الأُنْثى لَمْ تَمُتْ
وَأَبْعَدتِ المُتَرَجِّلَة عًنْ جَبِينِها التَّجَاعِيدْ
وَعَنْ كَفَّيْها يْها عَمِيقَ الأخَاديدْ
وَطَوَّحَتْ بِالسَّوادِ إلى الرِياحِ الأرْبَعْ
فَعَادتْ إِلى صِبَاها الذي أَقْبَرَتْهُ
إِلى ضِحْكَتِها القَتيلة
فَانْبَجسَ دِفْقُ الجَمالِ الأَرْوَع
فَإِذا النَّاسُ عِنْدَ مَرْآها وُجومْ
تَرَجَّلَتْ وَالعَجَائزُ حَوْلَها تَتَصابى
لا لَهُنَّ مِنْ حُرْقَةِ قَلْبِها
لا وَيَطْمحْنَ كَطُمُوحِها
هُنَّ يَتَفَاخَرْنَ بِشُعُورِهِنَّ
وَهيَ بِأَبْياتً مِن شِعْرً دَفيق
تَنْضِمُه كَما يُنْضمُ العَقيق
تُرَثِّلُه في همْسٍ رَقيق
هِيَ مَلَكَتْ وَهُنَّ مُتَصنِّعاتْ
تَتَاضَحُكُ المَرايَا مِنْ غَبَاءوَقَدمَ
مِنْهُنَّ فاقَ كُلَّ غَباء
أَقْسَمْنَ أَنْ تَتَجَمَّلْنَ
فَحَمَّلْنَ الوَجَناتِ مالا تَتَحَمَّلْنَ
مِنْ أَصْباغٍ وَطَلاء
تَقَلَّدْنَ الجَواهرْ
إرْتَديْنَ الفاخَرْ
وَهيَ في سُباتٍ عَميقْ
تَرْعى تَتفقَّدْ
تَعِظُ وَتُرْشِدُ
تَحْمِلُ السِّلالْ
في الأسْواقِ وَالأثْقَالْ
كَالرَّقِيقْ
وَلأزَالتْ الأُنْثَى فِي عُمْرِ الزُّهور
تَتَسَربَلُ وَقَارَ الجدَّاتْ
زَهِدَتْ حَتَّى نَسِيَتْ
مِنْ حَياتِها الملذَّاتْ
أجْرَمَتْ آبَتْ
فَعادَتِ الفَاتِنة في لحَظاتْ
لم تَمُتْ بَلْ تَحَرَّرَتْ