نشأ شعر الهايكو في بيئة ثقافية يابانية ، و يعتبر عند فحول الشعراء في العالم من أقصر أشكال الشعر العالمية . ما وسع له مجال عند الشعراء و النقاد و الادباء في تخصيص كتب له و محاولات جادة في الترجمته الى عدة لغات منها :
الانجليزية و الفرنسية و العربية .و قد عرف شعر الهايكو ترجمته الى العربية على يد الشاعر و الروائي الليبي : عاشور الطويبي كأول محاولة في الترجمة لشعر الهايكو.
بيد أن شعر الهايكو و إن عرف شهرته الواسعة في نيوزلندا و أستراليا و كندا و أروبا و غيرها من يقاع العالم فإنه في الاوطان العربية محصور عند قلة من الادباء و الكتاب ، حتى أن بعض من الشعراء العرب انتهجو منهج الهايكو في كتاباتهم الشعرية .
خلال سنة 1680 شرع المعلم "ماتشو"في تنمية هذا الشكل الشعري الياباني حيث جعل فيه نوعا متميزا من الاستقلالية من شعر"الرنغا" ذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر ، حيث فصل "ماتسو شيكي " الهوكو عن الرنغا و أطلق عليه إسم "هايكو"
التي إشتقها من كلمة "هايكاي و هوكو ".
و تشترط كتابة شعر الهايكو على غرار أنواع الشعر المعروفة في العالم ذكر فصل من فصول السنة أو إسم نبات أو حيوان أو أي ظاهرة طبيعية . و هذا ما يدل على أن قصيدة الهايكو تستحوذ كلماتها و تعابيرها الحسية من الطبيعة .كما أنها تكتب في زمن المضارع ، معالجة في ذلك تجربة حقيقية . تفرض على الشاعر الهايكو في قصيدته الى الابتعاد عن المحسنات اللفظية و أشكال المجاز الواضحة. و يقول في هذا الاطار المعلم الثاني في تاريخ الهايكو "يوسو بوسون" لغة الهايكو المثالية هي اللغة المألوفة ordinary .
ومن الناحية التاريخية دخل مذهب " الرن البوذي " الى اليابان قادما من الصين في القرن 12 عشر ، ما يدل على أن شعر الهايكو ظهر في نماخ يهيمن فيه هذا المذهب على الثقافة اليابانية . و قد إنتمى اليه عدد من الشعراء الهايكو البارزين منهم الشاعر: "كوبا ياشي إسا "(1828-1763)
koba yashi issa
و في غرب اليابان شاع إعتقاد بأن الهايكو هو فن التأمل لما تمدلى عمقه بصلة "الزن البوذي" التي تدعو الى التأمل الدائم مثل رياضة اليوغا .
حيث أعتبرت كل قصيدة "هايكو" اجابة على وجهة نظر لمذهب " الزن البوذي " التي تدخل في الميتافيزيقا مثل : ماهي الحقيقة ؟ أو كيف يكون تصفيق اليد الواحدة .
و بهذا النحو يكون مذهب "الزن البوذي" قد حدد الى حد كبير التطور التاريخي لشعر الهايكو الياباني .
أما عن ترجمة شعر الهايكو فإنها تعرف صعوبات كبيرة بإختلاف المعطيات اللسانية بين لسان و أخر و كذلك في العناصر الثقافية . كما يمكن أن تمذكون بسبب بساطة شعر الهايكو الخادعة ، و تإخذ على ذلك مثال ترجمة أشهر قصيدة هايكو على الاطلاق في العالم لصاحبها "باشو" مؤسس الهايكو و هي معروفة بقصيدة: الضفدعة أو ضفدعة باشو أو بركة الضفدعة . إذ لها في اللغة الانجليزية أكثر من 70 ترجمة.
أشواق شايشي