مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الهجمة الثقافية الغربية ووجوب التصدي لها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. تيسير الناشف




عدد المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 01/02/2008

الهجمة الثقافية الغربية ووجوب التصدي لها Empty
مُساهمةموضوع: الهجمة الثقافية الغربية ووجوب التصدي لها   الهجمة الثقافية الغربية ووجوب التصدي لها Empty26/5/2008, 12:15

الهجمة الثقافية الغربية ووجوب التصدي لها

د. تيسير الناشف




في التاريخ العربي والوقت الحاضر العربي (وهذا الطرح ينطبق على سائر شعوب العالم النامي) فترات حافلة بالإنجازات والأحداث المجيدة والمضيئة والمشرقة التي شكلت وما انفكت تشكل مداميك قوية في الوجدان القومي العربي والذاكرة القومية العربية. هذا الوجدان والذاكرة العربيان يتعرضان اليوم لهجمة ثقافية غربية، سعيا لإضعافهما وطمسهما. ومن آثار هذه الهجمة الثقافية القوية والمتواصلة فقدان بعض التوازن لدى العرب والمساس بوجدانهم القيمي والروحي والقومي المرشد والملهم لهم في تقرير طريقة حياتهم وفي تحديد هوية أهدافهم القومية والدينية العليا وتحديد رؤاهم القومية والإنسانية بوصفهم جزءا من هذا الكوكب المعمور.

ومما يجعل الضرر المتأتي من هذه الهجمة أشد أثرا هو أنها تحدث في وقت لم يحقق العرب فيه أهدافهم القومية والثقافية والاقتصادية والإنمائية. بهذه الهجمة يزداد تحقيق هذه الأهداف صعوبة. ولا تجعل هذه الهجمة العملية الإنمائية تسير سيرا طبيعيا وتحرفها عن مسارها الطبيعي السلس التدرجي. وتلك الهجمة تسهم إسهاما ذا شأن في تجزئة المرجعية القيمية العربية وفي تشتيت الجهود العربية الإنمائية وفي فقدان قسم من العرب لمنظورهم التاريخي والمعاصر. هذه الآثار كلها وغيرها تعرقل تحقيق الأهداف العربية العليا التي تتطلب توفر المنظور التاريخي الصحيح والشامل وتتطلب التخطيط والرؤية المتكاملة والتماسك القيمي المرجعي.

وبشن هذه الهجمة الثقافية تضاف مهمة إلى المهام التي يتوجب على الأمة العربية – شأنها شأن أية أمة أخرى – القيام بها، وهي مهمة التصدي لهذه الهجمة ومعرفة كيفية التصدي لها. وتستلزم هذه المهمة دراسة حقيقة وطبيعة الظروف السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية التي تمر الأمة بها لاستقاء الدروس ولاستخلاص العبر ودراسة سبل ردم الفجوة بين المتولين للسلطة الحكومية وأبناء الأمة ودراسة سبل تحقيق الحكم القائم على الديمقراطية والحرية ومراعاة حقوق الإنسان والنهوض بالمصالح العربية القطعية والثابتة. من شأن هذه الدراسات أن تفيد هذه الأمة في عملية تطويرها لنفسها وفي عملية التصدي للتحديات الكثيرة التي تواجهها على مختلف الجبهات وفي سعيها الذي ينبغي أن يكون حثيثا إلى تحقيق أهدافها العليا.

ومهمة التصدي لهذه الهجمة ليست يسيرة نظرا إلى ضخامة الهجمة واستفحالها وإلى تفتت الإرادة السياسية العربية أو عدم تجليها وإلى سوء إدارة الثروة المالية والبشرية العربية وإلى انكماش دور المفهوم الانتماء العربي – ثقافيا طبعا وليس عرقيا بالضرورة – في الحياة العامة العربية وإلى افتقار إدارة الحياة العربية - بسبب نمط سلوك نظم السلطات الحاكمة – إلى الأساس العلمي. ويتضح من ذلك أن محاولة التصدي العربي لهذه الهجمة تشكل مصدر ضغط آخر على الموارد الفكرية والتنظيمية والمالية لدى الأمة العربية.

وهذه الهجمة الثقافية مظهر من مظاهر النشاط الفكري الذي له أثر عالمي. ويرمي القائمون بهذا النشاط إلى تحقيق أهداف، منها إضعاف التماسك الاجتماعي والثقافي والقيمي لدى الشعوب، وتغيير المراجع الثقافية والقيمية لديها، والقضاء على منعتها الثقافية والقيمية. وقد نجحت هذه الحملة في التحقيق الجزئي لبعض هذه الأهداف. وتواصل الحهات المعنية بهذا النشاط حملتها لإحراز مزيد من التحقيق لتلك الأهداف. وتأخذ زمام المبادرة في مواصلة الحملة وفي المواجهة ضد الشعوب النامية الفقيرة والضعيفة وفي تاكيد االذات الغربية والإرادة الغربية وفي ترسيخ الحضور الغربي برؤي الغرب على الساحة العالمية. وتنطلق تلك الجهات من ذلك كله من موقع القوة وتحاول ببعض النجاح فرض قواعد لعبتها وتوقيتها وتكلفتها على البلدان والشعوب النامية الفقيرة المستضعفة. وتشكل هذه الحملة تحديا للنطم الاجتماعية والثقافية والقيمية والاقتصادية غير الغربية.

ولكل نتاج فكري تطبيقاته. ومن تطبيقات النتاج الفكري الغربي النقل السريع للمعلومات والإعلان السريع عن المنتجات الفكرية والمادية والتسويق التجاري الناجع. بالمنتجات الفكرية الحديثة تروج الشركات الرأسمالية سلعها وتحقق المصارف دخولا أكبر وتزيد وكالات جمع المعلومات من المعلومات المجموعة وتنفذ الحكومات سياساتها وتحقق منظمات ومؤسسات أخرى كثيرة أهدافها الثقافية والإعلامية والإعلانية والتضليلية. هذه الأهداف الغربية توضح ضخامة المهمة التي يتعين على أمتنا الاضطلاع بها للتصدي لهذه الحملة ولحماية الكيان العربي المادي والمعنوي.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الهجمة الثقافية الغربية ووجوب التصدي لها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات-
انتقل الى: