مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أيها المغاربة ..ردّوا قلبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة بن محمود
شاعرة وقاصة



عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 16/04/2010

أيها المغاربة ..ردّوا قلبي Empty
مُساهمةموضوع: أيها المغاربة ..ردّوا قلبي   أيها المغاربة ..ردّوا قلبي Empty16/4/2010, 13:03





أيها المغاربة ... ردّوا قلبي

بقلم : فاطمة بن محمود / تونس


متابعة لملتقى الشعر العربي بمدينة أبي جعد بالمغرب الذي التألم أيام 30/ 31 مارس و 1 أفريل 2010


يباح لك أن تدخل المدن المغربية من أي الأبواب شئت .. أما اذا اخترت أن تدخلها من باب الشعر فهيأ قلبك للسعادة و المتعة و البهاء..
دخلنا مدينة أبي جعد مساءا و كنا مجموعة من الشعراء من المغرب و العراق و سوريا و مصر و تونس.. فوجدنا المدينة و قد شّرعت شبابيك هواها لنا و كانت وجهتنا القلب النابض بالابداع في المدينة : دار الشباب أبي جعد ...
هناك استقبلنا رشيد الجشوعي رئيس الجمعية و الدكتورعبد الرحمان الوادي مايسترو الملتقى و مديره ومجموعة من الشعراء و أهالي المدينة هبّوا لنا جميعا بكل ما أوتي لهم من طيبة و رقة و حفاوة استقبال..
وجدنا الشاعر المغربي الكبير و الرئيس الشرفي للجمعية عبد السلام مصباح الذي يبدو أليفا في ملامحه ، بشوشا في ابتسامته ، لطيفا في حديثه.. يحاورك فتكتشف عمق مدونته و يصمت فتضجّ روحه الطفولية بالصخب اللذيذ..
أيضا وجدنا الشاعر المغربي الكبير اسماعيل زوريق الذي تشعر في محياه بجلال الشعر و وقاره.. يحبّه المغاربة كثيرا و له مكانة متميزة في قلوبهم .. أذكر مرة أني كنت في تواصل افتراضي مع الكاتب المغربي صخر المهيف فمرق ذكر الكبير اسماعيل زوريق بيننا على اعتبار أنه وردني منه انطباعا جيدا عن بعض قصائدي التي نشرتها في الفايسبوك فهتف صخر : أنت محظوظة أن يتفاعل هذا الشاعر الكبير بشكل جيّد مع قصائدك .. أنا لم أحض بلقائه سوى مرة وحدة.
و فعلا كان كل من في الملتقى يهابه عن حب و يقدّره عن اعتزاز.. الكبير اسماعيل زوريق يعامل الجميع كما أبنائه .. يحتضن الكل بابتسامته الدافئة.. عندما سلّمت على الشاعر الكبير زوريق كنت كأني أعرفه منذ زمن.. كأني أحضن أبي الذي.. أحلم به.
كان الشاعر ابراهيم قهوايجي بحق نسرا ملكيا يحلّق في سماء الملتقى و يحاول أن يلتقط بملاحظاته ما يجعل الملتقى أكثر بهاءا، انه بمثابة جوكر ينجح في التنسيق بين كل ألوان الطيف..
أما الشاعر محمد أعشبون فقد غيّرنظرتي للكاتب .. كنت قد اعتدت أن أرى الشاعر يفكر كم سيتقاضى من أجل مشاركته في أمسية شعرية ، مع أعشبون تجد مفهوما آخر للشاعر : كم سأصرف من أجل انجاح الملتقى..؟

و أستمسح الفيلسوف الايطالي قرامشي لأقول: مع أعشبون تفهم الفرق بين الشاعر العضوي و الشاعر التقليدي..
كنت منبهرة...

لا يمكن للمساء أن يتسرّب بهدوء دون أن نقارع .. الشعر.
و حدثت أمسية شعرية باذخة في بهاءها جمعت بين شعراء من مختلف أرجاء المغرب و من خارجها..
كانت القاعة الفسيحة قد احتكمت الى ديكور في غاية الجمال.. صالونا فاخرا على يمينه مكتبة مؤثثة بكتبها و ضوءا تختلف درجاته في خلفية المسرح و على اليسار شاشة الكترونية عملاقة رسم عليها شعار الملتقى و في كل مرة كان يتقدم شاعر ليلقي ما جادت به قريحته ترتسم صورته و بعض التفاصيل المهمة عن حياته على تلك الشاشة.
كان شعار الدورة 14 هو : أول القصيدة.. آخر القصيدة.. وطن.
و يحتفى في هذه الدورة بالشاعرة : أم سناء.

• * دورة أم سناء .. تكسير النمطية :

كنا – نحن غير المغاربة – ننتظر أن تأتي أم سناء هذه امرأة متقدمة جدا في السن قدمت عطاءا ابداعيا و توشك على الرحيل الى الضفة الأخرى من الحياة، هكذا ألفنا التكريم.. و في أفضل حالاته اعتدنا الاحتفاء بالعجائز و الموغلين في الزمن.. و لكن كانت المفاجأة لنا جميعا أن تقدمت المحتفى بها امرأة شابة تتقدّ نضارة و حيوية و توزع ابتسامات مشرقة للجميع .. انها حتى تبدو أصغر مني ..
و ذهلت..
في المغرب عقلية أخرى في معاملة المبدعين، هم لا ينتظرون أن يموت المبدع ليتحدثوا عنه و يقيمون له الدورات.. فيلهجون باسمه وهو في قاع حفرة مظلمة يقنع الديدان أن تقضمه بعنف أقلّ.. هم لا ينتظرون حتى أن يصل المبدع الى نهاية الطريق أو يكاد فيقولون له : شكرا على ما كتبت و اذهب انتظر الموت.. وحيدا.
هنا في المغرب طريقة أخرى في معاملة الكتّاب .. يحتفلون بالأحياء وهم في أوج عطاءهم ليقولوا لهم : نبارك اختياركم للكتابة ، نعتزّ بابداعكم، نشجع ما فعلتموه و واصلوا ما بدأتموه.. نحن هنا.. نرصد خطاكم و نبارككم.
حدث التكريم هنا يأخذ معنى جديدا..
انه لا يخز القلب الهرم بل يحفزّ القلب الطري ..
لا يمجّد الموتى بل يحتفي بالأحياء..
وهي طريقة ذكية تجعل الكاتب متيقظا لابداعه، منتبها لكتاباته يسعى للتطور، تجعل الكاتب يؤمن أكثر بالحبر و يجلّ بياض الورقة.
أم سناء هذه هي الشاعرة نجاة رجّاح.. و قد اختارت هذا الاسم الحركي تيمّنا بسناء المحيدلي منذ أن كانت في المرحلة الجامعية من دراستها عندما انخرطت في أنشطة سياسية ترفض من خلالها الرداءة و تنادي بالقيم الجميلة.. لذلك كان نصيبها الاعتقال و السجن و عادت للحياة بروح جديدة ، تناضل مرة أخرى من خلال القصيدة و العمل الجمعياتي و تدعو للقيم الانسانية من خلال الحبر المسكوب على بياض الورقة و المساهمة في تفعيل المشهد الثقافي في مدينتها.
جاءت أم سناء مع عائلتها و بعض أقاربها لتشهد لحظة تكريم و تقدير يتمناها كل مبدع.. نذر عمره للحبر.

• * التكريم .. من زاوية النقد :

قدمت مقاربتين كانتا من انجاز الباحث الشرقي النصراوي و الكاتب ادريس عزيز..
المقاربة الأولى كانت بمثابة تنزيل نظري أكّد على التقاطع بين الكتابة النسائية و الكتابة الذكورية .. و أن خصوصية الكتابة النسائية تتمثل في شدة الضغوطات العائلية و الاجتماعية مما يجعل المرأة أكثر معاناة و أشدّ تحديا و جرأة.
المقاربة الثانية تنزّلت مباشرة في طبيعة النصوص الشعرية لأم سناء فلاحظ قهوايجي أنها اختارت لغة متمردة و بالتالي حوّلت الشعر الى أداة مواجهة للرداءة و تحدي الفوضى و الظلم و القبح.. و ان هيمنت غلالة حزن على قصائدها فان ذلك يعكس رهافة الشاعرة و افراطها في اعتماد معجم وجداني في التعامل مع ذاتها و العالم.

• * عندما يتحدث .. زوج الشاعرة :

قدّم زوج أم سناء الأستاذ الجامعي عبد الواحد كامل مداخلة عن الشاعرة فتحدث عن تجربته معها التي انطلقت من أروقة الجامعة حيث علا صراخهما بقضايا طلاّبية و .. قفز قلبيهما في ميدان الحب الجميل.
تحدث الزوج عبد الواحد كامل عن زوجته فقدمها كصديقة في حياته، كرفيقة دربه، كأم أطفاله.. تحدث عن روحها الجميلة التي يحبها، عن أفكارها في الحياة التي يؤمن بها ، عن طريقتها في الدفاع عن القيم الجمالية التي يساندها، عن هواجسها الابداعية التي يدفعها في اتجاهها..
تحدث عن تفاصيل حياتها التي تضجّ.. بالحياة.
تحدث الرجل و كان يبدو عاشقا لامرأة و متيما بفكرة و يهيم بمدأ..

ليس أروع من امرأة تجد رجلا يحبها و يؤمن .. بها.
ليس أروع من امرأة تجد سندا تتكيء عليه من تعب الحياة و يدفع بها الى معانقة .. الحياة.
ليس اروع من امرأة تختزل كل الرجال في.. رجلها.

و تمنيت للحظة أن أكون مكانها..
استح قليلا .. يا قلبي.
هكذا أهمس لنفسي.

* استراحة .. الشعراء :

عندما تدخل مدينة مغربية اسأل عن ماضيها بالولوج في قسمها القديم .. هناك تتنسّم سحرها، هناك حيث تتلاصق المنازل و تتعانق البيوت ، هناك حيث تشتد الأزقة و تضيق لتنفتح على قلوب فسيحة و هادئة.
ذهبنا لزيارة المدينة العتيقة في نزهة جماعية و كانت رائحة المكان المعتّقة تثير حواسنا المختلفة و نشعر بعمق هذه المدينة و شدّ زخمها .. كان يلذّ لي أحيانا أن أتأخر عن المجموعة و أتتبع ضوء يتسرّب من زقاق أو يدفعني فضولي نحو ممرّ دهشة لا يكاد يظهر .. و كانت فرصتي أن ألتقط صورا فوتوغرافية – من هواة التصوير الفوتوغرافي – و سرعان ما أستدرك خطواتي الهاربة و أعود للمجموعة ..
و كانت أحيانا تطلّ علينا وجوه أهالي البلدة العتيقة بنظرات فضولية و ابتسامة لطيفة و سرعان ما يتواروا خلف الأبواب و الأزقة.

* شعراء من كل حدب و .. ذوق :

أشدّ ما راقني في الأمسيات الشعرية التي أقيمت في ملتقى أبي جعد هو تنوع الأنماط الشعرية من فصحى و عامية، بحيث تذوقنا الشعر العمودي و الحر و النثر و الزجل
و استمتعنا بأغراض صوفية و ذاتية و هموم انسانية..
قد يجوز أن نتحدث عن ضيوف المهرجان مثل :

* الشاعر العراقي الكبير المقيم في لندن عدنان الصايغ الذي تزدحم قصائده بأغان للعراق ونبضات الذات الموجعة.. يعتمد في ذلك مهارة لغوية عالية لا يتقنها سوى الكبار.
* الشاعرة العراقية المتميزة .. وفاء عبد الرزاق التي أبدعت في الفصحى كما في الزجل و جعلت من قصائدها دررا زاخرة بجميل المعاني و حلو الصور.
* الشاعر السوري هاني نديم صاحب ديوان نحاّت الريح الذي ينوّع في أغراضه الشعرية فيقول الصوفية مثلا باقتدار و يجعلك تعيش مناخات قصيدته بسهولة و يسر.
* الشاعر المصري جابر بسيوني .. التي كانت قصائده تفتح ذراعيها للحياة و تشرق بالأمل و تدعو للتجددّ.
- اضافة للحضور التونسي الذي مثّلته ضحى بوترعة بمهارتها في التعامل مع اللغة و نحت معاني جميلة و صور شفافة ، و قرأت فتحية الهاشمي قصائد ترشح برؤى الذات العاشقة و تزدحم بمشاعر شتّى.. كما قرأت سندس بكار قصائد تتغنّى فيها بالقيروان و تراوح في القصيد الواحد بين الفصحى و العامية التونسية..
و قرأت فاطمة بن محمود...

* في ليل المغرب يتلألأ .. الشعراء :

في مثل هذه المتابعات جرت العادة الحديث عن الشعراء الضيوف .. و لكن في المغرب تحس بألفة المكان و الأشخاص فكان الشعراء المغاربة يبدون ضيوفا عندنا جاؤوا للملتقى ليرحبوا بنا و يقرؤوا لنا ما جادت بهم قرائحم.. لذلك
أحبّ أن أعرّج على العديد من الشعراء المغاربة اللذين لفتوا الانتباه بجمال قصائدهم و أذكر منهم :

- محمد أعشبون :
يتحدث في شعره عن تجارب وجدانية خاضها القلب وحيدا و ظل في صالون حكاياته يحضن ضدّه.
- ابراهيم قهوايجي :
ينحت في اللغة جسرا من المعاني ليحملنا الى عالمه الذاتي الذي تحلّق فيه الكلمات و تتحول الى طيور من أسمائها الحرية و الجمال و الطفولةو الحب..
- محمد الزرهوني :
الذي يحوّل اللغة الى صلصال يلهو به الشاعر فيبتكر صورا في غاية الأناقة و الجمال و ينتصر فيها للحياة.
- عبد الحميد شوقي :
في قصائده تعيش ترحال شاعر من معنى الى معنى يلهو بالأشياء و يحوّل الأيام الشاردة على الطرقات الى دلالات تنبىء أن هناك طفلا يحب .. الحياة.
- أحمو الحسن الأحمدي :
مهارته بينّة في التعامل مع اللغة و التنوع في الأغراض الشعرية فعندما ينسج قصيدا صوفيا فانه يجعلك باقتدار تعيش تلك المناخات الرهيفة و عندما يتحدث عن أغراض عاطفية فانه يتحول بالفعل الى شاعر الحب كما وصف في أمير الشعراء..
- الهام زوريق :
هذه الشاعرة التي تكتب برغم أنف أبيها .. تقدّ قصائد مخملية و تعتمد في ذلك على لغة رهيفة.. لذلك تحوّل اللغة الى جسر تعبر به الى ذات عاشقة بامتياز..
- أحميدة البلبالي :
يجب أن تستمع الى هذا الزجّال حتى ترى كيف يأتي بآلهة الأساطير لتجثو على باب اللغة و يعيد الحكايات المقدسة من أجل اعادة تأسيس جديد للكون و الطبيعة و بعث الحياة.
- سعاد الميلي :
هذه الشاعرة تكتب فكأنها ترسم القصيدة بألوان مائية .. تلوّن الكلمات و ترصّ المعاني لتحصل على لوحات شعرية رائقة.
- حفيظ المتوني :
هذا الزجال يغني قصائده فيبكي مستمعوه .. يدخل قصيدته بهدوء و يتماهى في معانيها حتى أنك لا تتفاجأ اذا رأيته قد غصّ بالدمع.
محمد الشرّادي :
الذي يجعل من بوصلة اللغة تنددّ بالعولمة و تفضح آلياتها فأينما تولي وجهك فثمة غرب.
- زين العابدين اليسّاري :
يشتغل في قصائده على مفاتيح الحياة مثل الضوء و الغبار و الأرض .. ليشكل عالم شعري يسع القيم النبيلة و يجد فيه الانسان نفسه فكرة ممكنة لحياة أخرى .. أجمل.
- سميرة جودي :
تقول ذاتها برهيف المعاني و تحكي تفاصيل مرآة الكلمة التي تفتحها على صباح بائس و تضمها في قصيد جميل.
- أحمد الرجواني :
في البدء مسرح قصيدته في عرض صامت لدقائق .. ثم قرأه فكان قصيدا جميلا يضجّ بالقيم الشعرية و يسعى فيه لقول أناه بطريقة مغايرة للسائد.

طبعا .. على رأس كل هؤلاء الشعراء المغاربة يمثّل الشاعر الكبير اسماعيل زوريق منارة عالية و مشرقة يتضيء بها الجميع فعندما يطلّ هذا الشاعر من خلف أبيات العمودي ترى اللغة بنيانا مرصوصا بالمعاني و ينتهي من خلالها الى تأسيس عالم جديد من القيم الشعرية و الانسانية الجميلة.
اضافة الى الشاعر الكبير عبد السلام مصباح الذي يستدرج في قصائده لوركا و بابلو نيرودا و ابراهيم الطبّال من أجل نسج صور شعرية يندّد فيها بالمتخاذلين و يدعو الجميع الى مملكة الشعر.
ثم ان الدكتور عبد الرحمان الوادي يخاتل كل الحضور الذين يستدعيهم لقراءة الشعر و لا يقرأ الشعر .. بل يقدم كل الشعراء و لا يقدم نفسه.. وهو شاعر على اقتدار بيّن.

* ... في قلوب 7 نجوم :

عندما تدخل المغرب من باب الشعر فانك تغادره بتجربة رائعة و مثيرة.. و عندما تحضر ملتقى في مدينة مغربية فانك في الحقيقة تعيش في كوكب آخر يحتكم الى أخلاق شعرية و قيم انسانية تفرض عليك أن تراجع بعض ما كان يبدو ثوابت في علاقة الشعراء ببعضهم ، في عقلية الشعراء في حدّ ذاتها...
في ملتقى أبي جعد حفاوة الاستقبال تخجلك و تلقائية المعاملة اللطيفة تأسرك .. لذلك لا تفكر كثيرا في أي فندق ستقيم بل كن على يقين من أنك تقيم في قلوب سبعة نجوم.. من أنك تسكن محبة خارج التصنيف.. من أنك ضيفا مبجلا ما دام الصحراوي فاريا و زوجته يفتحان بيتهما لتدخل قلبيهما و تقيم بين تجاويف محبة خالصة لوجه .. الحبر.
ثم انك في أبي جعد .. في أمان طالما أنك تحت سقف الزاوية الشرقية تستظلّ بالميتافيزيا و الشعر .. هنا تجد عاشقا يتهجّد في زاوية مسجد و أخر يتهجّد في محراب القصيدة .. واحد يسبّح باسم الاله و الآخر يتتبع شيطان الشعر .. و بين هذا و ذاك يؤسس ملتقى أي جعد في دورته 14 تقاليد عمل جمعياتي يؤمن بالفعل الثقافي و يؤسس للابداع.

* صوت فيروز و .. الليل :

انتهى ملتقى الشعر العربي بمدينة أبي جعد و بدأت تدق ساعة الرحيل و تترقرق في العيون دموع ألفة و محبة صافية.. كنت أجمع اشيائي في حقيبة السفر و أجتهد أن لا أنسى شيئا.. هذا قميصي كدت أنساه و تلك الكتب الموقّعة من أصحابها هدايا ثمينة لي .. يجب أن لا أغفل عن أي شيء .. أجمع أغراضي و أستجمع أفكاري .. سأعود الى تونس و أتأقلم من جديد مع فوضاي الجميلة.. آه .. هذا كتاب آخر كدت أنساه و ذاك المشط .. لي.
الآن .. يبدو أنني لم أنس شيئا...
في سيارة العودة كنت أنا و وفاء عبد الرزاق و ابراهيم قهوايجي و محمد أعشبون.. كانت السيارة تتقدم في الليل و تقترب من الدار البيضاء.. كان السكون عميقا الا من صوت فيروز يترقرق دافئا من الكاسيت و كنت أشعر بانزعاج .. كأني نسيت شيئا.. أستمع الى صوت فيروز و أتثبت من أشيائي.. أنظر ثانية في حقيبتي .. آلة التصوير و الكاميرا في مكانهما .. هذا رائع .. لم أنس شيئا.. لكن شيئا ما يخزني.. و أتفقد للمرة الرابعة حقيبة أوراقي .. كل شيء على ما يرام و أعود الى صوت فيروز و السيارة تطوي الليل و أشعر أن شيئا ما يخزني .. و فجأة.. عنّ.. لي.. أن.. أتفقد.. صدري.. و صعقت....

شعرت بتجويف هائل و لم أجد ... قلبي .






..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أيها المغاربة ..ردّوا قلبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات سردية :: مدار أدب الرحلة-
انتقل الى: