مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حماده و" البار"

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبده رشيد
عضو



عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 04/03/2009

حماده و" البار" Empty
مُساهمةموضوع: حماده و" البار"   حماده و" البار" Empty25/1/2010, 20:29

[size=18]حمادة و ¨البار¨
الجزء : 1/5
كان كلما مر الطفل حمادة بأرقى حي في مدينته,إفتتن بروعة العمران
, بنظافة الشوارع وكبرها ,بهر بمتاجره الفاخرة , بملاهيه الليلية
وحاناته المتعددة الألوان والأشكال.كثيرة هي المرات التي تولد لديه شعورا بأنه يتواجد في حي أوروبي أو هكذا
خال نفسه وهو يحتك بالنصارى يجوبون شوارعه ذهابا وإيابا ,جالسين على
كراسي داخل المقاهي أوخارجها.ومثلها وأكثر تساءل عن سبب هذا التفاوت والتمايز
بين احياء المدينة الواحدة,وعن سر كل هذه الإيجابيات والكماليات التي
حظي بها هذا الحي بالذات وعدمتها دروب وأزقة مدينته العتيقة ؟
عديدة هي الإشياء التي استوقفته وتوقف عندها كثيرا,خصوصا تلك
اللوحات الإشهارية المنثورة هنا وهناك.لكن أكثر ما أثار فضوله تلك
المحلات التي تحمل لوحات مكتوب عليها [Bar].عادة ما تكون
مكتظة بالزبائن وتنبعث من داخلها روائح كريهة تزكم الأنوف.
[Bar]كلمة غريبة ,بحروف أغرب,لطالما شغلت باله وحركت
فضوله.كان ذلك في صغره وعمره لا يكاد يتجاوز ربيعه العاشر.صخب ,لغط ,وأمور أخرى تجري داخل هذا العالم المغلق لا يستوعبها عقل حمادة الصغير.اشياء كثيرة تقع في مدينته ولايعلم عنها شيئا هو وأترابه بل حتى الكبار من أصحاب[السبحة واللبدة]لا يفقهون عنها شيئا.
تتوالى الأيام والشهور والأعوام.يتعرف بعدها حمادة على ضالته ويعلم
اخيرا أنها مكان تشرب فيه جميع أنواع الخمور المحلية والمستوردة برقم إيداع
وترخيص قانوني.مكان عمومي يرتاده عموم الناس .يجتمعون فيه لشرب الخمر
المعتقة وغير المعتقة في جو حميمي فريد من نوعه, تتجسد فيه أبهى صور
التعايش والتسامح بين مختلف الشعوب والديانات .
غضب حمادة وأبدى إمتعاضا وإستنكارا.فالخمر من المحرمات ومن
الموبقات السبع.هذا ما تعلمه ونشأ عليه في بيئته المحافظة.لكن كان للاقدار
شأنا آخرأ معه,وكان من أولى إفرازاتها رسوبه في إمتحانات [البكالوريا] .
لقد كان حمادة لاعب كرة قدم في الفريق الأول لمدينته ولم يستطع التوفيق
بين الدراسة واللعب.فجاءت النتيجة مخيبة للآمال وكان الرسوب حتميا ومنطقيا.
كان لهذا الإخفاق الدراسي وقعا عميقا على نفسيته وصدمة قوية في مسار حياته
.لم يتقبل الفشل وهو الذي تعود على الفوز في كل نزال ,فامسى حزينا كئيبا.
رغم مواساة الأهل والأصحاب له,رغم محاولاتهم العديدة للرفع من معنوياته لم
يستطع التخلص من مسحة الكآبة التي علت محياه.تعب كثيرا,لم يعد يقو على
التحمل ,حتى حرارة الصيف المرتفعة زادته سخونة في الرأس.
مكسور الخاطر,أشعل سيجارة من نوع [طابا جون],نتر نترات.., نفث نفثات..,
هام في دخانها في بحر من الأفكار المتطايرة,رصت به أمواجها على كلام
زميل له في الفصل عن [البيرة] وعن مفعولها السحري في الروح والبدن.فقرر
غزو [البار] ذلك العالم الغريب لأول مرة والتي لم تكن هي الاخيرة.
حمادة و ¨ البار¨
الجزء:2/5
إستقل حمادة سيارة أجرة [petit taxi] قاصدا أشهر[بار] في مدينته.جمع أنفاسه لدى الباب, هم
بالدخول.لكن شيئا ما حبسه من ولوج هذا العالم في آخر لحظة.لم يدر حينها .هل يتقدم
ام يتاخر؟. عنذئذ تراءت له كل تصوراته وهواجسه الطفولية عن المكان وعن طباع رواده. بيد سرعان
ما إستجمع قواه مقتحمه,ليجد نفسه أخيرا تحت أضواء خافتة بين جموع من الناس محولقين حول
طاولات تزينها شموع مضيئة مختلفة الألوان أضافت للمكان على إستحياء لمسات حميمية وشاعرية.بنظرة سريعة جال بعينيه ماسحا المكان لعله نظره يقع على طاولة شاغرة, غير أنه لم يجد غير واحدة معزولة في إحدى الركن المنعزلة والمنسية.أخذ مكانه بين الجمع والعرق يتفصد من أعلى جبينه.إنتابه شعور بأن الجميع يرشقونه بأعينهم.شعل سيجارة , رشف رشفة عميقة لعلها تهدأ من روعه.خائفا أم خجولا؟ لايدري, لقد إختلطت عيه الأمر في تلك اللحظات الحرجة. بقدرما إحترقت السيجارة ,بقدر ما إزدادت حيرته فيما هو آ ت من أحداث.
مع مرور الثواني والدقائق بدأ حمادة يستانس بالمكان رويدا رويدا.وما زاده طمأنينة ,إنشغال كل الحضور بالقنينة والكاس.تارة يسمع ضحكات عالية حتى القهقهة و تارة أخرى يخيفه سجال بعض المخمورين كأنهم على وشك العراك.
في جناح من "البار" جلست حسناوات مع زبائن لهن من نوع خاص ,يرتشفن السجائر وأشياءا أخرى ملفوفة من الممنوعات في جو من العربدة والهذيان .
أمعن النظر جيدا ,وراقب الوضع عن كثب .فبدا له ان ذلك الجناح يحظى بعناية وخدمة مميزتين.لعل أولئك الرهط من علية القوم.كان ذلك باديا من خلال طاولاتهم التي حوت أغلى الشراب وأشهى الاطباق .علم في ما بعد ان الثمن المؤدى عن كل واحدة منها يصل في بعض الأحيان الى 8000درهما.هذا ما تبادر إلى ذهنه , وحفظته ذاكرته الصغيرة .كان يعلم في نفسه أنه لازال شابا يافعا ,لكن بنيته القوية عززت من ثقته في نفسه .اشعل سيجارة ثانية .لكن هذه المرة ليس خوفا ولا خجلا وإ نما ليوحي للجميع انه صنديد[ خاسر..وليدوا يرعف]!؟...
كان ذلك أمسية سبت و[البار] مملوءا عن أخره بالزبائن.
الجزء:3/5
أخيرا تنبه النادل إلى حماده. فجاءه مسرعا.وقف أمامه محييا, محدقا, متفحصا وقال له :
¨ اش تشرب ؟…¨
فاجابه حمادة:
¨ بيرة من فضلك ¨
فرد عليه [سرباي]:
¨ اش من نوع ؟…¨
إرتبك حمادة قليلا,إنه لا يعرف أسماء تلك الشروبات الكحولية ولم يسبق له ان راها عن قرب.بنظرة خاطفة إلى احدى الطاولات إقتنص اسما لواحدة من أشهر الاصناف وأكتهرها رواجا.
وقال له:
[شي سبيسيال ...الله يحفظك]
وتكون
[ bien glacee]
محاكيا أبطال أفلام [الويسترن],أفلام ¨العاود ما يعيا… والفردي ما يخوا…¨
فرد عليه [سرباي] ضاحكا ,مستهزا:
[!..des glaces ..tt de suite]..." بالزربة "…
لحظتئد.سمع دوى ضحكات وقهقهات ملئت فضاء المكان وزادته صخبا ولغطا.إنها بدون شك لزبائن سمعوا الحوار الذي جرى بين حمادة والنادل.إحمر وجهه الشاب ,شعر بدبدبات غضب تجتاحه جسمه كله.حاول أن يتمالك ,أخذ له نفسا طويلا ليحافظ على معدل تدفق هورمون [الادرلنين] في دمه وليهدأ من ثورة غضبه.لقد تعلم دلك من دروس
العلوم الطبيعية .ما هي إلا ثواني معدودة حتى عاد [سرباي ] ومعه القنينة وأشياءا أخرى من زيتون وبطاطس
مقلية وفلفل حار وزاد عليها قطع من ثلج إرضاءا وتطيبا لخاطرحمادة.ربما لكونه أضحكه وخفف عنه شيئا من عناء وجهد عمل ¨ تسربايت¨ .
فك [سرباي] ختم القنينة ,وضعها أمامه وقال له :
¨ بصحة وراحة…¨
قبل ان يمد يده لها .سمع صوتا احدهم يقول له:
¨اشرب ليك اولدي مع راسك…ونسي الهموم …شويا تنسى كل شئ !... ¨
كان الصوت لرجل ضخم الجتة, له بطن كبير وشارب غليظ وعينان محمرتان وجاحظتان
.لم يأبه به ولم يعره إنتباها .وإكتفى بإبتسامة ملغومة,متحاشيا الخوض معه في أي حديث .
تناول الكاس الأولى بيمناه ,وبسمل ,ليعود ويتعوذ من الشيطان الرجيم .إنها خمرة!... انها حرام!...بين رحى وازعي الخير والشر قامت حرب ضروس بين داعي سلطاني العقل والهوى لديه .أنهتها الجرعة الأولى وأخمدتها نهائيا الجرعات المتوالية.إستمرأ ذوقها في بادئ الامر واستحلاه مع توالي الكؤوس وتلاحق ¨الزجاجات ¨الواحدة تلو الاخرى.
دبت حرارة غير إعتيادية سائر جسمه ,أحس بشئ من الإنتعاش , فصار يفرك يديه من الإنتشاء والحبور.لقد بدات الخمرة تفعل فعلها السحري في بدنه.ازدادت رغبته في الشراب أكثر.لحد الساعة افرغ اربع قنينات .طلب ثلاث أخريات دفعة واحدة, من يراها مصطفة على الطاولة يحسبه سكيرا وله باع في السكروالعربدة.مع مرور الوقت,إزدادت حاجته إلى التبول وإزدادت رغبته في الكلام.إنه يريد الحديث مع تلك الفراشات الربيعية التي تمتص رحيقها من طاولة الى أخرى حتى الارتواء.إن كان يشتهى واحدة منها, فهي تلك الفراشة الجالسة لوحدها .تلك التي تطيل النظر إليه وتقوم بحركات غير مألوفة لديه.تارة تمطط شفتيها وأخرى تنكت أرض القاعة بأصبع رجلها اليمنى أو تحك به كعب رجلها اليسرى.يكفي إشارة منه وتاتيه داعنة متدللة.
نظرة,فابتسامة فتحية. فإذا بها أمامه ترد عليه التحية بأحسن منها.بجرأة غير معتادة قال لها:
¨ تفضلي …أقعدي…اش خبار الزين…؟ ¨
ذهبت الحشمة ,سقط الحياء عنه وواراه التراب الى سبع أرضين.ليحيا فصولا جديدة مع الفتاة على أنغام وموسيقى سيدة الطرب العربي أم كلثوم والتي على ما يبدو كانت تطرب كل من في [البار].
الجزء :4/5
جلست الفتاة بجانبه برشاقة وإنسيابية ب,أخذت من حقيبتها السوداء علبة سجائر من نوع [مريكان]. سحبت سيجارة , ,مررتها على شفتيها لتجد حمادة متقدما بقداحته مشتعلة على طريقة أبطال أفلام مصر الكلاسيكية.
شكرته الفتاة ,وبحنية وخضوع .قالت له:
[ merci mon chou ]
كان لردها دغدغة في مشاعره,شيئا ما إستيقظ بداخله من سبات .عجز عن الكلام لحظة,خانته الكلمات ,غابت عنه الافكاراوغيبها حميمية اللقاء وخصوصية الظرف.مواقفا لم يعشها من قبل ولم تختزنها ذاكرته في يوم من الايام.بيد الفتاة كسرت حاجز الصمت باحترافية المتمرس قائلة له:
[ تكلم ...! ما لك سكتي...؟ دوي يا ك ما سكرتي...؟ ]
فرد عليها:
[ كيفاش سكرت ...؟ عاد الجلسة زيانت وحلات...! ]
ناولها حمادة الكأس.بلمح البصر شربته الفتاة وأفرغت ما تبقى من "الزجاجة" في جوفها وقالت له هذه المرة آمرة:
[دومندي على شي قرعة 3/4 vin rouge]…[راه هاذ البيرة طلعت لي فالراس !...]
فرد عليها حمادة :
[ ما يكون غير خاطرك آ الزين...]…
وإستطرد قائلا:
[ باين عليك قارية !...]
نظرت إليه وردت عليه غير مبالية :
[ القراية...؟ ...طبيت فيها من زمااان ...! ]
فرد عليها بإلحاح مسائلا:
[ما تقوليش ...هذا الزين كلو ما عمرو داز من المدرسة؟...]
نفتث دخان الغضب وبلكنة سوقية صاحت في وجهه :
[ شوووف...!اا الخوا....! حنا هنا باش نسكرو ونعدلو المزاج....! وبلعربية تعرابت ....! باش نشطو مع قبنا وننسى الهموم والمشاكل!...]
مع توالي كؤوس النبيذ.إستانست به وإستانس بها كأنهما يعرفان بعضهما بعض من زمان بعيد .تمازحه ويمازحها ويتبادلان النكت والضحكات .سألها حمادة عن ماضيها فتنهدت الفتاة وصعدت من صدرها زفرة عميقة .شرعت في سرد قصتها بحزن وأسى .لم تستطع حبس دموعها وهي تعرض صور العنف الذي مورس عليها كخادمة في البيوت ولما خرجت الى الشارع تمارس الدعارة من بابها الواسع.تقول الفتاة عن تلك الفترة القاتمة من حياتها:
أن اباها هاجر عش الزوجية فجأة وتركها هي وأمها بلا معيل .تركهما يتكففان الناس وعرضة للضياع .في ظل هذه الأوضاع إلإجتماعية جد المزرية قدمت بها أمها من أحد الدواوير النائية الى المدينة لتشتغل في أحد البيوت كخادمة وعمرها آنذاك لايكاد يتجاوز الاثنتى عشرربيعا.لم تعد تذكر عدد البيوت التي عملت بها ولا عدد المرات التي تعرضت فيها للتعنيف ولاقى فيها جسدها النحيل شتى أنواع [التلياع والرفس والعض ...] ولا عدد التحرشات الجنسية.علاوة على ذلك لم تستلم أجرا مقابل عملها طيلة تلك المدة التي عملت فيها كخادمة وأن كل ما تعلمه .ان أمها تأتي آخر كل شهر لاستلام الاجرة وتمضي.
قاومت المسكينة الذل والهوان وغلبة الناس لمدة حمس سنوات ونيف كخادمة بيوت.في لحظة طيش وغضب أخذت فلوسا من محفظة مشغلها ثم غادرت البيت لتلاقيها الظروف مع ذئب في صورة إنسان.عاملها بلطف وحنان فوجدت فيه الفء التي تفتقده .ربطت معه علاقة غرامية عابرة إنتهت بفقدانها لعذريتها.هكذا وجدت نفسها في آخرالمطاف بين أحضان الشارع الشائكة تمتهن الدعارة كمنشطة إجتماعية حسب تعبير بعض الجهات تحث غطاء ما يسمى يصطلح عليه التنمية البشرية والحد من ظاهرة الفقر بكل السبل المتاحة.
إستطاعت الفتاة أن تكتري لها شقة ورصيد في البنك وضعته جانبا لنوائب الدهر.بينما هي تحكي قصتها كانت تسكب كأسا لها وكأسا له وترشف سيجارة بين الفينة والاخرى.
الجزء: 5/5
اغرورقت عيني حمادة بالدموع وإجتاحت قلبه الطيب دفقة من الاحاسيس الجياشة وهو يستمع الى قصتها المؤثرة.كان كل مرة يقاطعها قائلا:
[هاذ شي مشي معقول !... هذا ظلم !...هذا جور!...]
سكبت الفتاة ما تبقى من الزجاجة وقالت له:
[ إنتهت الزجاجة ...]
فرد عليها بتثاقل:
[نا الذي انتهيت !...]
لقد فعلت الخمرة فعلها.لسانه يكاد يسقط من فيه,غشاوة على عينيه .صاريحملق فيها وفي كل شئ من حوله كأنه يكتشف المكان لأول مرة ,شعر بدوار شديد ومغص يمزق أحشاءه,لم يسبق له ان تضور من الألم من قبل بهذه الكيفية المؤلمة ولم يستعد شيئا من عافيته إلا من بعدما افرغ ما تراكم من كؤوس في بطنه تلك الليلة.
إنها توشك العاشرة ليلا ,موعد الإغلاق.دفع حمادة قسطا من الفاتورة والباقي تكفلت به الفتاة على غيرعادة.لما هم
بالانصراف لم تقوا قدماه على النهوض.عرضت عليه الفتاة المبيت عندها تلك الليلة.قبل حمادة الدعوة بدون تردد وللمرة الاولى يسألها عن إسمها الحقيقي فأجابته:
[إسمي زهور]...
إتكا عليها وإنصرفا في وقت يلفظ البار آخر زبائنه.ما كادا يخطوان بعض الخطوات حتى زادته أضواء المصابيح وأنوار اللوحات الاشهارية عربدة وجرأة ,فصار يرقص لها ويغني .[للا زهيرو ... عاودي لي واش جرا ليك ...]
غير آبه بأحد إستوقفها مرارا ليقبلها.طلبت زهور [طاكسي صغير] نقلهما على وجه السرعة حتى باب العمارة.صعد الدرج مستندا على كتفها يهذي بكلمات متقطعة والفتاة تحاول عبثا لجم فمه مخافة إزعاج الجيران وإيقاظهم.دخلا أخيرا الشقة .لم يجد حمادة غير السرير ليستريح.إستلقى على ظهره ونظراليها تخلع جلبابها التقليدي المطرز,أغرق النظر في جسدها النحيف وقدها الممشوق وإستسلم للنوم.حركته بقوة, نفخت في أذنيه ,جذبته بعنف نحو صدرها,خلخلته ,لاجدوى ,لقد كان حمادة يغط في نوم عميق كدب في بيات شتوي وشخيره يهز المكان. حاولت فعل شيء ما,لكن في النهاية خلعت حذاءه ,غطته ببطانية ونامت بجانبه.في الصباح بل عندالظهيرة إستفاق حمادة من النوم ,فرك عينينيه المعمشتين أحس بصداع فظيع في رأسه وزهور نائمة بجانبه.إجتالته كومة من الافكار السلبية,إنتابه شعور غريب وهو يبحت عن نفسه وسط ركامات الحجرة.صور خليعة ,جوارب ملقات,وبقايا أقداح وسجائر ملقات هنا وهناك,تفقد أشياءه,إطمان على حاله ثم إنتعل خلسة حذاءه وغادر الشقة بسرعة تاركا زهورا تتقلب في الفراش .عاد حمادة إلى البيت ,وجد أبويه لدا الباب ينتظرانه ,فرحت أمه بقدومه وتهلل وجهها أما أبوه بادره بسؤال :
[فين كنتي يا مصكوع الايام...راه قتلتي امك بالخلعة عليك...علاش ما علمتيناش...؟]
تلكأ في الكلام هنيهة,بررغيابه بالمبيت عند أحد الاصحاب ,لكن الأب لم يصدقه ولم يقتنع بتبريراته.فالولد شاحب اللون وعلامات الأرق والسهر بادية عليه.لقد كانت تلك الليلة أول مرة يتغيب فيها حمادة عن البيت والتي لم تكن هي الاخيرة ...
من كتاب مذكرات ولد عصيان


عدل سابقا من قبل عبده رشيد في 27/1/2010, 12:40 عدل 5 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

حماده و" البار" Empty
مُساهمةموضوع: رد: حماده و" البار"   حماده و" البار" Empty25/1/2010, 21:09


أخي عبده شدني ما قرأته هنا و قد قرأت الجزء الأول فقط

و أعلم ربما أنت جزّأت القصة كي تقدر على نشرها هنا

لأنه حدث لي ما حدث لك قبلا

سأمر بباقي الأجزاء لأنك تكتب بطريقة روائية جيدة تشد القارئ

فقط انتبه لبعض الأخطاء و قد عدلت لك البعض مع طلب المعذرة منك

لأن النص جيد و جميل و رأيت أن تلك الأخطاء البسيطة و الناتجة عن الطبع ستفسده

كما ألفت انتباهك ألآ تتكرر واو العطف أخي في جملك ومعها الفاصل

على كل لي عودة لباقي النص لأنه فعلا جيد

مع كل التقدير و المودة أخي عبده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبده رشيد
عضو



عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 04/03/2009

حماده و" البار" Empty
مُساهمةموضوع: رد: حماده و" البار"   حماده و" البار" Empty26/1/2010, 12:45

فتحية الهاشمي كتب:

أخي عبده شدني ما قرأته هنا و قد قرأت الجزء الأول فقط

و أعلم ربما أنت جزّأت القصة كي تقدر على نشرها هنا

لأنه حدث لي ما حدث لك قبلا

سأمر بباقي الأجزاء لأنك تكتب بطريقة روائية جيدة تشد القارئ

فقط انتبه لبعض الأخطاء و قد عدلت لك البعض مع طلب المعذرة منك

لأن النص جيد و جميل و رأيت أن تلك الأخطاء البسيطة و الناتجة عن الطبع ستفسده

كما ألفت انتباهك ألآ تتكرر واو العطف أخي في جملك ومعها الفاصل

على كل لي عودة لباقي النص لأنه فعلا جيد

مع كل التقدير و المودة أخي عبده
شكرا أخت فتحية على طيب المرور وعلى نصائحك الغالية..سأعمل على تنقيح النص ..
جزءا جزءا ..
تحياتي الصادقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حماده و" البار"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نساء محترقات في" ظلال وارفة" للقاصة سعاد الناصر
» رواية "جراح الروح و الجسد " للمغربيّة مليكة مستظرف
» مريرت تحتفي بـ "منابع الأشواق " لشاعرها محمد العياشي
» مقدمة " أريج قرطاج " منشورات البيت الجزائر 2007
» ديوان " جينيف ... التيه الآخر " للأمازيغية مليكة مزان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات سردية :: مدار القصة-
انتقل الى: