حوار مع قلب مهموم

موضوع: حوار مع قلب مهموم 9/9/2008, 20:03

حوار مع قلب مهموم

يشاكسني قلبي ،كلما فكرت في امتطاء صهوة النسيان والنقش على أوراق عمره فصل حكايتي الأخيرة، هذه الحكاية القابعة في جوفه ، الرافضة أن تزول ، لمَ كل هذا ؟ ، عشقك صار غصة في الحلق و نارا حارقة في الصدر و عيناك سهم دام يغرس في فؤادي كلما التقت عيني بعينيك.
فلتقف هنا هذه الحكاية، ليشد كل منا رحاله ، ليمزق كل منا وصاله ، فما عاد للوقت متسع للانتظار و ما بقي من العمر إلابضع وريقات للحياة.
إنسها أيها القلب المشاكس لي ، استرجع كبرياءك المفقود و دس على فواصل عشقك فالدنيا لم يعد فيها فسحة للعشق ، إنسها ، هذي التي تهواها باعت عواطفها للريح و سخّرت أحلامها للغرب البعيد ، أحرقت كل أوراقها و مزقت كبد قلبها بأظافرها و امتطت زورق الاغتراب.
إنسها ، ألم تقل لك : ليس فيها ركن تضع عليه صدرك الشاكي و أن مشاعرها قد ماتت .
إنسها ، ألم يكفك قولها الجارح : سأرميك بما يثبت موت مشاعري .
فلمَ أنت هكذا ، تستبد بك ساعات الشوق و تقتل كبريائك بيدك ، أمن أجل دقائق معدودات للوصل معها تبيع ماء وجهك ؟
لا تستصغر نفسك و اصرخ في وجه حبك الذي يمتص منك العمر و يرسمك على حائط السخرية ، إنتفض و لو مرة،اصرخ و لو مرة ، رتب حقائب انتمائك و اهجر حكايتك ، اتركها للريح عسى أن تحملها بعيدا عنك.
ترفض ، عليك ألا ترفض قولي ، أن تخطو و لو خطوة من أجل النسيان ، أن تعي جيدا أنه لم يعد مكان لصدق المشاعر و عذريها ، الزمن بدل ألبسته أرتدي ألبسة تتحكم فيها النظرة الدونية للعواطف .
إنساها .. عليك أن تنساها ، أن تبحر بعيدا عن ذكراها و أن تطرد من صدرك كل لمسة كانت قد وشمتها فيك بيديها و أن تلعن في الطرقات سنين حبك و ارتباطك المرفوض ، المهزوز في عينيها .
لماذا إذن تشاكسني و أنت اعلم مني بخسران هواك و تشتت شرايين نبضك الموقوف على نبضها ؟
لماذا لا تطوي دفتر عشقك كما هي الآن تفعل بدفتر هواها ؟
لماذا قلبي تجرني إلى الهزيمة ؟.
وجلي عليك يقتطع مني كبدي ، يرميني في أزقة الشماتة و اللعب بالعيون المصلوبة على حائط النسيان ، وجلي عليك نشيد موشوم بهجرها الغير مستساغ وذليل قلب يعصر هواي مرارة .. فاتركني بالله عليك استرجع أنفاس عمري ، أرتجل خطوي صوب شط النجاة فلا هي تريدك و لا أنت قادر على استرجاع عشقك الأبدي من بين عينيها ،فلم لا تنساها و ترتاح .
تشاكسني ، كل الكلمات الطالعة من بين أضلعي تحاول التملص من عبرها و اريج خطواتها بلا فائدة ، تقاوم عشيش ظلك في دواخلي المعشعش كالعنكبوت ، تقاوم و تقاوم .. ساعدني ، لك أن تساعدني على الابتعاد بك بعيدا عن فحيح لمساتها و رغبتك القاتلة في امتطاء صدرها .
اهرب بعمرك أيها القلب المشاكس تنجو من ألمك المهيأ للانفجار كل حين.
ها أقف الأن على عتبة الضياع الوجداني و القسوة الرابظة فيَ لعليَ أقبض ماء النسيان و أتجرد من عنفوان التوحد فيها من جهة واحدة ، أقف رغم أنني أعرف جيدا أنها تهواك و لن تهوى سواك ، لن يمتطي فسحة قلبها إلاك وحدك أيها المساكش لي الساعة .. فأضرب عنها ستار التوفق و اهرب من جبروت يديها كي لا تظل ساقطا في فخ هواها الحارق لدمك المباح في عينيها.
أنج بنفسك، الآن اهمس فيك، فما بقي فيك غير الحزن و الألم يشربان ماء وجهك المنقع بالسقم و البكاء.
أنج بنفسك ، لم تعد كما كنت في عينيها ، قد باعتك للريح الغربية وشدت حزام رحيلها للآت.
أتخاف عليها و هل تخاف هي عليك؟.

البيضاء 2000
..

موضوع: رد 10/9/2008, 12:40

أتساءل كم عمر هذا النّصّ و أقول أنت هو الشاعر و الرسام المفعم بالصدق
و نبل المشاعر ، منذ الأزل و حتّى الآن و لكن أتعلم أنه سوف يعود بي
لهذه اللحظة بالذات كلما تصفّحته و قرأته و سوف أضحك من نفسي .
قبل أن أنسى يبدو أن عمليّة النقل لم تكن ناجحة جدا أرجو أن تعاود الرجوع
لتنسيقه ...
محبتي الشاسعة

موضوع: حوار مع قلب مهمومم 10/9/2008, 18:16

قلب مهموم لن يجدي معه الحوار
أنصح في مثل هذه المواقف بالمرآة ولا شيء غير مرآة منظفة من الشوائب
حتى يرى صاحب القلب قلبه ويدرك هل نجا أم غرق هل ينفع الهروب أم أن الحكم سبق
حوار يحمل الكثير من المعاني غير الهم

موضوع: رد: حوار مع قلب مهموم 14/9/2008, 13:42

فتحية الهاشمي كتب:: أتساءل كم عمر هذا النّصّ و أقول أنت هو الشاعر و الرسام المفعم بالصدق
و نبل المشاعر ، منذ الأزل و حتّى الآن و لكن أتعلم أنه سوف يعود بي
لهذه اللحظة بالذات كلما تصفّحته و قرأته و سوف أضحك من نفسي .
قبل أن أنسى يبدو أن عمليّة النقل لم تكن ناجحة جدا أرجو أن تعاود الرجوع
لتنسيقه ...
محبتي الشاسعة

شكرا لك عزيزتي فتحية

هو كل نص يؤرخ لمرحلة معينة

لقد قمت بعملية نسخ تلصيق فكان للكان

تحيتي

موضوع: رد: حوار مع قلب مهموم 14/9/2008, 13:44

لميس سعديدي كتب:: قلب مهموم لن يجدي معه الحوار
أنصح في مثل هذه المواقف بالمرآة ولا شيء غير مرآة منظفة من الشوائب
حتى يرى صاحب القلب قلبه ويدرك هل نجا أم غرق هل ينفع الهروب أم أن الحكم سبق
حوار يحمل الكثير من المعاني غير الهم

و مع من سنتحاور إن لم نتحاور مع قلبنا في جميع حالاته فرحه و حزنه

يبقى أمر المرأة فيه نظر

لأن السؤال من الذي يقول لنا من نحن هل المرأة أم ذواتنا الناظرة لها

سرني مرورك

محبتي الشاسعة