إشراق
رن الهاتف ، بعد حديث خافت طويل ، أخبرني ان ضيفة عزيزة ،علي ستهل علينا بعد انقطاع طويل ، وانه علي أن أرحب بها كعادتي وحفاظا على الشمائل العربية ، التي أجد نفسي دائما حريصة عليها ، وللظهور بمظهر لائق ، يحفظ لي الكرامة كربة بيت ، ويهيئ جوا من الاحترام للضيوف الأعزاء ، ألححت عليه لمعرفة من تكون ، خبأت تساؤلي في نفسي ، اما كان الأجدر بها ان تتصل بي منبئة أياي بنيتها على تشريفي ، بدلا من الاتصال بزوجي ، وهل هي صديقتي حقا ؟
بعد تردد كبير ، استطعت الحصول على معلومات ، كان يصر على كتمانها ،
- إشراق ، كانت المتصلة ،أخبرتني انها مشتاقة لك
امرأة تستأثر باهتمام الجالسين ، وتستولي على إعجابهم وهي تتحدث ، تظل تتكلم والجميع يصغون ، زوجها كان يحظى بالاحترام والحب ، معاملته محترمة ،وكأنه أخ عزيز وكثيرا ما كنت أفرح كثيرا ، حين يزورنا مع زوجته ، وأحيانا يجمع أصدقاءه مع عوائلهم ، في بيت كبير ، نغني وننشد الأناشيد الجماعية ، يعزف أجمل الألحان على آلة العود ، التي كان يجلبها معه في زياراته الكثيرة ، وتصحبه زوجته ، في كل زيارة ، كم أثارت نقمتي بمحاولتها الاستئثار بكل الاهتمام.
- هيا ، أين ذهب فكرك ؟ لابد من تحضير جميل للاستقبال ، إنها أرملة صديقي المرحوم.
تجلس بثقة ، وتسلب الأنظار ، تستولي على إعجاب الرجال ، ونقمة النساء ، تتحدث بهدوء ، صوتها رخيم ، لباسها أنيق شفاف ، ينم عن جسد رشيق ، وتناسق عجيب ، وكأن السنين لم تفعل فعلها معها ، كما هي عادتها مع المخلوقات الحية.
توزع النظرات الشبقية على الجالسين ، وزوجها منهمك مع ألته الحبيبة يضرب عليها ، بأصابعه المدربة أعذب الألحان.
أتاني زوجي مرات كثيرة شاكيا :
- لقد ضايقتني هذه المرأة ، لولا احترامي لصديقي ورأفتي به لأخبرته.
- كيف يمكن ان تطعنه ، وآنت الصديق الوفي ، الذي يأتمنك على أعماله ويحدثك بأموره الخاصة ؟
يصمت زوجي ، يعود الى مصاحبة الجالسين ، والاستماع الى العزف الماهر ومداعبة الالة العجيبة ، تنبعث أعذب الالحان ، نغوص في عالم بديع.
ينتهي زوجي من حديثه الهاتفي ، لأسارع انا الى مطبخي ، واقوم بتحضير أصناف الأطعمة التي اعلم انه يفضلها ، وان الضيفة القادمة تحبها ، ادرك انه من الواجب ان اظهر فرحتي بقدومها ، هذه أصول الضيافة ، وهكذا علمنا أبواي اللذان ما كان منزلهما يخلو من الضيوف ، وعلى مدار أيام العام
- اين يمكن ان تنام ضيفتنا الكريمة ؟
كان زوجها يدللها ، ويحرص على راحتها وهنائها ، وكنت اقدره كاخ لي عزيز واثير على نفسي. ، ومن العيب ان اتركها تستأجر غرفة في احد الفنادق. سوف أقوم بواجبي خير قيام ، أؤدي بعض التغييرات في المنزل ، ليبدو أكثر اتساعا.
تصل إشراق ، هي نفسها ، لم يغير بها فقد زوجها شيئا ، ضحكات صاخبة ، ملابس ضيقة تكشف عن مفاتن ، تأبى الاختباء ، نظرات شبقية تنطلق بلا هوادة ، عناية كبيرة بالجسد ،رقة ، سير راقص يخلع القلوب المتعطشة ، طول واضح يسر الناظرين ، رشاقة متناهية ، صدر ناهد وسمرة فاتنة ، تستولي على الاهتمام ، وتسر العيون وتسرق الآذان.
فكرت انها سوف تتخذ مكانها للنوم في غرفة بناتي الثلاث ، وحين حدثتهن بالأمر ، رحبن باقتراحي:
- عمو عماد كان عزيزا علينا.
تطلب ان تغير ملابسها لتنال قسطا من الراحة ، بعد عناء السفر ، أشير لها الى غرفة البنات ، تتجاهل إشارتي ، تخلع قميصها الخارجي ، يبدو نهدان بارزان ، يتضح جدول صاخب ، تذهب الى غرفتي ، يتردد زوجي ، يلحق بها ، تنظر الي ابنتي الكبرى ، انظر انا ،لا ننبس بشفة ، يطول بنا الانتظار ، يهرب مني صوتي ، ونظرات متسائلة تنطلق من العيون
صبيحة شبر
21 ماي 2007