من فقاقيع. الصاب : نبت شديد المرارة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مدارات
المدير العام
مدارات


عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 18/01/2008

سادن الوجع الجليل Empty
مُساهمةموضوع: رد: سادن الوجع الجليل   سادن الوجع الجليل Empty10/2/2008, 11:22



مرحبا أخي المبدع الجميل يحيى السماوي

مرحبا بك و بابداعاتك في مدارات

لك منا كل التقدير و الاحترام

مودتي


..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://madarate.keuf.net
محمد التطواني




عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 05/02/2008

سادن الوجع الجليل Empty
مُساهمةموضوع: رد: سادن الوجع الجليل   سادن الوجع الجليل Empty10/2/2008, 13:07

هانحن صابرون على الدخلاء ايها العزيز رغم الجراحات المتتالية
دمت لنا ايها الشاعر الرقيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

سادن الوجع الجليل Empty
مُساهمةموضوع: رد   سادن الوجع الجليل Empty11/2/2008, 13:34

صوفيّة النيران لا تترفّقي بي

لو أتيتك حاملا أحطابي

فعلا أخي يحي و أنت لم تترفق بي أبدا والله العظيم لم أتمم قصيدتك إلا و أنا دامعة العينين

بغداد فاتحة الأغنيات

بين صبابة و صبابة و قتال طاحن ، لهثت وراء الكلمات و مياه دجلة تطهرني من الحقيقة

و بغداد أنثى تخبّئ خوفها في خجل الياسمين ...

لا تبتئس أخي فالفجر آت / الفجر آت و التتار بكل أذنابهم راحلون / راحلون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد حسين أحمد

أحمد حسين أحمد


عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 05/02/2008
العمر : 72
الموقع : ألمانيا

سادن الوجع الجليل Empty
مُساهمةموضوع: رد: سادن الوجع الجليل   سادن الوجع الجليل Empty14/2/2008, 18:43

يحيى السماوي كتب:
عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي . .
وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !

وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم
وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !

وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى
أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ

وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى
بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ (1)


وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةً
شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي

كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبــوحةٌ
أزهــــارُها ... ويبيسةٌ أعنابي

شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولـهِ
قيظٌ .. وظمــآنُ الغيومِ سحابي

طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ
ألقى به عصـــفاً وعودَ ثقابِ

حتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِ
ألفيتُني ميتـــاً بنبضِ ثيــابِ

يتقاتل الضِـــدّان بين أضالعي :
عَزْمُ اليقــــينِ وحيرةُ المرتابِ

صُبْحي بلا شمــسِ .. وأما أنجمي
فَبَريقُ بارودٍ وومــــضُ حرابِ

روحي تمصُّ لظى الهجــيرِ وَتَسْتَقي
شفتاي من دمـــعٍ ووهجِ سرابِ

أرفو بخيطِ الذكرياتِ حشـــاشةً
خَرَمَتْ ملاءَتَها نِصــــالُ غيابِ

الدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُهـــا
إنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحبــاب؟

عابوا على قلبي قنــــاعةَ نَبْضِهِ
أنَّ الردى في العشــقِ ليس بِعابِ

أنا سادنُ الوَجَـــعِ الجليلِ خَبَرْتُهُ
طفــلاً .. وها قـارَبْتُ يومَ ذهابي

صـــوفيَّةَ النـــيرانِ لا تترفَّقي
بيْ لو أتيتُكِ حامـــــلاً أحطابي

قـد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقي
ما أَبْقَتِ الأيـــــامُ من أعشابي

أنا طِفْلُكِ الشيـخُ ... ابتدأتُ كهولتي
من قبــلِ بـــدءِ طفولتي وشبابي

لَعِبَتْ بي الأيـــــامُ حتى أَدْمَنَتْ
وَجَعي .. وَخَـــرَّزَتِ العثارُ شِعابي

يحدو بقافلتي الضَـــــياعُ كأنني
للـحـزنِ راحٌ والهمـــومِ خوابي (2)

إنْ تفتحي بــابَ العتـــابِ فإنني
أَغْلَقْتُ في وجـــــهِ الملامةِ بابي

أهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعـْتُ بداهتي
وأَضــاعني في ليــــلهِ تِغْرابي

كلُّ الــذي أدريـــهِ أني بَذْرَةٌ
أَمّا هــواكِ فجـــدولي وتُرابي

نَزَقي عفيفٌ كالطـــفولةِ فاهدئي
أنا طفلكِ المفـــطومُ .. لا ترتابي

الشيبُ ؟ ذا زَبَــدُ السنين رمى به
موجُ الحيــــاةِ على فتىً متصابي

"ستٌ وخمسون" انتهين وليــس من
فرحٍ أُخيــــطُ به فتوقَ عذابي !

الدغل والزُقّــــومُ فوق موائدي
والقيـــــحُ والغِسلينُ في أكوابي (3)

أحبيبة الوجــــع الجليل مصيبتي
أن العــــراق اليومَ غاب ذئابِ

لو كـــــان يفتح للمشردِ بابه
لأتيتُهُ زحــفــــاً على أهدابي

وطويتُ خيمةَ غربتي لو أنهــــا
عَرَفَتْ أمانــاً في العراق روابـي

أوقفتُ ناعـوري على بستانِـــهِ
وعلى دجــــاهُ المستريب شهابي

عانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِهـــــا
روحي..وعطَّـــرني شميمُ خضابِ

كادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرهـــا
شفتي فـــــرارَ ظميئةٍ لشرابِ

سكرتْ يدي لمّــا مَرَرْتُ براحتي
ما بينَ موجِ جــــدائلٍ وقِبابِ

وحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردهــــا
وسهولِ ريحـــانٍ وَطَلِّ حُبابِ (4)

لُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنـــا
من عين مُلتصٍّ ومن مرتــــابِ (5)

فشربتُ أعـــذبَ ما تمنّى ظامئٌ :
شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّــابِ (6)

يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ من
تُفـــــاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابي

جَرَّحْتَ فستــاني فكيف بزنبقي ؟
فَأَعِــــدْ عليَّ عباءتي وحِجابي

حتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجى
فَرَكَ العيونَ ولاحَ خيـطُ شِهابِ

وتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنـا
عريانَ مُلْتَفّــاً بثــوبِ ضَبابِ

صَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَهــا
وبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّـابِ

خوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهـوى-
مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسـابِ

إنْ كنتِ جاحـدةً هوايَ فهاتِـني
قلبي وتِبْرَ عواطـفي وصــوابي

نَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معـــانقـاً
خالاًً يشعُّ سناهُ بين هضـــابِ

عَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالنـــدى
جمراً وكهفَ فجيعــةٍ برحـابِ

صحــابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْ
إنْ غَرَّبَتْ قدمـــاي يا أصحابي

جَفَّتْ ينابيعُ الوئــامِ وأّصْحَرَتْ
بدءَ الربيعِ حـدائق اللبــلابِ

أحبابَنـا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَها
مُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابــي

أحبابَنا عَزَّ اللقــــاءُ وآذَنَتْ
شمسي قُبيـلَ شروقِهـا بغيـابِ

أحبابَنا في الدجـــلتين تَعَطَّلَتْ
أعيــادُنا من بعــدكم أحبابي

ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنـــا
منذ احترفنـا الحقـدَ غيرُ مُجابِ

نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنـــا
واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربــابِ

عشنا بديجورٍ فلمــا أَشْمَسَتْ
كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي

ومُسَبِّحينَ تكــاد حين دخولهم
تشكو الإلهَ حجارةُ المحــرابِ

ومُخَنَّثين يرون دكَّ مــــآذنٍ
مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقـابِ

واللاعقين يد َ الدخيل ِ تضرّعا ً
لنعيم كرسي ٍ بدار ِ خراب ِ ...

جيف ٌ ـ وإنْ عافتْ عفونة لحمِها
أضراسُ ذئبان ٍ وناب ُ كلاب ِ...

وطنَ الفجيعة ِ والشقاء ألا كفى
صبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ

****

1 الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد
2 الخوابي : دنان الخمر وما شابه ذلك
3الغسلين : ما يسيل من أجسام أهل النار.
4الطل : اللذيذ من الروائح والنعم.
5الملتص : مسترق السمع
6الحباب : بضم الحاء : الحب والود . وبفتح الحاء: ما يعلو الماء أو الخمر من فقاقيع. الصاب : نبت شديد المرارة.


نكأ ( السماويُ ) الجليلُ مواجعي
وأصابَ منّي موقعَ الألبابِ
بقريضهِ الجزلِ الفصيحِ وشدوهِ
بكياً على معمورتي وخرابي
وتفتّقَ الجرحُ الأصيل قصائداً
موصولةً بالقوسِ والنشّابِ
يوماً إذا جمع الأحبةَ شملهم
وتزاحموا حشداَ على الأغرابِ
يرمون منبت ذلهم وعذابهم
ويباشرون بأقربِ الأسبابِ
جيشُ العدوِ ومن تحولقَ حولهُ
ومُصدّرين جحافلُ الإرهابِ
الجارةّ الحقد الدفين وأصلهُ
وفلول من كادوا من الأعرابِ
يا سيدي هذا خلاص بلادنا
لا بالدعاءِ ونخوةِ الكذّابِ

الشاعر الفذ يحيى السماوي
حركت مشاعرنا حتى النخاع أيها الحبيب فلم يكن لنا إلاّ أن نرد خجلاً بهذه الأبيات
دمت لنا وللقصيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.hdrmut.net/poetry/browse.php?catid=32
محمد القصبي
مشرف
محمد القصبي


عدد المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 04/02/2008

سادن الوجع الجليل Empty
مُساهمةموضوع: رد: سادن الوجع الجليل   سادن الوجع الجليل Empty17/2/2008, 22:26

شاعرية صادقة لغة ونبضا ...احييك باسم التاريخ و باسم كل المشاهد المروعة التي حفرت في نسغنا المذلة و وهبت من فرجتنا لابناء دجلة كل المصداقية شهادة الذوذ و الدفاع عن العروبة و الهوية السليمة محلا عن اشباه امة تدعي الاسلام السياسي فطرة وهديا فلم العتاب سيدي الاناس لا تزال نازلة الموت جاثمة توطن فيهم غريزة البقاء ...البقاء من اجل النداء المقدس/الله اكبر الله اكبر ...قصيدتك سيدي تحسسني بتقاعسي بصليبيتي بكل اصيل في عروبة تنكرت له خوفا او قمعا او ضلالة اعلامية اعمت بصيرة الحق ...
قصيدتك سيدي حجة في يد التاريخ عن ذلتي ..لا تملك اليوم سحبها ..فلقد سبق السيف العذل..
رائع هذا الجرح الذي يدمي ثواني عمري على اطلاقها..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سادن الوجع الجليل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عزف على وتر الوجع
» عن الوجع ... وزينب
» حقائب الوجع…!
» عناد في منتصف الوجع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات شعرية :: مدار القصيدة-
انتقل الى: