موضوع: على رفوف القصيدة، تحت الغبار 1/4/2009, 17:46
على رفوف القصيدة، تحت الغبار
فقد تموت ولا يفتح الباب، وتبقى أنت والموت وحيدين في الداخل. محمود درويش
في ما مضى، كنت تطير. كان حلما شقيا يراود أحلامك. تغويك الشمس الحارقة، تلك صورتك تغوينا رطوبة الظلال، هذا انتحار العاشق على مرمر الدار. استيقظ البحر لا باب يؤدّي إلى البحر. نامت أمي على فجره، لم تصحُ، ولم يصحُ النهار. استيقظنا على موجة شاردة، لا زبد يعطّر إبطينا، ولا شرفة نُلقي منها نظرة أخيرة على طفولتنا نسِيَنا الحضور ويذْكرنا الغياب.
نحن ظلك حين يهوى الحجر في ضباب المعنى ونحن أضلاعك في الممر الأخير، الممر الوحيد الطويل.. الطويل من / إلى منافيك فيك.
وأنت هي، هي من رأتك معلّقا على سياج فأنزلتك، وضمّتك، وانتشرت بسوسنها عليك مررتَ بين سيوف إخوتها ولعنة أبيها والقبيلة..
كان الوداع صامتا وصعبا وكنا نودِع الوداع في جسده بصمت رهيب. ونحن أنت حين تضطرب هويتك في التاريخ والجغرافيا.. وحين يضيق بك الممر نخلع عنك لغتك لتعبر صافيا نقيا دون مجازات تزيحك أو تشبيهات لا تشبهك.
ودّع شاعر نخلته ودّع غيماته والكلمات وشاعر خبّأ ظله تحت إبطيه وضل الطريق إليه وإلى عشائه الأخير على مائدة الله؛ خبز طازج ونبيذ. وقهوة أمي؟ هناك، هناك في الطريق إلى الرحيل الأخيرتحت الظلال، ظلال زهر اللوز وحدكما، أنت و ريتا في شتائكما الطويل. أنت تحكّ أصابع قدميها العشر، وهي تقشّر الغوايات من جسدك، ولا تنامان. وفي ما مضى، بحزن كثير وفرح قليل تحبنا ولا تحب، أيها الوحيد العنيد أن نقاسمك بعض الخفقات بيْدَ أنك تدعونا جميعا، جميعا في حضرة الغياب، تقول : لي منه الكثير، فخذوا كفايتكم. ورحت تمشي فوق أحلامك، تتقاذفك السحب تهشّ الغبار عن أخبارنا لنرى تفاصيل الحياة على أكفّ الصبّار التي تعانقنا.
تنام قصيدة عارية تماما من لغتها بينكما، لا حياة في النوم، في النوم يحيا الحلم، ويجردكما منكما وحين ينهض من نومه، الحلم، يقدمكما قربانا للمعنى..
محمد القصبي مشرف
عدد المساهمات : 259 تاريخ التسجيل : 04/02/2008
موضوع: رد: على رفوف القصيدة، تحت الغبار 7/6/2009, 00:55
صور بادخة ترانيمها المقدسة اعترافا بامانة الشعر الذي يرثي مساحله ..ما اروعك وفيا لهرم شعري تعلمنا منه كيفية جس نبض الشعر في تجليات الوجود ... ما اروعك صوتا شجيا في اغوار القصيد
شفيق بوهو مشرف
عدد المساهمات : 35 تاريخ التسجيل : 25/02/2009
موضوع: رد: على رفوف القصيدة، تحت الغبار 10/6/2009, 09:29
رسالة سريعة: محمد القصبي الجميل دائما، وما أروع تماهيك مع نصوصي والاهتمام بها.. صحيح محمود علمنا كيف نجس نبض الشعر وعلمنا أن نلتوي على النص من كل جهاته دون أن نخنقه أو يخنقنا..
الرئيسية 