لاوثر لطرب المغزى
القهر غدا ملغزا
المجالس تفترش نقع النسيان
الينابيع شحيحة القطر
وأعلام المواقف منكسة
على مداخل لا تولج العواقب،
فسواحل كل العيون ثكلى
لا تحبل بأي أحاسيس
تذرف الذمع على شط أمانيها
القيود على المعاصم جائرة
تعتقل الشبهة وتسجن الأحلام
العقول تجن العقول
لا عرف بدم التفاوض
كل النطاقات محاصرة،
الوطن ممتقع الرمزية
قتيل في صمت الصامتين
فكر العصاة ينزف سلطوية
والوطن لا لون لسماه لا أرض لخطاه،
الشعب مبثور الإنتماء
يتيم الرأي و الرؤى
أحرفه لا تنطق بهواه
و السلطة سيدة الكراسي
تحكم قبضتها على التماوج
تحجر الأفكار في مهدها
تخنق الوشائج و تلجم اللغة
ونحن من ترتج بالعصف عواطفهم
بجعبنا هدير دم فائر
بكؤوسنا أنخاب حنضلية
نتجرع عطشها السرابي
وفي همنا شوكة الله تدمي السجايا،
محجوبون عن أزمنة الضوء
يرتي الحال مصائرنا
وعلينا المطارق تدق المساطير.
نعم ! أنا جنوبي البديهة
لا أنتمي للأوطان المفرغة
ولادتي مأساة المخاض
ضديتي لأعراف القواميس البائدة
تأجج ناري في ماها
ورحالي المنسوبة للطي عهودها
عاد زمن العهر لتهجيرها
فذرري المتوجة لحروف نزواتي الشعرية
تلمع كلامية ،تلمع تأملية
وأولئك من يصدون خطويتي
جاف دمهم من الدموية
لا إنسانية بعروقه تدب
وإنتدابهم الماجنة أوراقه
يلخبط أفكار التيه
ويشنق حرية المعاني
بحروف يعصرها الألم .