عشرون انتظارا ، تنهّدت مازلت بهيّة ، بضع شعيرات بيض ،تضيء ليل الخصلات المتراقصة على الكتفين لا تضير، النظرة التي بدأ بريقها يخبو وهي تلاحق تعاقب اللّيل و النّهار لا يمكنها الّصمود أمام العد سات القزحيّة أمّا اللّون الشّاحب فأوّل حرف من اسمه يحيله إلى زهر رمّان يتفتّح على الوجنتين ... مازلت بهيّة ، حشرجت ، و أصابعي مازالت ترتعش كلّما اقتربت من الآلة الجامدة ... تسعة عشر تردّدا و إحدى عشر حنينا و تسعة و عشرون رجاء بالّلقاء ، و ثلاث و عشرون دورة للسّاعة الرّابضة في الرّكن السّاكن ، و تسع و خمسون نبضة ... انتفضت ، حاولت إخفاء البياض في الهالة السّوداء و هي تسرّحها ، رسمت أحمرها بدقّة محاولة إخفاء الإرتعاشة المرتسمة أسفل الشّفة الواعدة ، قطرتان خلف الأذن اليمنى ، قطرتان خلف الأذن اليسرى من عطره المفضّل يمكنها أن تلهيه قليلا عن ... عليه أن يراها في أبهى منظر ، فاتنة ، قويّة ، ثابتة كما اعتاد أن يراها ، جلست مجتهدة في تثبيت ظهرها عموديّا ، شمخت برأسها ، وضعت رجلا على رجل ، رفعت السّمّاعة ، ضغطت على الأرقام ، التصق الإصبع بالنّقط السّوداء ، الظهر المنتصب ارتخى في تخاذل ، الرّجل المستكينة على أختها انزلقت في انهزام ، التصقت ركبتاها ، أمسكت السّمّاعة بكلتي يديها ، رطّبت شفتيها بلسانها ، عبّأت صدرها بالهواء ، وهي تهمس: ـ ألو ! .... ـ ألو ! ألا تعرفني ! الصّمت الثّقيل ، أحرجها ، أربكها ، أيمكنه نسيان صوتها ؟ أيكون برفقة ... لا ، لا يمكنها تصوّره معها ، تجمّدت يدها الممسكة بالسّمّاعة ، لعنت ضعفها ، تردّدها ، و ما إن همّـت ... حتّى انبعث صوته من السّلك البارد : ـ ألو ! ـ ألو ! ـ بعد إشارة بيب سجّل اسمك و رقمك ... لم تستوعب بقيّة الهمهما ت ، الصّوت ببحّته المحبّبة إلى سمعها تلاشى ، ارتطم بالواقع المضحك ، المبكي ، السّمّاعة المستكينة في حجرها ترمقها في انكسار ... قهقهت ، بكت ، قهقهت ، شرقت بدموعها ... عشرون خيبة ، و شعرة بيضاء ، شعرتان ، و ....
حسن بواريق الاشراف العام
عدد المساهمات : 801 تاريخ التسجيل : 12/02/2008 العمر : 70
موضوع: رد: الوهم 10/9/2008, 21:07
أختي الطيبة فتحية
مثل شعبي مغربي يقول ( الى مشا الزين كيبقاو حروفو ) البهاء الحقيقي والذي لا يذبل هو بهاء الروح دمت البهاء ودام لك نقاءالروح محبتي الأخوية
فتحية الهاشمي الادارة و التنسيق
عدد المساهمات : 1899 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
موضوع: رد 11/9/2008, 16:08
فعلا أخي الطيب حسن الجمال جمال الروح أولا و أخيرا و جمال مرورك تفوح رائحة طيبه عن بعد دمت بهيا أخي الطيب
احلام العرباوي مشرفة
عدد المساهمات : 194 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44
موضوع: رد: الوهم 2/10/2008, 22:27
تعاطفت مع مرارة بطلتك وخيبتها أستاذة فتيحة
قصة موفقة وأسلوب جميل وقوي
تحياتي وتقديري
ركاطة حميد
عدد المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 11/02/2008
موضوع: الوهم 3/10/2008, 23:39
العزيزة فتيحة الهاشمي ، لعل الجميل في هذا النص هو الحييز الذي حضا به الوصف ، مما جعل من التصوي يلعب دورا أساسيا في شد القارىء ، وجعله يتعاطف مع بطلة النص . التقدم في السن قد يكون في نظر البعض مقرف أو عائق ، لكن ما يثمن المضمون هو الهالة التي اتخذتها الحركة الببطيئة مما أكسبه ( النص)ايقاعا مسايرا لسن البطل . من هنا نخلص إلى كون القصة استطاعت الحفاظ على تماسكها وبرزت بقوة كنص متميز الحبكة ودقيق الصنعة . مع تحياتي الخالصة.
فتحية الهاشمي الادارة و التنسيق
عدد المساهمات : 1899 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
موضوع: رد 8/10/2008, 15:00
سعدت لمرورك أختي العزيزة أحلام
دمت على بهاء
محبتي
فتحية الهاشمي الادارة و التنسيق
عدد المساهمات : 1899 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
موضوع: رد 8/10/2008, 15:02
شكرا أخي حميد على مرورك بالنص
و قراءتك الباذخة له
فعلا هناك من يخاف تقدم العمر
و لكن لكل سن رونقه
محبتي الأخوية الصافية
سامي البدري مشرف
عدد المساهمات : 199 تاريخ التسجيل : 11/11/2008 العمر : 63
موضوع: رد: الوهم 29/11/2008, 15:57
فتحية الهاشمي كتب:
الوهـــــم
عشرون انتظارا ، تنهّدت مازلت بهيّة ، بضع شعيرات بيض ،تضيء ليل الخصلات المتراقصة على الكتفين لا تضير، النظرة التي بدأ بريقها يخبو وهي تلاحق تعاقب اللّيل و النّهار لا يمكنها الّصمود أمام العد سات القزحيّة أمّا اللّون الشّاحب فأوّل حرف من اسمه يحيله إلى زهر رمّان يتفتّح على الوجنتين ... مازلت بهيّة ، حشرجت ، و أصابعي مازالت ترتعش كلّما اقتربت من الآلة الجامدة ... تسعة عشر تردّدا و إحدى عشر حنينا و تسعة و عشرون رجاء بالّلقاء ، و ثلاث و عشرون دورة للسّاعة الرّابضة في الرّكن السّاكن ، و تسع و خمسون نبضة ... انتفضت ، حاولت إخفاء البياض في الهالة السّوداء و هي تسرّحها ، رسمت أحمرها بدقّة محاولة إخفاء الإرتعاشة المرتسمة أسفل الشّفة الواعدة ، قطرتان خلف الأذن اليمنى ، قطرتان خلف الأذن اليسرى من عطره المفضّل يمكنها أن تلهيه قليلا عن ... عليه أن يراها في أبهى منظر ، فاتنة ، قويّة ، ثابتة كما اعتاد أن يراها ، جلست مجتهدة في تثبيت ظهرها عموديّا ، شمخت برأسها ، وضعت رجلا على رجل ، رفعت السّمّاعة ، ضغطت على الأرقام ، التصق الإصبع بالنّقط السّوداء ، الظهر المنتصب ارتخى في تخاذل ، الرّجل المستكينة على أختها انزلقت في انهزام ، التصقت ركبتاها ، أمسكت السّمّاعة بكلتي يديها ، رطّبت شفتيها بلسانها ، عبّأت صدرها بالهواء ، وهي تهمس: ـ ألو ! .... ـ ألو ! ألا تعرفني ! الصّمت الثّقيل ، أحرجها ، أربكها ، أيمكنه نسيان صوتها ؟ أيكون برفقة ... لا ، لا يمكنها تصوّره معها ، تجمّدت يدها الممسكة بالسّمّاعة ، لعنت ضعفها ، تردّدها ، و ما إن همّـت ... حتّى انبعث صوته من السّلك البارد : ـ ألو ! ـ ألو ! ـ بعد إشارة بيب سجّل اسمك و رقمك ... لم تستوعب بقيّة الهمهما ت ، الصّوت ببحّته المحبّبة إلى سمعها تلاشى ، ارتطم بالواقع المضحك ، المبكي ، السّمّاعة المستكينة في حجرها ترمقها في انكسار ... قهقهت ، بكت ، قهقهت ، شرقت بدموعها ... عشرون خيبة ، و شعرة بيضاء ، شعرتان ، و ....
العزيزة فتحية
بهي حرفك ونقشك على جسد السرد
والابهى فيك انت: عدم خوفك من تقدم العمر
دمت ودام عمرك اختي العزيزة
مودتي
بنعيسى الحاجي المدير العام
عدد المساهمات : 1140 تاريخ التسجيل : 14/07/2008
موضوع: رد 30/11/2008, 19:42
الأستاذة فتحية الهاشمي السلام عليكم
كل لوحة ثقافية عليها رسم من تشكيل المبدعة فتحية الهاشمي الا ولها طعم وذوق رفيع المستوى يمتع المتلقي ويجول به بين دهاليز غابة لكلام ... مررت واستمتعت ... دمت يا رائعة نجمة في سماء الابداع والتميز
تحيتي الخالصة
فتحية الهاشمي الادارة و التنسيق
عدد المساهمات : 1899 تاريخ التسجيل : 23/01/2008
موضوع: رد 1/12/2008, 17:58
الرائع سامي
لكل فترة عمرية رونقها
و الخوف من التقدم في السن يزيدنا شيخوخة و ربما يسرع بنا نحوها
لذلك أترك الزمن بفعل فعله و لن أقول لن أهتم و لكن لن أتوقف عند ذلك؟
ممنونة لمرورك الجميل و سعيدة بكلماتك الدّافئة في هذا المساء الشتويّ