بِتُّ أسألُ
كيف أمكن للشجرة أن تخفيني
عنك كل هذا العمر.
حقا، لم أبصر ما كان يعبر منكِ
إلى الصحراء. ككني سمعت، رغم ذلك،
المطر المرتطم بالحقول المغطَّاة في مسقط
رأسي. و رأيت بين الحين و الحين كيف
دارت ناعورة في رأس القيِّمِ على المزارِ:
رغم القيظينِ، قيظ الداخل و قيظ الخارج،
رغمهما لم يركُنْ إلى الجدار الأبيض القصير
المطْليّ بروْث البهائمِ.
بِتُّ أسأل المرأةَ
هلْ جيء بك قبل أن تفرغ الخابية؟
الشاهد الأعمى
أرهف السمع حين انحدر اللصُّ عبر الحبل
و أرهف السمع أكثرَ حين توزَّعتِ الدراهمُ
على الزّلِّيجِ و رنّتْ.
و الأعوام الكُثْرُ لم تتلاشَ في ثناياها
الرَّنَّاتُ و يدُه التي زحفتْ، على الزليج،
مربَّعا مربَّعًا
تحمل ذكرياتٍ فجَّةٍ عن الغبار الذي علِقَ بها
بِتُّ أسأل المرأة
بتُّ ملْحاحًا أكثر من رغبتي فيها:
من صبَّ ماءً من إبريقٍ
ليغسلَ شاهدٌ أعمى يديه في ركْن المزار؟
و هل أحدٌ أقْنَعَ أنَّ الأعمى ما بالَ
و لكنْ غسل يديه من غُصَّةِ الرَّنَّاتٍ الوهميَّةِ؟