رثاء الخنفساء
غربـة كالسحـابـة الدكـنـاء
إنها حالت دون وجـه السمـاء
لا تعاني هب الريـاح ولا تـق
لع لا في تموز أو فـي الشتـاء
لم يزل منها القلب مستوحشا
يسكب دمعا مـن مقلـة حمـراء
ضيعة أضحت لا تقل عن الضي
عة للضاربين فـي الصحـراء
لم نـزل فـي بلادنـا غربـاءً
يا لنا في البـلاد مـن غربـاءِ
ويحنـا هـذه شبيبتـنـا تــذ
هب منا في غربـة واضطنـاء
ويحنا هذا عمرنـا ينتهـي لـم
نتكلـل فيـه بــأيّ ارتـقـاء
مثل ذاك الجعْل انتهـى زمنـىأما
التـي أهواهـا فكالخنفسـاء
إنما نحن في ذرى أمنا الأولـى
بــلا فسـحـة مــن الآلاء
يا غريبا مثلي اعتكف جانبا وارث
غريبا لم يبق غيـر الرثـاء
نتجمّـعْ فـي مـأتـم متـغـال
بـنـواح ونـدبـة وبـكــاء
ضاع منا زماننـا ومضـت أعْ
مارنا.ياللحـسـرة الحـمـقـاء
إيهِ يـا صاحبـي نمـر كمـر
الطيف في عرض شقـة فيفـاء
إيه يـا صاحبـي بأقدامنـا الأغ
لال أنى نمضـي لرفـع البنـاء
نبئنّي يا صـاح هـل أنـت إلا
خاطـب فـي جماعـة صمّـاء
جهّـزوا يـا صحبـي حقائبنـا
ولنرتحلْ لم يعد لنـا مـن بقـاء
10-5-06