مدارات
مدارات
مدارات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدارات


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تأملات في المشهد الثقافي المغربي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد منير
مؤسس
محمد منير


عدد المساهمات : 1898
تاريخ التسجيل : 23/01/2008
العمر : 59

تأملات في المشهد الثقافي المغربي Empty
مُساهمةموضوع: تأملات في المشهد الثقافي المغربي   تأملات في المشهد الثقافي المغربي Empty7/2/2008, 00:27

تأملات في المشهد الثقافي المغربي
الواقع والآفاق

عبده حقـــي


يستمد الواقع الثقافي المغربي راهنيته من تراكمات دينامية ثقافية قد شابتها الكثيرمن الإختلالات الناتجة أساسا عن نوع من التعاطي مع الشأن الثقافي باعتباره حقلا يقوم على الكثير من التعارضات والقيم والأفكاروالتصورات التي اكتسبت البعض من( مشروعيتها) ــ وإن كانت تفتقد إلى إستراتيجية واضحة ــ من توترات الحرب الباردة ورياح عالمية وإقليمية متقلبة فضلا عن دعم خارجي ، مادي ورمزي بأطياف متعددة يروم إحتضان ثقافة الهامش التي إرتكنت إلى مرجعياتها وقواعدها القائمة على مشروع الفكرالبديل في تعارضه مع ماهوكائن ومن جهة ثانية بين ثقافة مؤسساتية تحكمها العديد من الضوابط والشروط الموضوعية والمشروعية التاريخية .
ومن خلال هذه الرؤية الأولية الشمولية لثنائية الثقافة بالمغرب والوطن العربي على العموم ، يتبدى إختلال العلاقة بين ماهوسياسي وماهوثقافي كعلاقة لم تسلم من جدليتها الخاصة ومصيرها البعيد عن الإستقلالية ..
إنها علاقة كانت وماتزال موسومة بعضويتها للسياسي (الحزبي والمؤسساتي) إذ بقي جسرهذه العلاقة ومنذ مغرب الإستقلال إلى (مغرب الإنتقال الديموقراطي) يمضي في إتجاه واحد هوإتجاه القاعدة العامة : هيمنة السياسي على الثقافي تلك الهيمنة التي تتغيى تكريس واقع سوسيوثقافي تنصهرفيه كل مكونات الفسيفساء وكل العلامات التي تنتج المشهد برمته .
كانت وما تزال ملامح الثقافة في مستوياتها الإديولوجية والفكرية والأدبية على الخصوص مفتقدة لتصورها الخاص ولونها الذي يبصمها بالخصوصية والتفرد ، فما ساد الثقافة المغربية منذالإستقلال هي أنها ثقافة عملاتية يتغير وجهيها بحسب تغيرالواقع وبحسب رغبتها في إنتاج المتلقي المطلوب ؛ كما لوأن هذا الوطن مغربين . مغرب يسير بثقافة براغماتية تحاول أن تنخرط في حركية الإستثمارالمالي والدينامية الإقتصادية باستذرارها للموارد الأساسية وتقعيدها على سياسة وبرامج حكومية من دون أن تحظى هذه الثقافة الرسمية كمنتوج رمزي في سياسة الدولة بأولوية البحث الأكاديمي الأنتربولوجي إلا فيما ندر من أبحاث ودراسات أنجزها بعض الدكاترة والأساتذة الباحثين أو بعض المهتمين بمبادرتهم الخاصة مثلا : ( موسيقى العيطة مع أبحاث حسن نجمي والراحل محمد بوحميد وموسيقى أحواش مع الباحث عمرأمريرنموذجا...) ومن دون إعتبارلبعض المظاهرالثقافية الحداثية باعتبارها ثقافة ذات هوية مغربية محضة ومنجزة على جغرافية مغربية ...
أما وجه العملة الآخر والأكثرإلتباسا وغموضا وهشاشة وافتقارا لأطارخاص ومعالم واضحة هو ثقافة ما يسمى ب(الهامش) ، الثقافة المشاغبة أوالمحايثة لدينامية الإقتصاد الثقافي من دون أن تنخرط أو تؤثروتتأثر بآلياته . لقد ظلت هذه الثقافة وعلى مدى أربعة عقود أوأكثر تقتات على رأسمال رمزي مغامر( Capital culturel à risque) إذ أن المغامرة في دورتها الإنتاجية غير محمودة العواقب وهي تؤول في الغالب وبالتجربة إلى الخسران والإحباط وغالبا ما يتم تعليق أخطائها وأنتكاساتها وخساراتها إلى سياسة الدولة في المجال الثقافي ونخص على سبيل المثال لاالحصر معضلة النشروالتوزيع وغياب معارض جهوية ضخمة للكتاب على غرارالمعرض الدولي بالدارالبيضاء ..إلخ .
فهل تمكنت ثقافة (البديل ) أو( ثقافة الهامش) هاته من تحديد شخصيتها ومعالمها داخل المشهد الثقافي المغربي العام وانخراطها في شموليته ؟
ومما لاشك فيه أن آفة الثقافة المغربية والثقافة العربية عموما كما سبق وأسلفنا هو ولاؤها الأعمى للفاعل السياسي وانخراطها تحت سقف رمزيته بما هي ثقافة قد كانت حاملة لمشروعها التحرري والتقدمي (البديل) وكونها من جهة ثانية ثقافة ذات قوة رمزية غيرأن معضلتها الكبرى أنها تتأثرولا تؤثرفي المشهد السياسي بما أتنتجه في العقود الماضية من تراكم أدبي ورمزي وفكري وإديولوجي فاقد لآليات التواصل الحقيقية مع القاعدة الواسعة من المتلقين ، ليس مع النخبة المتعلمة فحسب بل حتى مع النخبة الجامعية والأكاديمية ، ما جعلها إلى حدود أوائل التسعينات ثقافة تجترنفس القيم والخطابات الإيديولوجية القديمة ونفس الجهازالمفاهيمي والأبجدياتي بل وتحافظ على كاريزمية بعض رموزها المؤسسين لها وتعمل بوعي تام على تلميع أصنامهم كلما سنحت الفــــرص لذلك وتقتفي آثارهم الفكرية قراءة ونقدا ودعاية .
والسؤال الملح والمحوري هو : ماذا تغير في الواقع الثقافي المغربي مع ( الإنتقال الديموقراطي ) ؟ وهل حققت مقولة التغيير مشروعها الديموقراطي على كل الأصعدة والمتمثل في التوزيع العادل لوسائل الإنتاج الثقافي وإلى أي حد تم تحقيق البرنامج السياسي العام في شقه الثقافي ؟.
لقد راهن المثقف في المغرب كما المواطن العادي على أحلام التغييرورياحه التي هبت مع تنصيب حكومة
(الإنتقال الديموقراطي) والتي لاننكروبكل موضوعية وصدق أنها دشنت العديد من الأوراش الطليعية والرائدة
على المستوى العربي والإفريقي خصوصا فيما تعلق بمصالحة المغاربة مع ما ضيهم السياسي والإجتماعي وجبرالضررالنفسي والوجداني إلا جبرالضررالرمزي والمادي مع ماضي بعض النخب الثقافية !! لماذا وكيف ؟
لقد إستعرالرهان والأمل عشية تعيين وزيرالثقافة السابق وتوسمت النخب المثقفة بعد هذا التعيين كل آمالها في الإنصاف والمصالحة خصوصا وأن الوزيرالسابق ( ولد دارالثقافة ) فهوالسياسي والصحافي والشاعر والقاص ورئيس إتحاد كتاب المغرب وعضوإتحاد كتاب العرب ومهندس فكرة مؤتمر( إ .ك .ع ) بالرباط فقد خبرمكامن الداء في الواقع الثقافي المغربي إبداعا وكتابة ومسؤولية ومعاناة من مخاض الإبداع إلى طواحين النشرإلى ماراطون التوزيع إلى بورصة التسويق وأخيرا وهذا بيت القصيد إلى صندوق الدعم الثقافي ...ألخ
ولاشك أن الرهان ومنذ صعود حكومة التغييرأواخر القرن الماضي ، كان بالأساس هوإعادة الإعتبارللمبدع والإبداع ، وللمثقف والثقافة المغربية وتبديد غيوم سنوات شدّ الحبل بين الثقافة والسياسة ، والعمل على خلق ربيع العلاقة بين السلطة والثقافة وطي صفحة الماضي إذ كان المثقف يحمل دائما قناع (الشيطان) الذي أبى واستكبر ثم إعادة التفكير في إطار إستراتيجية التغيير(بنظام التقطيرgoute à goute) والمراهنة على الفعل الثقافي باعتباره رقما أساسيا في معادلة الكيان المغربي وعضوا ضروريا في دينامية التنمية البشرية وأساسا كائنا مدججا بكل الأدوات الفنية والفكرية لتحصين الهوية الوطنية المغربية بكل رموزها وقيمها العليا من حرب الإبادة الباردة (العولمة) ... ولاننكرأن القليل من تلك الأحلام قد تحقق ولعل أهمها الرفع من ميزانية وزارة الثقافة ضمن الميزانية العامة للحكومة والكثير من الأحلام مع الأسف لم يتم بلورتها وترجمتها على أرض الواقع إنسجاما مع آمال وانتظارات الفئة العريضة من الفاعلين في الحقل الثقافي ... لقد انحصرتحقيق التصورالثقافي الجديد في مشاريع محدودة ومعدودة ، وبقدرما شرعت أبواب ( التناوب السياسي ) بقدرما تكرس الغبن والحيف في حق العديد من المثقفين ... لقد إنطلقت أولى هذه المشاريع بإطلاق سلسلة (الأعمال الكاملة ) و(الكتاب الأول) و(دعم الكتاب) واستبشرالكثيرمن الكتاب بهذه الآليات التقدمية الجريئة خيرا لكن ماساد غداة إطلاق هذه المشاريع هوعمليات متلبسة بالشبهة وغياب الرؤية الواضحة والشفافية فيما يخص تصريفة الدعم إذ أن بعض مسلكيات كانت ومازالت لا تمت إلى العدالة الثقافية والقيم الفكرية الرفيعة بصلة فقدإعتورت ورانت على حق الدعم وحق الجميع من المال العام التباسات منها ما ظهر ومنها ما بطن وهكذا باتت كتابات الكثيرمن الأقلام (المغمورة) على رفوف الوزارة تكابد مرارة الحيف وتجترنفس آلام سنوات القهر لكن بلون آخرهو لون التغيير!!؛ التغيير من أجل مصالحة بعض الذوات الثقافية مع ماضيها وليس مع الواقع الثقافي العام ؛ أما بخصوص مشروع الأعمال الكاملة فقد تم إصدارالأعمال الكاملة لكل من الأديب عبد الكريم غلاب ومحمد زفزاف وإدريس الخوري ومحمد شكري وعبدالكريم الطبال وربما هناك آخرون فيما ظل التكتم مهيمنا حول المعاييرالعلمية والفكرية والمنطقية التي تم إعتمادها في هذا المشروع إذ أن العديد من الأدباء والمفكرين القانعين من هم أيضا أجدى وأحق من الإنتظارفي الطابور ويكفي أن نذكر من بينهم المسرحي الراحل محمد تيمد والشاعرمحمد السرغيني والروائي أحمد المديني (عن رابطة أدباء المغرب) والشاعرأحمد بلحاج آيت وارهام والقاص الروائي أحمد عبدالسلام البقالي والكاتبة الرائدة خناثة بنونة ...إلخ
أما ما تعلق بتفعيل تمتيع إتحاد كتاب المغرب بصفة جمعية ذات النفع العام فإن هذا المطلب الذي تقدم به الإتحاد
أواسط التسعينات قبل إستوزارالمثقف السابق فإنه ظل من سابع المستحيلات التي لانعلم بمصيرها وإلى أي مصيرآل بها المآل .
لكن وبالرغم من العديد من العثرات والمنزلقات التي شابت الحقل الثقافي على عهد زمن التغيير فإنه على كل حال قد تم ترسيخ بعض التقاليد والأجندات الوازنة كمواسم سنوية وإبداعية مثل مهرجان المسرح الوطني بمكناس ومهرجان وليلي بجبل زرهون الذي لاننكرأنه بالرغم من حداثة سنه فقد صار ينافس بعض المهرجانات العربية بالإضافة طبعا إلى مهرجان أحيدوس بعين لوح هذا في حدود ما نعلم إذ أنه يستحيل علينا في المشهد الثقافي المغربي الراهن معرفة أين تبدأ وأين تنتهي سلطة وأجندات وزارة الثقافة على مستوى الإنجازأوالرعاية المباشرة والدعم المعنوي والمادي في ربوع المملكة والسؤال الأساسي الذي يفرض نفسه بإلحاح وبقوة بعد تعيين الوزيرة ثريا جبران قريتيف هوإلى أي حد قد تستطيع السيدة الوزيرة أن تطهرالحقل الثقافي من الكثير من المسلكيات المشينة التي شابته قبل وبعد تعيين حكومة التغييرمن قبيل المحسوبية والزمالة والحزبية وإلى أي حد ستمتلك السيدة الوزيرة القوة الإقتراحية والتصورالنفاذ والإستراتيجية الواضحة من أجل الرفع من قيمة الدعم الخاص بالكتاب والتفكير أيضا في آليات جديدة للرفع من عدد العناوين والإصدارات وتفعيل شراكات حقيقية مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر ووزارة السياحة والصناعة التقليدية ووزارة الصناعة والتجارة ومختلف القطاعات المرتبطة بالشأن والمنتوج الثقافي .
وأهم من كل هذا على السيدة الوزيرة أن تغمرالعديد من مثقفي الهامش المغبونين ، وذلك بالإنصات وعقد لقاءات للإستماع وأجمل من ذلك فتح رقم خط هاتفي أخضرللإجابة على كل الأسئلة العالقة حول إنتاج (الكتاب) فيما يتعلق بمشاكل الدعم أوالنشرأو التوزيع والإهتمام أيضا بالثقافة الرقمية حيث أن الكثيرمن المثقفين الورقيين ينسون أن واجهة أخرى للثقافة المغربية لامحالة أن مراكبها تبحرعلى العديد من المواقع الإلكترونية العربية والدولية باتجاه شواطئ الثقافة المغربية وأخيرا التفكير في عقد المؤتمرالوطني الأول بين أطر وزارة الثقافة ومختلف الإطارات والشركاء والفاعلين في المجال الثقافي من أجل إصداركتاب أبيض .
وعلى كل حال كل عام والثقافة المغربية بألف خير...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فتحية الهاشمي
الادارة و التنسيق
فتحية الهاشمي


عدد المساهمات : 1899
تاريخ التسجيل : 23/01/2008

تأملات في المشهد الثقافي المغربي Empty
مُساهمةموضوع: رد   تأملات في المشهد الثقافي المغربي Empty26/3/2008, 16:24

صدقت أخي محمد منير

كل عام و الثقافة المغربية بألف خير lol!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأملات في المشهد الثقافي المغربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جمعية التواصل الثقافي بالفقيه بن صالح تفتتح موسمها الثقافي
» ولي الله / المشهد الاول
» تأملات
» تأملات
» تأملات شاعرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدارات :: مدارات متفرقة :: مدار المقالات المختارة-
انتقل الى: