المرآة
كانت القاعة عارية
نهدان يقصفان الغيد والغزلان
يرقصان متكبرين لضوء القمر
فتحت زاوية بين فخديها
تلا لات سحابتها
وبدا البرد يثلج خصرها
جرتها حبال قلبي
ودفعها إقلاع أحلامي
إلى مرآة السعادة
ذهبت إليها كعارضة أزياء
أخفضت صوتها
لينت نعومة أطرافها
وردت خديها
ورققت شفتيها
وأشعلت أنوثتها
فانقلبت صورتها
على صورة عاشق مفعم
بالعواطف والروائح الثلجية
كان شبحا يسكن المرايا
ويعرف ان بعض النساء
تأتين تقدمن الهدايا
وتشرحن الأحزان
بإيقاعات الألوان
فناديتها: أنت كائن جميل
اجتمع فيك العشق والفكر
علمك نور خطف أبصاري
أنت الحكمة أنت الفكر أنت القرار
وأنا لك الرقي والعذوبة والأثر
لماذا تجرين العربة فارغة
وأنا من ورائك أثقلتني الأحمال
لماذا التقنع والتستر عن التعبير
الطبيعة لا تتعارض مع أنوثتك
فلا تتعاظمين وتواضعي
إني اقرأ ذلك على تفاصيل شخصك
إن ذلك من رموز الجمال
أنا مملكتك الخصبة
فاستخدميها كما شئت
في الحرث في الماء في الشمس
ازرع الزهور في كل فجوة
فقالت بصوت صاعد على قلبي:
إني يسارية
أنت غبار السنين لا تقوى على شعابي
وأنا بقعة برمودا لا توحي إلا بالموت
فاغرب عن وجهي وتنح عن مرآتي
انعنيعة احمد
الرئيسية 