تصف الثقافة السريانية من ضمن الثقافات العريقة و العتيدة التي قاومت جميع الصراعات و محاولات الطمس التي تتعرض إليها أي ثقافة صاحبة جذور ضاربة في عمق التاريخ .
و أهل الثقافة السريانية هم اليوم : المسيحيون أبناء اللغة السريانية . و قد إنفصلت منهم جماعة عن : كنيسة "إنطاكية " على إثر المجادلات اللاهوتية حول طبيعة " المسيح ". و تنظمت في سوريا و في بلاد ما بين النهرين بفضل يعقوب البردعي ، كنيسة يعرف أبناؤها باليعاقبة في القرن السادس.
كما تفرعت منهم في القرن الخامس الكنيسة "الماروتية " ، و قد تكونت في القرن السابع عشر كنيسة سريانية كاثوليكية ، و في الهند طائفة لا يستهان بها من السريان هم "المالتكاريون " و طقوس السريان الكنيسة الأخوذة من طقس الانطاكي ، يستعملون فيها اللغة السريانية و هذا ما يؤكد أن للثقافة السريانية تاريخها الطويل المتعدد الصفحات الثري بإطلالاته الابداعية و الغنى الروحي يمتد لاكثر من ألفين و خمسة مائة سنة .
و يتجلى السمو الثقافي السرياني في : الشعر و الادب والترجمة و فنةن الرسم و الموسيقى و غيرها من علوم .و من هذه النخبة يبرز لنا : "برديصان من القرن الثاني و "مارافرام " من القرن الرابع و "قورلونا وبالاي " و "برصوما" من القرن الخامس و غيرهم .
و قد سادت الثقافة السريانية و لغتها من ألف سنة في المشرق ، اذ لعبت دور حلقة الوصل الكبرى بين الثقافات اليونانية و العربية . و من المحدثين في القرنين التاسع و العشرين نذكر : "نعوم فائق" و "توما أودو"و "بنيامين أرسانيس " و غيرهم ...
بيد أن الثقافة السريانية و في أوج تألقها عرفت تدهوراواسع المدى في النصف الثاني من ا لقرن العشرين بسبب الاهمال و الاجحاف راجع الى سياسة الحكومات المتداولة في أرض العراق مهد الثقافة السريانية . و باتت منحصرة بجمود داخل "الكنائس " و "الاديرة " م أجبر مثقفيها الى الهروب نحو ثقافات أخرى ساهموا في إثرائها تاركين الثقافة السريانية وحدها تعاني .
و من أهم الثقافات التي توجه اليها المثقفون السؤيانيون بعد تأزم الوضع في العراق : الثقافة العربية و الكردية و الفارسية و التركية باإعتبارها أيضا من أهم الثقافات العريقة التي أسست مهد العراق . و قد قدموا لهذه الثقافات بالغ علومهم و أبلغ ما جادت به قريحاتهم الادبية و الفكرية في تنشئة : المسرح و الموسيقى و القصة و الشعر و النقد و الصحافة و الترجمة و الادب الى مختلف اللغات ، كما إهتموا أيضا بأدب الرحلات و غيرها من حقول ثقافية متنوعة ، واضعين بصاماتهم الراسخة في السبق الى تسجيل أسنائهم في قائمة الاوائل الذين أسهموا في إدال عديد الاجناس الادبية و الفنية و الثقافية ك : القصة و النقد و المسرحية و عدد من الالات الموسيقية و الطباعة و الصحافة و المدارس العصرية الى العراق الحديث .
حيث يؤكد التاريخ أن الكلدان السريان الاشوريين أول من أنشأ المدارس في العراق منذ القرن الثامن عشر . و هم أول من أصدر صحيفة في المنطقة تحت إسم "زهريرا بهرا" ذلك في سنة 1849 . و أول من أسس مطبعة حجرية في الموصل بالعراق سنة 1857 . و أصدروا بعدها أول مجلة تحت عنوان " إكليل الورود " في عام 1902.
و يسجل الكاتب المسرحي " حنا حبش" أول من كتب المسرحية في العراق في عام 1880. و حصل "روفائيل بطي " أول ناقد أدبي معاصر في العراق . و يعد "متى عقراوي " أول رئيس لجامعة بغداد . و كان "إلياس الموصلي "أول رحالة شرقي يصل أمريكا . و كانت " مريم نرما " أول صحفية و السيدة : "حسون "صاحبة أول مجلة نسائية في العراق " مجلة ليلى " .
أما في الشعر فكان أبرزهم " سركون بولص" و "ألفريد سمعان " ... و غيرهم كثر ...
غير أن العديد من المحافضين و النبلاء للثقافة السريانية قد هجروا ارض ما بين النهرين مهاجرين نحو الشتات الذي يعرفه -عادة كل من أسهم في وضع حجة بناء - بسبب الاوضاع الذي يعاني منها عراثق اليوم ، تاركين الثقافة السرياني عارية دون مجمل مثقفيها ...
و هذا لم يمنع الان من صمود أبطال أخرين رفضوا الانهزام في أراضي الشتات ، قابعين أمام الموت المعلن و في أذهانهم الحفاظ على الثقافة السريانية ، و لم يخنق نفسهم على مواصلة الدرب و التحدي حرب ضروس ضد محاربي أهم الثقافات التي تشبع بها العراق . و هم ما المسجلون في إقليم كردستان من نهوض ثقافي واعي بصور قوية و أقدام راسخة الخطى نحو التقدم في جميع الميادين التي قد أثرت من ذي قبل .
فقد يعمل فريق الجبهة المثقفة من السرياتيين الكلدان الاشوريين تطورا في تعليم أصول اللغة السريانية و ذلك بترسيخها بالمدارس الابتدائية و الثانوية ، فضلا عن حملة النشاطات الواسعة و المظمنة في حركة نشر كتب و مجلات و جرائد باللغة السريانية ما ولد من جديد جيل جديد من أدباء و شعراء و قصاصين يكتبون أيضا بالغة السريانية ، و كذا أفلام و مسرحيات تعرض لاللغة السريانية . و إن كان وضع الثقافة السريانية ما يزال يتطلب مجهود أكبر في نشر اللغة السريانية ذلك بدأ بتوحيد لهجاتها المتعددة و كتابتها ايضا بأصول حروفها عوضا الى اللجوء الى حروف لغات أخرى .
أسماء لامعة في الثقافة السريانية :
في الشعر و الادب :
برديصان من القرن الثاني
مار افرام من القرن الرابع
قورلونا وبالاي و برصوما من القرن الخامس
و يعقوب السروجي
نرساي
فيلينوس المنبجي من القرن السادس
مار يعقوب الرهاوي من القرن الثامن
أنطوان التريتي من القرن التاسع
ابو نصر البرطلي
كوركيس وردا
خاميس القرداحي من القرن الثالث عشر
هؤلاء كتبوا أجمل القصائد و أشهر السير و القصص .
- في التاريخ
يوحنا الافسسي من القرن السادس
يو حنا برفنكاي من القرن السابع
يعقوب الرهاوي من القرن الثامن
توما المرجي
ديونيسيوس التلمحري من القرن التاسع
إيليا بر شينايا من القرت الحادي عشر
ابن الصليبي
مار ميخائيل من القرن الثاني عشر
ابن العبري من القرن الثالث عشر
الفلسفة و المنطق في عهد الخلافة العباسية
يحيى بن عدى
الحسن ابن الخمار
متى بن يونس
بشر بن متى
اسحاق بن زرعة
احتلوا الصدارة في بيت الحكمة
في الطب
سرجيوس الرأسعيني
أبو زيد حنين بن اسحاق العبادي
آل بختيشوع
من أوائل المترجمين
أبو يحي ابن اتلبطريق
يوحنا بن ماسويه
حنين بن اسحاق و إبن أخته حبيش بن الحسن الاعسم
ابي يحى المروزي
عيسى بن زرعة
-و في هذا الاطار نقل السريانيون المصنفات و الوثائق المسيحية الى لغتهم و معظم مؤلفات أرسطو و من سبقه من الفلاسفة اليونان و نقلوا ايضا أهم قدماء الاغريق الطبية و العلمية .
و في الموسيقى
برديصان
هرمونيوس
مار أفرام
شمعون الفخاري
وغيرهم
الرئيسية 