أكثرنا تفاؤلاً
لا يصدقُ الصباحْ.
يعِدُّ
بحكم العادة
كلامه القصير عن ضرورة الامتثال للتصاميم
وينصرفُ.
حينئذ تبدا الحياة عند الحمري
العيوط المعتقة في جوف الناي
تهرب من الثقوب الى النساء في الفلل المجاورة.
غرغرة الشاي النازل من الابريق
من اعلى توقظ الصحو كله.
الحصبة خارجة من جراح القاسميِّ
فيها ما رأيته مراراً
الصهد
والعربات المجرورة في حقول الشمندر
وبائعو الكيف الاتون من وْلادْ مْحَيَّة
وهالا في المطمورة مغمورا بالتبن ينتظر ما يؤول اليه تشاور الاعداء بخصوص النار وهالا يفترس الديك نيئا ويجثو على ركبتيه ليشرب من جابية الدجاج حينا وحينا يرفع الخابية اعلى فاعلى ويشرب ويفرغها على راسه وهالا ينتفض في الرماد ويصعد الحبل الممدود اليه , لا اشفار ولا شعر والوجه مسلوخ
رجل يخرج من الطبقات الاعمق للتاريخ
والتاريخ ينكره.
وهالا يرحل خلف مغنية قرعاء تطوف الدواوير وتناديه ياكلبي.
ويحرسها في الليل
ويسهر على انتظام الطابور.
خمسة وعشرون عاما في المدينة
تسعون غرفة اقمت فيها
هزائمي لم افرط فيها
جمعتها في كيس الشمرتل الى اعود
واوزعها على الاصدقاء.
تطل امراة عند العاشرة ليلا
معها تنساب الينا نسمة الشاي بالنعناع
وانا والحمري في هذا العلو الساحق
نرتق ثقبا في السماء احدثه القوادون
لتهريب الصبايا الى الشياطين .
يقول الحمري
شُدَّ روحك في كفك
فالغيوم تكاد تغدر بنا هذا المساء
واسترق النِّظْرة للقمر في النافذة
واغرق في الصدر المتدفق من شق الفستان
ولا تشتمني
وتشتم نفسك
فالمراة هي من يرسل الينا في الحر الماء المثلج.
لست لئيما
لكني اذ اشرب ماءها
اكون كمن يشرب شبق العصور كلها
لذلك قد اسقط في اول كمين لامراة عابرة.
اكثرنا تفاؤلا
عاد واوصد باب الصباح
ونام عند مدخله
ولن يوقظه رنين الهاتف النقال
في جوف الاجرة الحمراء