مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د. تيسير الناشف




عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 01/02/2008

التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها Empty
مُساهمةموضوع: التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها   التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها Empty18/6/2008, 11:03

التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها

د. تيسير الناشف*

من اللافت للنظر ان عددا لا يستهان به من المفكرين في العالم اجمع، وعلى وجه الخصوص في البلدان النامية، يتهربون من طرح بعض القضايا ومناقشتها التي لا يمكن تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعلمي دون مناقشتها والبت فيها. هذه القضايا هي من صميم الحياة والواقع. ومن هذه القضايا مفهوم "العرض" في الثقافة العربية والاسلامية والعلاقة بين العلم والدين وقضية استقلال العلم ووضع المرأة واستعمال الاجتهاد. ولعل المفكرين يتخوفون من مناقشة هذه القضايا وقضايا من هذا القبيل خوفا من اسخاط اصحاب النفوذ على المستويين الرسمي وغير الرسمي ومن اسخاط الجماهير. ولكن حيوية البت في هذه القضايا بالنسبة الى محاولة حمايتنا من التهديدات والتحديات التي تواجهنا تتطلب ان يطرح المفكرون هذه القضايا وان يناقشوها. ان الشعوب كلها، النامية والمتقدمة النمو، تعيش ازمة فكرية واجتماعية ونفسية عميقة. وفي هذه الازمة ليس في وسعها ترف مناقشة القضايا غير الخلافية، ناسية او متناسية او مهملة طرح ومناقشة القضايا الخلافية.
من القضايا التي يجب طرحها قضية استمرار النظام الابوي الذكوري )البطرياركي(. لا يزال المجتمع العربي، رجالا ونساء، منذ قرون كثيرة يعاني من سطوة النظام الهرمي الطبقي الابوي الذكوري. لقد اسهم هذا النظام ولا يزال يسهم في الحيلولة دون نشوء التفكير المستقل والشخصية المكتفية بذاتها والمستقلة بفكرها. وبتأثير سطوة هذا النظام طمست الآثار الجليلة للكثير من الرجال النابغين المفكرين العلماء ومن النساء النابغات المفكرات العالمات، ومنهن ازيس، الفيلسوفة المصرية التي وصل اثرها من مصر الى اوروبا والتي توفيت في القرن السادس الميلادي، وسخمت التي كانت نقيبة الاطباء في مصر القديمة، ونيدابا من بلاد ما بين النهرين، وهي المرأة التي اكتشفت الحروف والكتابة في الحضارة السومرية. ومن القضايا التي يجب ان تكون مطروحة ايضا قضية صلاح او سلامة خيار الاصلاح التوفيقي التصالحي التكييفي المعتدل الذي ايده عدد من المفكرين العرب باعتباره اداة لتحقيق نهضة الذات العربية والاسلامية الحضارية.
ولا يمكن للشعوب النامية ان تقيم الجسر الذي تحقق عبره التقدم المنشود الذي ترافقه المنعة دون ان تقر باستقلال العلم ودون اطلاق الفكر، بما في ذلك الفكر الفلسفي، واتاحة الابداع الفكري واحقاق حقوق الانسان، بما في ذلك حقوق المرأة.
ومما له صلة بالخوف من طرح ومناقشة القضايا الخلافية ما نشاهده من التناول الغامض غير المحدد الذي يقوم به بعض الكتاب للقضايا المطروحة او لبعض القضايا غير المطروحة. عدم التحديد وسيلة من وسائل التهرب من التناول المباشر الصريح للقضايا. وعن طريق عدم التحديد تقل الفائدة المجنية من المعالجة. ما دام كاتب قد بدأ بمعالجة قضية جوهرية خلافية فليبلغ دون وجل بالمعالجة الى منتهاها. واذا سخط عليه الساخطون فليسخطوا. لا ينبغي ان يكتب الكاتب او ان يحلل المحلل لمجرد اكتساب رضى الناس. يجب ان يكتب ليضع اصبعه على الجرح، وليضع النقاط على الحروف، دون مجاملة او مواربة او تردد او خوف. واذا سخط عليه الساخطون في الوقت الحاضر فلعل اجيال المستقبل ستكشف عن قيمة افكاره ووجاهتها بالنسبة الى مصلحة الشعب. ليمت ذلك الكاتب مسخوطا عليه او منفيا نفسيا او جغرافيا ما دام يعرف ان قلمه دون ما دار في خلده من وجوه التعليقات والانتقادات والتحفظات والاستنتاجات التي يزكم بها والتي تصاحبه خمسا وعشرين ساعة في اليوم والتي تقض مضجعه وتكاد ان تخنقه. وليكن عزاء الكاتب وجود احتمال ان تتعاطف معه الاجيال القادمة.
ويجب على الكاتب ان يعالج دون وجل القضايا التي يحترس اناس من تناولها مثل قضايا الشعب في حاضره ومستقبله على الرغم من احتمال ان تثير هذه المسألة سخط قسم من الناس الذين قد لا يرون ابعد من انوفهم والذين تعميهم المصلحة الفردية، مصلحة تولي منصب من المناصب او مصلحة جني فائدة مادية، عن رؤية ضرورة اعتاق الفكر وضرورة المناقشة الجريئة الصريحة للقضايا من اجل الحفاظ على الوجود المادي والحضاري.
ومن عيوب كتابات عدد كبير من المفكرين من شتى القارات، وربما على وجه الخصوص البلدان النامية، حدة النبرة التقريرية التي لا تدعمها البينات والنزعة الانتقائية في بياناتهم. اسباب هذه النزعة الانتقائية والتقريرية حضور العاملين الذاتي والايديولوجي في طروحهم التي يصفونها خطأ بانها علمية موضوعية. ان للعاملين الايديولوجي والذاتي حيزا في فكرهم. وهذا الحضور يفسد عليهم الطرح المتسق والمنتظم فكريا وعلميا وفلسفيا. وعن طريق الانتقائية والتقريرية المقصودة وغير المقصودة يراعون الاعتبار الايديولوجي والعامل الذاتي ويسوقون في نفس الطرح البيانات التحليلية العلمية. وبذلك لا ترقى طروحهم الى مرتبة الطرح النظري العلمي المنتظم المتسق.
واحد اسباب النزعة التقريرية والانتقائية هو افتقار بعض الكتاب الى القدرة على الطرح النظري العلمي المتسق او الى التقدير لاهمية هذا الطرح لدى من يريد الاخذ بالمنهج العلمي كاساس لتحسين ظروف معيشة البشر. والسبب الثاني في ذلك خوف المفكرين من ان يساء فهمهم اذا توخوا في كتاباتهم الانتظام او الاتساق الفكري والعلمي في الطرح. بهذا الاتساق تستبعد نقاط ايديولوجية لا صلة لها بالعرض الفكري العلمي الموضوعي. فمراعاة الجانب الايديولوجي تفسد الطرح الفكري الموضوعي. بهذه المراعاة لا يعود الكاتب متسق الطرح الفكري.
ومن العيوب التي تعتور كتابات بعض المفكرين انهم يختتمون احيانا الطرح الصحيح لفكرة من الافكار بعبارة متداولة ومألوفة، وبلاغية مبتذلة احيانا تنقض الطرح الصحيح للفكرة او لا تتفق مع ذلك الطرح.


* كاتب وأكاديمي فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن بواريق
الاشراف العام
حسن بواريق


عدد المساهمات : 801
تاريخ التسجيل : 12/02/2008
العمر : 70

التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها Empty
مُساهمةموضوع: رد: التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها   التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها Empty18/6/2008, 13:55

العزبز , د . تيسير الناشف
أسجل مروري للتحية
أخي وفقت في وضع الأصبع على الجرح , انها آفة أغلب كتابنا ومفكرينا
التهرب من طرح قضايا مهمة من شأن تناولها ومناقشتها ان يساعد كما
تفضلت وقلت في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي والتقافي والعلمي
لمجتمعاتنا , وقد ثارني موضوع ( استمرار النظام الأبوي الذكوري ) الذي
تعاني منه جل المجتمعات العربية والذي أشرت اليه , وأحبذ استاذي ان كان
بالامكان ان تطرح هذه القضية للمناقشة قي ركن ( مدار الفكر الانساني )
تقديري واحترامي لشخصك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها Empty
مُساهمةموضوع: رد   التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها Empty18/6/2008, 16:52

الدكتور الأخ تيسير الناشف

هذه الجروح التي فتّحتها هي من أخطر آفات المجتمع العربي المعاصر و للناظر فيها أن يلاحظ

مفارقتي عجيبتين فعلا فالعربي عرضه أصبح يتمثل في شيء واحد تحمله المرأة بينما أعراضنا

الأهم يعبث بها الرائح و الغادي ، كما أن الذكورية بشكل عام أو النظام الذكوري الأبوي لا تتمثل

إلا في قمع المرأة و الطّفل على حدّ سواء و هذه الظاهرة منتشرة حتى في الأوساط المثقفة و ذات

مشارب كثيرة و ليس في الأوساط الفقيرة أو المتوسطة فقط ...

لذلك وجب وضع الإصبع على الداء حتى نعرف الدواء

شكرا أخي و ألى مواضيع أخرى تستحق منّا و لو لفتة بسيطة ، هذا مبدئيا حتى تصبح اللفتة اهتماما

حقيقيا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التهرب من مناقشة القضايا او التناول الغامض لها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات-
انتقل الى: