جسد وزمان
نظمت زمانـيَ فـي مُحكمـات
مـن الشعـر أورثهـا للزمـان
ومازلت أخلـص فـي سردهـا
كما أخلص السرد ثبْـت الجَنـان
تجاوزت فبها خطـوب الزمـان
ونمنمتها فـي صخـور الأمـان
تمر الدهـور مـرور السحـاب
وتمضي كأنْ لم تكن فـي مكـان
فإنـي لأعـلـم أن الحـيـاة
انْفِـلاَتٌ فأمسكهـا فـي البـيـانِ
فـلا شـيء يبقـى بأرجائـهـا
سـوى خربشـات ذوات افتنـان
ألا أيهـا الجـسـد المستنـيـر
أرى بقوامـك بعـض العََـنـان ِ
متى ما تمايلْ على غير فوضـى
أمامي أجدْ فيك عمـق المعانـي
كأنـك سهـل فسيـح البـسـاط
طويل السنابـل غـض الجِنـان
متى ما مشيـت أمامـي قليـلا
تخنثُ نشواان خصـب المبانـي
وشعـْرك منطلـق مـن قـفـاك
نحو الرياح كشَعْر الحصـان
تهيّمت لـولا حضـور الحجـى
لشدك مـن لوعتـي الساعـدان
أرى كبريـاءك مثـل الفـراش
بقلبـي وأدعـى لبـثّ الدخـان
أتجذبنـي ؟ليـس ضيـرا فهـذا
ثرى الأرض يجذب كل الكيان
بنا علـة ليـس يشفـي جواهـا
خلا إن أخذنـاك أخْـذ الحنـان
كـأن بـروزك فينـا سـحـاب
وقد أرسل الغيـث عنـد الأوان
أراك هـنـا وهـنـا ظـاهـرا
كمـا شـبّ فـي تلـةٍ أرزتـان
فمـا الدهـر لـولاك إلا قفـار
بحسنك يُعـرف باسـم الحُسـان
سطـورك ذات مـرام نـهـارا
وبالليل يأتـي بأقصـى المعانـي
إذالاح ظلـك وسْـط الـظـلام
يخـطّ رويـدا بلـون الجُـمـان
فيالـك مـن حلـيـة للـظـلام
وأنـت هنـالـك كالأفـعـوان
تَلـوى وتشعـل فينـا غـرامـا
إلــى أن تـبـرّده الدمعـتـان
كأنك فـي غسـق الليـل سهـم
ليمنـع أن تنـعـس المقلـتـان
أياجسـد الليـل غيـر الخليـع
أعدّك في الصبح من خير جـان
....ألا انظر إلـى شبـح قادمـا
تأملْـه هـل لـمـلاك مــدان
رقيـق رشيـق كغصْـنٍ جنِـيٍّ
ّتداعـبـه بـحـنـوّ يـــدان
تمعنْـه مـن جـبـل هابـطـا
فيالك وسْط الدجـى مـن لِيـان
فإنـك لاشـك روْح الـزمـان
وملـهـم شـاعـره كــل آن
أيا دهر يا أجـرح الخلـق قلبـا
فلا تعتذرْ أنـت يادهـر جانـي
أأنـت خيـال أأنــت هـبـاء
نعم أنت قـاس صقيـل السنـان
نـداوي رزايـاك ممـا وهبـت
نحسّـن قبحـك رغـم الهـوان
أياجسـدا هـبْ لقلبـي بـهـيّ
سحـرك يصبـرْ لدهـر جبـان
14-7-
الرئيسية 
