خُدُوشٌ على الشّك و المَاهِيَة

بدم الوقت يَسْرِي زمنٌ رَتِيبْ
أحْوَالٌ يَنْهَكُ الخُمُولُ ثَرَائَهَا
و أمانٍ تَجُوبُ رَدْحَ الخَواء
تُمَاطِلُ الجرح وَتَنْفُثُ الأسرار،
بنُدُوبِ الحس خُدُوشٌ
على الشّك و المَاهِيَة
مَوْشُومَاتٌ لَطْخُهَا على لَطْخ
شوارعٌ غَاصّةٌ بالحنين
بصَرٌ بنظراتٍ مَشْبُوهَة
و أفكارٌ بِسَفْحِ المُرَادِ
خَانَتْهَا نَزْعَةُ الإمعانِ و التّدَبّر
و بالمَواقِعِ يتَكَالَبُ اللّهْثُ و السّعَار
تُطْمَرُ بالهُوّةِ فراغاتٌ شَادّة
يتَزَنْدَقُ بالشهوةِ رِعَاعُ العالم
و تَحْكُمُ مَقْتَ الغَريزَة
لذاتٌ تشتعل.
* * * * *
فهَاهُنَا بين المسافة و العُبُور
أرَاجِيحٌ لأفكارٍ مولودةٍ قَيْصَرِيا
دَوّمَاتُ ظنونٍ تَهْويمِيَة
و صمتٌ يُلْجِمُ الكلام المُبَاح
و هناك تحت الظل و بين الأسرار
أسئلة تَتَنَاسَلُ من رَحِمِ الماء
صُبْحٌ يَشِعّ بالإبْكَار
و قلب عَابِرِ سبيلٍ ينبضُ عِزّة
حول دمه المُضَمّخِ بالصّفرة والإخضرار
تَحُومُ فرشات الشّك و اليقين
و يُزْهِرُ دمه رعشة دَمٍ لا يَنْضُب.
* * * * *
تَنْبَجِسُ من البَوْتَقَةِ رعشةُ العُمْق
مُنْدِرَةً بآحتواءِ النّار في حُمّى الجسد
تسقط عن تَاج الرّهْبَة
ذُرَرُ التّلْفِيق
لتَنْجَلِي عن زمنِ البُؤسِ
ضبابيةُ المَوَاسِم
و تَحْفُرُ الأرض عن جُثَتِ ماضِيهَا.
* * * * *
فالآن أيّتُهَا الخُدُوشُ
تَدَثّرِي بأشْيَائِك
بمَنْطِقِكِ أو بعُرْيكِ
تَجَرّدِي من المَاهِيَة أو شُكِّي بالخُلُود
فلم تَعُدْ للسّلاَلَةِ جَدْوَى
كلنَا بالفِطرةِ عَدَائِيُون
لا يُطْفِأ أجِيجَ ضَغَائِنِنَا
إلاّ رَجّاتٌ تَحُولُ بَيْنَنَا و بينَ البَقاء.



20-24-25-26/2/2004