مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 وساطة جدل الإحلال في اللوحة الاماراتية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامي البدري
مشرف
سامي البدري


عدد المساهمات : 199
تاريخ التسجيل : 11/11/2008
العمر : 63

وساطة جدل الإحلال في اللوحة الاماراتية Empty
مُساهمةموضوع: وساطة جدل الإحلال في اللوحة الاماراتية   وساطة جدل الإحلال في اللوحة الاماراتية Empty24/2/2011, 06:55

وساطة جدل الإحلال في اللوحة الاماراتية

سامي البدري
اذا كان الفلاسفة (رسّامو نظم) كما يقول افلاطون، فان الفنانين مقترحو جماليات تلك النظم.. فأي جماليات يقترح هؤلاء المولعون بفن الحلم، وهم يقفون على حافة الخيال الحادة ولا يحميهم من السقوط في هوته غير شعرة لدنة كشعرة معاوية؟
الإجابة على هذا السؤال المكابر لا تتطلب إشتباكا مع تقاليد وتاريخ بقدر ما هي بحاجة للتسلل إلى ما تحت شرفة الحلم والإنصات والتأمل في مساحة جدله التي تشيعها إجتراحاته في جسد الحكاية.
هل جماليات نظم الفلاسفة في مساحة حلمها أم في مساحة ما يخلع عليها الفنان من مساحة حلمه اللوني؟ هذا السؤال لا يسعى إلى تأطير مقولة الفلسفة (وعموم وجوه تمظهر الفكر) بالبحث عن إجابة آنية بقدر ما يسعى لتأكيد مساحة حضوره حتى تخوم الحافة القصية للحلم... وهي نقطة سقوط رعشة اللون، على بياض السؤال والإشتباك ببضاضته.
هكذا تبدأ مساحة اللون (الإحلالية) في تأسيس جدلها وتراهن على إرتكاباتها..
ومن خلال قراءتي لإجتراحات تلك الإرتكابات أجدها تجدّ باتجاه صيرورتها في التأريخي و(الشعري) بدأب وإصرار تجاوز مرحلة إثارة الصيد إلى مرحلة إفتراش مساحة الحلم ورتق خروقه والمضي في مجادلة قواعدها – صيرورة التاريخي و(الشعري) – حتى النهاية (الموجعة) في خيوط قواعدها الاجتماعية والتاريخية.
ولأن التأسيس الجدلي في رحلة اللوحة الإماراتية قد تجاوز مرحلة إسقاط الأقنعة إلى مرحلة (التوريط الذاتي) والإشتباك، فإنه قد تخطى، بوعي تام، مرحلة (بداهات الداخل) المحصورة تاريخيا – كإسقاط ثقافي مرحلي – بين ساحل البحر وطرف الصحراء، إلى فضاءات الأنا المراهنة على شغب ألوانها وإقتحاماتها الإزاحية.. والوجه الثاني لهذا التكوير يعني تجاوز مرحلة تأسيس المضامين إلى مرحلة توظيب أوجاعها... وهي مرحلة التقديم لجدل اللوحة التشكيلية ودفع إقتراحاتها إلى ساحة المواجهة وقلب معادلة البداهات إلى ذات مفرزة، تقاوم الأقنعة لتصبح فعل صيرورة بين ساحل الذات وطرف الوجع... مجازا طبعا.
"""""""""""""
تطلع المدخل السابق إلى تجاوز فكرة الإكتفاء بالتوصيف إلى مرحلة النظر في الإقتراحات: إقتراحات اللون وعين الفنان في عمليتي التأثر والتغيير الثقافيين، غاية اللوحة الفنية ومردودها . ورغم إكتفاء جهد اللوحة، عند بعض الفنانيين الاماراتيين بلغة العرض والتأطير (الاعلامي أو الايصالي)، إلا أن جهد القسم الكبير من وجع اللون تجاوز تلك المرحلة إلى مرحلة النظر والإختبار ومواجهة السؤال، تلك المرحلة التي أطل عليها فنان قدير من مثل عبدالقادر الريس، على سبيل المثال، عبر درفة الباب اليسرى، التي حولها هذا الفنان التراكمي إلى رمز للنفاذ إلى قلب جدلية العين الباحثة والفاحصة لمردودات جدلها. فبوابات هذا الفنان لا تطل إلا على إقتراحات وساطية – بحكم تحكم منظورها بتدرجاتها اللونية المؤدية إلى فراغ اللون – تزرع أسئلتها على حواف الحلم لتكسبه المزيد من بهجة حلوله في جسد المكان ومتن زمنه المراوغ لإفتراضات تأريخه... المكان أعني.
""""""""""""""
وبالعودة إلى الإفتراض الذي أسسنا عليه مقولة هذه القراءة فإننا سنجد أن الجماليات التي يقترحها التشكيل الاماراتي تقوم على رؤية المقاربة بين ثقافة الموروث وتطلعات التغيير التي يفرضها واقع ما بعد الطفرة النفطية التي فرضت جدلها على كافة أجناس التعبير الثقافي.. ورؤية هذه المقاربة – في اللوحة التشكيلية – نحتت جدلها الخاص الذي شمل مفردات اللوحة كاملة من مساحة اللون المستخدم وأوجه تدرجاته إلى طبيعة المنظور الذي رصد مسارب الأسئلة المخاتلة في جسد المنظور المقنن في الثقافة الاجتماعية والذات التاريخية المثخنة بدفاعات شبه مقدسة تحصنها من النقد بإعتبارها – رموز التراث والتقاليد الاجتماعية – تمثل الهوية الأخلاقية والبنية القيمية للمجتمع.
ورغم أن دفاعات كثيرة من هذه قد اندحرت أمام ضربات التغيرات الانتاجية والتقنية والرفاه التي فرضتها مرحلة ما بعد الثروة النفطية والنهضة الاقتصادية وما أحدثته الثروة من انقلاب في حياة المجتمع، إلا أن ظلال سطوة تلك الدفاعات ما تزال تفرض رهانها حول الذاكرة الجمعية ومنظومتها الأخلاقية التي تتعرض – تحت ضغط المقترحات الجمالية الجديدة – لنوع من التجاوز الايديولوجي والقيمي، بحسابات الذاكرة الجمعية كما أسلفنا.
إلا أن صيرورة المحامل التشكيلية التي أخذت بالتبلور كتجارب محللة لإشكالية الإنتماء للواقع، وخاصة بعد منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي، سارت بإتجاه إستبطان رؤية شروط التغيير كواقع لا يمكن إزاحته من طريق المنظر الطبيعي الذي ألفته العين والذائقة العامة، والبدء بإحلال (جمالياتها) التي إستبطنت (منتجات) الفلسفات والرؤى التشكيلية في أصولها الإنتاجية كفكر وكمغير ثقافي ومعرفي يفرضه واقع جديد فرضه ، بدوره، التغير المعرفي والاجتماعي كواقع ثقافي جديد أخذ بالسيادة على مساحات واسعة، رغم قسوة تحرشاته بصفحات من الذاكرة والتقاليد الاجتماعية ومثلها من صفحات المسكوت عنه في الثقافة الاجتماعية .
ويبقى السؤال قائما: هل كانت مثل هذه الإغتصابات – إغتصابات جدل الاحلال - بمستوى تحديها – فكريا وفنيا – وأسست لجدلها كواقع ثقافي في الذاكرة الاماراتية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وساطة جدل الإحلال في اللوحة الاماراتية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اللوحة..خريطة?????

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات نقدية :: مدار النقد-
انتقل الى: